قائمة الموقع

آسرو شاليط .. لغز عجز الموساد عن حله

2012-10-18T04:31:03+02:00
آسرو شاليط .. لغز عجز الموساد عن حله
الرسالة نت - خاص

أتمت حركة حماس صفقة تبادل الأسرى مع (إسرائيل) في السابع عشر من أكتوبر 2011، وأفرج بموجبها عن 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل الإفراج عن الجندي "جلعاد شاليط"، ولكن السؤال: ماذا عن آسري الجندي مجهولي الهوية، هل تحرروا هم أيضا؟ وكيف أمضوا السنوات الخمسة (أي فترة أسر شاليط).

منذ الخامس والعشرين من يونيو/حزيران 2006 وخاطفو شاليط يرجح أن يكونوا قد التزموا مكان احتجازه في جزء من إستراتيجية وطنية مبنية على الإخلاص في العمل والسرية في الأداء، فلولا ذلك لنجح الموساد (الإسرائيلي) في الكشف عن مكان الجندي إبان مدة أسره فتخلص منه على نحو يبعده عن دفع ثمن باهظ كما يسميه: "الإفراج عن أكثر من ألف أسير".

بعد عام من الإفراج عنه تحدث شاليط عما كان يلاقيه وهو في الأسر وعن ظروف أسره والأجواء التي عاشها طوال فترة الأسر سواء المتعلقة بممارسته للرياضة أو الرسم لكنه لم يتطرق إلى أشخاص الآسرين وهوياتهم.

وقال الجندي (الإسرائيلي): "عندما غادرت المركبة وعبرت إلى مصر رأيت أمامي المئات من الأشخاص بعدما لم أر أكثر من عدة أشخاص لسنوات"، وهذا دليل واضح على أن الوجوه التي ترددت على "شاليط" طوال فترة الأسر قد لا يكون عددها قد تجاوز أصابع اليد.

وبالعودة إلى عملية اختطاف الجنديين التي نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة عام 1982 تأكد أن الآسرين للجنديين الذين تراوح عددهم من 4 إلى 5 أشخاص كانوا أسرى أيضا.

القيادي في الجبهة الشعبية القيادة العامة د. عادل الحكيم أوضح أن احتفاظ الجبهة بالأسيرين لثلاث سنوات متتالية يعود لانتقاء الأشخاص القائمين على رعاية الأسيرين بعناية.

ويؤكد الحكيم أن هوية هؤلاء الأشخاص كانت مجهولة، "وكانوا يتلقون تعليماتهم آنذاك من الأمين العام للجبهة أحمد جبريل ومسؤول الجهاز العسكري فقط".

وتنعكس هذه التجربة على تجربة كتائب القسام التي احتفظت بشاليط خمسة أعوام متتالية، فيعتبر الحكيم وهو واحد من الذين أشرفوا على أسر الجنديين في 1982 أن القائمين على حماية الأسرى (الإسرائيليين) هم أسرى أيضا، "لأنهم لا يغادرون موقع الاحتفاظ بالجنود طوال فترة الأسر" بيد أن مصادر ميدانية في المقاومة الفلسطينية قالت إن العقلية الأمنية التي تتعامل بها كتائب القسام أذكى كثيرا من عقلية الموساد، مرجحة ألا يكون الآسرون قد تخفوا تماما عن الأعين طوال فترة الأسر، وذلك حتى لا تثار الشكوك حولهم.

وقالت تلك المصادر: "التكتيك الذي اعتمدته كتائب القسام في اختطاف الجندي والاحتفاظ به لمدة طويلة عالي المستوى، ويؤكد أنها -الكتائب- اعتمدت على رجال الوحدات الخاصة التابعة لها، وهم بكل تأكيد أكْفاء ومحل ثقة وأكثر صرامة في التعامل مع الأمور الحساسة".

وتمت صفقة تبادل الأسرى بين القيادة العامة وحكومة الاحتلال في 20 أيار من عام 1985 بعد صولات وجولات من المماطلة الصهيونية، وأفرج على إثرها عن نحو 1150 أسيرا فلسطينيا من ذوي الأحكام العالية مقابل ثلاثة جنود (إسرائيليين).

ويتوقع الحكيم أن تكون كتائب القسام التي أسرت الجندي شاليط في عملية أطلق عليها اسم الوهم المبدد قد اتبعت التكتيك عينه.

وخاض جهاز "الموساد" الصهيوني صراعا ضاريا من أجل الحصول على معلومات من شأنها تحديد موقع "شاليط" خلال مدة أسره ولاسيما أن ما يسمى بقوات الكوماندوز (الإسرائيلي) اختطفت عناصر من حماس زعمت أنهم ضالعون في اختطاف الجندي.

ورصدت تقارير إتمام أكثر من ثلاثين صفقة تبادل أسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني منذ عام 1948 كان الاحتلال في مجملها ينصاع لشروط المقاومة.

وكان الآسرون في معظم صفقات التبادل يختفون عن الأنظار طوال فترة الأسر معتمدين على تكتيك أمني عالي المستوى حفاظا على أراوحهم وعلى ورقة الضغط التي بين أيديهم.

اخبار ذات صلة