رغم تدني رواتب معلمات رياض الأطفال في قطاع غزة، فانهن يصررن على تقديم رسالتهن الإنسانية والتعليمية وفي الوقت نفسه يطالبن بتحسين اجورهن لمواجهة تحديات الواقع المعيشي الصعب الناتج عن تواصل الحصار (الاسرائيلي) على قطاع غزة للعام الخامس على التوالي.
مديرة روضة "الانصار الإسلامية" في منطقة "تل الإسلام" تهاني صلاح تقول في هذا السياق:" رغم ان راتبي لا يتجاوز 100 دولار، فانني مضطرة للاستمرار في ادارة الروضة حتى أجد عملا افضل".
معاناة..
حال المعلمة تسنيم (27 عاما) لم تختلف عن تهاني، فقد اكدت تسنيم انها مضطرة للعمل في رياض الاطفال براتب لا يتعدى الـ 300 شيكل حتى تنفق على اولادها الصغار, وتشارك زوجها الاعباء المالية في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة .
واتفقت صلاح مع تسنيم في ان المبلغ لا يكفي لمواجهة ضروريات الحياة ولا لتوفير الاغراض الاساسية لكل معلمة تعمل بهذا المجال .
وطالبت تسنيم الجهات الحكومية والخاصة بضرورة النهوض بمستوى رياض الاطفال والنظر في تدني اجور المعلمات.
بدورها، لم تنف مديرة الموارد البشرية في جمعية الشابات المسلمات والتي تشرف على العديد من رياض الاطفال داخل القطاع نبيلة الملاحي تدنى اجور المعلمات، قائلة :" الجميعة تعطي خريجة الثانوية العامة 300 شيكل, والدبلوم 350شيكل, اما البكالوريوس 400شيكل" .
وارجعت أسباب تدني اجور المعلمات الى غلاء أجور اماكن رياض الأطفال التي يصل سعر بعضها ـ 3000 دولار، وأيضا الى عدم التزام الاهالي بسداد الرسوم المالية المستحقة على اولادهم.
وناشدت جميع المؤسسات سواء الرسمية أو الأهلية بضرورة دعم رياض الأطفال والعمل على الارتقاء بأجور المعلمات
أثار سلبية
وعن الآثار الناتجة عن تدني الأجور على نفسية المعلمة ذكر الدكتور مروان حمد المحاضر في قسم أصول التربية لـ"الرسالة نت" أن اداء المعلمة سيكون ضعيفا لتدني راتبها، داعيا كل الجهات للرقي بمعلمات رياض الاطفال من الناحية المادية.
وعدَّ مرحلة " التربية في رياض الاطفال" من المراحل المفصلية في حياة الطفل، "لأنها هي بداية تكوين النشأ وهي مخرجة شباب الغد والمستقبل" .
وكانت وزارة التربية والتعليم العالي في غزة قد قالت ان عدد رياض الأطفال الخاصة والمرخصة في قطاع غزة يبلغ 350 روضة، تنقسم الدراسة بداخلها إلى مرحلتي التمهيدي والبستان.
وأشارت في تصريحات صحافية الى انها لا تمنح الترخيص لروضة يقل عدد المسجلين فيها عن 15 طفلا، مشددة على أهمية اختيار رياض الأطفال من الأهل بشكل مدروس وعدم الاعتماد على قربها أو مبناها أو طبيعة تأثيثها فقط .
إذن تأثيرات تدني رواتب رياض الاطفال خطيرة –وفقا للمختصين- ويجب على كل الجهات التحرك لحل هذه المعضلة من أجل تفادي تداعياتها التربوية والنفسية, ليبقى التساؤل " الا تستحق مربية الاجيال ان تعيش حياة كريمة تتلاءم مع ما لديها من مؤهلات؟".