قائمة الموقع

مباراة بين المصور المحترف والهاوي.. المنتصر فيها صاحب الخبرة!

2012-10-06T07:57:42+02:00
الرسالة نت - أمينة زيارة

يخوض المصورون المحترفون مباراة غير متكافئة عنوانها "البقاء للأقوى" أمام جيش من الهواة خاضوا دورة تدريبية حملوا على إثرها كاميرات ونزلوا للميدان وهم ينافسون المحترفين في التقاط الصور الصحافية التي يفاجأ الجميع بأنها "صور فيسبوكية" يعلق عليها الأصدقاء بالاقتناصات الصائبة واللقطات المميزة ليضحى المحترف في مقارنة صعبة التوقع مع هذا الهاوي.

ويعيش هؤلاء المحترفين وبخاصة الملتزمون بالعمل مع وكالات أجنبية وصحف محلية صراعا مع هؤلاء الهواة الذي يتدافعون لالتقاط الصور بما يحرم المحترف من اقتناص الصورة المطلوبة لوكالته.

"الرسالة نت " وضعت ملف "شكاوى المحترفين من تدافع الهواة" على طاولة البحث مع المتخصصين وخرجت بالنتائج التالية.

مقارنة غير منصفة

المصور الصحافي في وكالة الأبناء الفرنسية محمود الهمص يرى أن لدخول الهواة إلى معترك التصوير الصحافي آثارا إيجابية وأخرى سلبية، "وتتلخص الإيجابية في وجود كم هائل من المصورين سواء الهواة أو المحترفين لتغطية أحداث المنطقة نظرا لانتشارهم في كل مكان بالقطاع".

ويشير إلى أن سلبيات تصوير الهواة تتحدد في كثرة أعدادهم عند تغطية حدث ما حين يزاحمون الصحافيين ما يعوق عمل المحترفين، "وعلى صعيد اختيار القصة المصورة يركز الهواة على قصص تتعارض مع التقاليد والعادات الفلسطينية فتكون أكثر دموية وإيلاما للمجتمع".

وشدد الهمص على أن مهنة التصوير بقدر ما بها من جزاء وحوافز فهي لا توازي كم التضحيات التي يقدمها المصور من حياته الاجتماعية وصحته الجسدية، "خاصة أن بعض الهواة ينظر إلى التصوير على أنه البيضة التي ستفقس ذهبا له", مؤكدا أن الدورات التدريبية التي تجري في جانب التصوير الاحترافي لا تخرج صحافيا مهنيا بقدر ما تعلم المصور أساسيات استخدام العدسات والكاميرا.

ويرفض الهمص مقارنته بصفته محترفا مع المصورين الهواة، قائلا: "المحترفون حصلوا على جوائز عالمية لالتقاطهم صورا مميزة تحمل رسالة وهدفا"، ومطالبا نقابة الصحافيين بضرورة تنظيم عمل هؤلاء الهواة وغربلة من يملكون بطاقات إعلامية معتمدة بحيث لا يعوقون الصحافي المحترف في عمله.

أما نظرة زميله في الوكالة الفرنسية المصور الصحافي محمد البابا فكانت تختلف عن نظرة الهمص, فقال البابا: "في ظل انتشار البطالة وقلة فرص العمل في غزة أضحى خريجو الإعلام والهواة يبحثون عن فرص عمل تحقق هواياتهم، وكان منها مزاولة مهنة التصوير".

ويستدرك البابا: "أصبح كثيرون منهم يزاحمون الوكالات العالمية التي تنقل الحدث بصورة أوسع ما يعطل عمل المحترفين (...) لا أستطيع أن أوقف أحدا عن ممارسة هوايته أو عمله لكن يجب الاتفاق على ممارسة تلك الهواية في أماكن أقل سخونة بحيث يستطيع أن يبدع في مجاله بالتدريج".

الهواية بداية قوية

المصور في وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" وسام نصار يرى بدوره أن ما يميز الصحافي المحترف اقتناصه الفرصة المناسبة وسرعة التقاطها، "والجرأة والدراية الكاملة بفن التعامل مع المشاهد".

