قائمة الموقع

مقال: أسباب القلق (الإسرائيلي) على الوضع الأردني

2012-10-18T06:45:24+02:00
د. عدنان أبو عامر

هناك قلق متزايد في (إسرائيل) في الأيام الأخيرة على مستقبل النظام في الأردن، والخوف من تعرضه لاهتزازات قوية، تكون لها امتدادات ستطال الكيان وأمنه، حيث تم رصد عدة تعبيرات لهذا القلق المتصاعد والمتزايد داخل أروقة صنع القرار (الإسرائيلي).

أول هذه التعبيرات أن وزير الحرب "إيهود باراك"، وعلى ضوء تصفحه لتقارير استخباراتية (إسرائيلية) وأمريكية، يتابع باهتمام كبير التطورات في الأردن مع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "أفيف كوخافي"، حيث أفادت أوساط عسكرية أنه يجتمع به كل يوم للاستماع لتقييماته وتقديراته، وللتقارير الواردة إلى شعبة الاستخبارات عن الوضع في الأردن، فضلاً عن تقارير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الـCIA حول تدهور الأوضاع في الأردن.

خلاصة هذه التقارير والتقييمات أن الأردن يتدحرج وينزلق نحو اضطرابات داخلية، وصراع لن يكون محصورا بين النظام الملكي والمعارضة الإسلامية ممثلة بالإخوان المسلمين والسلفيين، وإنما يشمل أيضا أطرافاً ليبرالية وعلمانية.

وقد صنّف "كوخافي" الصراع الذي قد يندلع في الأردن من نوع "الصراع المركب والمعقد والدموي"، لأنه سيتطور إلى صراع داخلي بين الموالاة والمعارضة، مما يُدخل الأردن في دوامة من الصعب الفكاك منها.

ثاني هذه التعبيرات: أن القيادة السياسية والأمنية (الإسرائيلية) استنفرت في الأيام الأخيرة لمتابعة تطورات الوضع في الأردن، وقد برر وزير الشؤون الاستراتيجية "موشي يعلون" سر الاهتمام (الإسرائيلي)، بالموقع الذي يحتله الأردن، وما يشكله من خطورة وحساسية بالنسبة لأمن الكيان، في حالة حدوث أي تغيير فيه.

وبدافع القلق المسيطر عليه، استدعى رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو"، رئيس جهاز الموساد "تامير باردو"، واستفسر منه عن التداعيات التي قد تنتج عن الاحتجاجات واسعة النطاق التي شهدها الأردن قبل أسبوعين.

وقد قام "باردو" بإبلاغ "نتنياهو" أن التحديات المطروحة اليوم أمام الملك عبد الله الثاني كبيرة، وكبيرة جدا، وعزا ذلك إلى أن حركة الإخوان المسلمين وقوى ليبرالية مصممة على إحداث تغيير داخل الأردن على غرار ما حققوه في مصر وتونس وليبيا والمغرب، باعتبارها منجزات محورية، وهي لهذا تستمد التشجيع والدافعية من تلك الحركات.

لكن النقطة الجوهرية والمحورية التي شدد عليها "باردو" أن المخاطر التي قد تنجم عن أي تغيير في الأردن، تفوق المخاطر التي تتشكل على حدود (إسرائيل) مع مصر أو لبنان أو سوريا، مرجعاً ذلك إلى:

• قرب الحدود الأردنية من "(إسرائيل) وطولها، حيث تمتد لأكثر من 600 كيلومتر.

• أي تغيير سيحمل معه نظاما جديدا سيكون عدواً لـ(إسرائيل)، وعدائياً لها، على الأخص إذا كان ذو توجهات إسلامية.

• تعميم أنظمة متجانسة في الأردن ومصر وغزة، بالإضافة لدول عربية أخرى، سيوفر فرصة كبيرة لقيام تآلف ضد "(إسرائيل)، يضم الأردن ومصر بعمق إستراتيجي.

      وفي إطار هذا الحراك (الإسرائيلي) على المستويين السياسي والأمني، تم طرح ومناقشة عدة خيارات للتعاطي مع ما وصف بالأزمة الأردنية وإدارتها، وفي هذا السياق، نقلت مصادر أمنية عن "باردو" تشديده على أنه لن يكون في وسعنا أن نمر مرور الكرام على أي تطورات تخرج عن نطاق السيطرة في الأردن.

ولذلك فقد تقرر عقد اجتماع مشترط لقيادات من الموساد والـCIA لتقييم الموقف الأردني، ووضع خريطة طريق لمواجهة أي تداعيات قد تترتب على اضطراب الوضع الداخلي الأردني، والإجراءات التي ينبغي اتخاذها لمواجهة أي مفاجآت.

أخيراً.. فإن المتابع لما يدور في الكواليس (الإسرائيلية) يدرك أن "(إسرائيل) سباقة إلى اتخاذ سلسلة من التدابير لمواجهة شتى الاحتمالات المتوقعة في الأردن، ومن بين الإجراءات التي اتخذت إعادة فرقتين تابعتين لقيادة المنطقة الوسطى المسئولتين عن التعاطي مع الأردن، إلى مواقعهما، بعد تحركهما نحو الحدود السورية واللبنانية قبل عدة أيام.

اخبار ذات صلة