وأضاف: "إذا نمّى الهاوي مهاراته يصبح مصورا صحافيا محترفا، فالهواية قد تكون أولى خطوات الاحتراف".

ويصف نصار هؤلاء الهواة بـ"مصوري الفيس بوك" الذين لا يرى صورهم إلا أصدقائهم رغم أن صور الوكالة يراها آلاف على مستوى العالم، ولكنه يعتبر أن الدورات التدريبية للهاوي تمثل خطوة البداية التي ينطلق منها للميدان الصحافي، "لكن لا بد من الممارسة العملية الصحيحة التي تشكل فيما بعد الخبرة لدى المصور".

في حين ذلك، يعتقد المصور الصحافي في وكالة APAimages مجدي فتحي أن وجود الهواة في مكان الأحداث المهمة يشكل إعاقة لعمل المصورين الصحافيين العاملين حتى إنه يتعارض مع مصوري الفضائيات، "فنجدهم يتدافعون غير آبهين بمن خلفهم منتظرين اقتناص فرصة لصورهم".

وقال فتحي: "واجهنا مشكلات جمة مع رجال الأمن والشرطة والجهات الرسمية لكثرة المصورين فهم أصبحوا لا يفرقون بين المهني العامل والهاوي الذي همه جمع تعليقات من أصدقاء الفيس بوك"، ملقيا باللوم على المؤسسات الإعلامية الخاصة والحكومية التي منحت هؤلاء الهواة بطاقة "تسهيل مهمة مصور صحافي".

أما مصور صحيفة فلسطين ياسر فتحي فيذكر أن الهواة يزاحمون بإمكانات ضعيفة وكاميرات ذات جودة أقل من المحترفين عبر التقاطهم صورا تفتقد للتقنية الصحيحة، مخاطبا المصورين الشباب: "دورة واحدة لا تكفي ولا تخرج احترافيا.. عليكم بالتدريب والتطوير المستمر".

تشكيل لجنة مشتركة

وبحثا عن حلول لهذه المشكلة توجهت "الرسالة" إلى صاحبة الاختصاص "نقابة الصحافيين" التي قال رئيس لجنة العلاقات العامة والأنشطة فيها وسام عفيفة: "مصورو فلسطين خاصة غزة بحاجة إلى تنظيم عملهم بعد تراكم عدد من الإشكالات لغياب الجسم الصحافي سابقا الذي كان يجب أن يعمل على تنظيم هذه المهنة وأن يحدد هوية المصور الصحافي".

وأشار عفيفة إلى أن غياب هذا الجسم ترك آثاره على العمل الصحافي برمته، مؤكدا وجود حالة من العشوائية والفوضى التي تسود المهنية إلى أن أصبحت "مهنة من لا مهنة له".

وأضاف: "منذ استلامنا نقابة الصحافيين ونحن ما نزال نعمل على تنظيم المهنة بالإعلان عن فتح باب العضويات للنقابة وغربلة الموجودين ممن أصبحوا دخلاء على المهنة".

وتابع عفيفة: "تأتينا يوميا عشرات الشكاوى من المؤسسات الحكومية والرسمية عن وجود عشرات المصورين تحت مسميات مختلفة ما يثير المشكلات لدى تلك الجهات العاملة"، معترفا بأن هذه المهنة قد دخل عليها عشرات من الهواة الطلاب خلال السنوات الماضية، "وجزء منهم ضحايا عدم منحهم بطاقات العضوية".

ويقترح قال رئيس العلاقات العامة والأنشطة بالنقابة تشكيل لجنة من المصورين المحترفين تكون مهمتها مساعدة النقابة في تنظيم المهنة وتحديد المصورين الصحافيين، مستدركا: "للأسف، جزء من الصحافيين أنفسهم يكون لهم دور سلبي بعدم المبادرة والمشاركة في حل مشكلات المهنة"، ومؤكدا أنهم على استعداد تام للتعاون مع المصورين في تشكيل اللجنة فعليا بما يضمن إعادة الاعتبار للمصور المحترف".

اخبار ذات صلة