الحكومة في غزة تشعر أن مزيداً من الأكسجين ضخّ إلى رئتيها مع زيارة الأمير القطري حاملاً400 مليون $ دعماً لمشاريع حيوية وإستراتيجية.
ووضع الأمير القطري حمد بن خليقة آل ثان أمس حجر الأساس لمشروع تعبيد طريق صلاح الدين الذي يبدأ من وادي غزة حتى معبر رفح.
وكانت المنحة القطرية المقدمة للحكومة الفلسطينية بغزة قد أعلنت عن مشروع إعادة تأهيل طريق صلاح الدين الطريق الرئيس بغزة بطول 28 كيلومتر ونصف وتمويل60 مليون $.
وتجاذب المسئولون والمواطنون في قطاع غزة أطراف الحديث عن المشروع المرتقب كاشفين عن سعادتهم بعودة الحياة إلى أهم طرق القطاع .
حجر الأساس
على شارع صلاح الدين جنوب جسر وادي غزة أقاموا خيمة الاستقبال مزيّنة بأعلام فلسطين وقطر بينما استمرت فرق الكشافة الاستعداد للعرض الوشيك حين يحلّ الضيوف .
وتجمّع رؤساء البلديات والموظفون من وزارة الحكم المحلي والأشغال وهم الأكثر قرباً واهتماماً بالمشروع.
ووضع الأمير حمد بن خليفة آل ثان برفقة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية حجر الأساس للمشروع الذي سيكلف قرابة 60 مليون $ ويعد من أهم مشاريع الدعم القطري .
ويؤكد وكيل وزارة الأشغال بغزة المهندس ياسر الشنطي أن طول الطريق سيكون 28 كيلو متر ونصف وعرضه 30 متر شاملاً كافة خدمات البنية التحتية .
ويقول: "وقعنا أمس العقد من المكتب الاستشاري بين اللجنة القطري ومكتب الاستشارات التابع للمهندس سمير منّا ونأمل خلال 3 شهور أن نمنح العطاء للمقاولين حتى يبدأ التنفيذ" .
ويشير أن دور وزارة الأشغال بغزة سيشمل تقديم كامل المساعدة الفنية والمعلومات الهامة للعمل حسب المواصفات وإرشادهم لتفاصيل الأرصفة والتقاطعات والإشارات .
ويؤكد أن الطريق سيتم تعبيده على عدة مراحل نظراً لأهمية الشارع فلا يستطيع مقاول واحد تنفيذه منفرداً .
وسيبدأ العمل في خط واحد من أصل اثنين حتى تستمر حركة السير لحين إنجاز كل مرحلة قبل الانتقال للجهة الأخرى .
أما رئيس بلدية مخيم البريج أنيس أبو شمالة فيؤكد أن مشروع تعبيد شارع صلاح الدين مشروعاً حيوياً واستراتيجياً لمحافظة الوسطى .
ويضيف:"يشكل تطويراً لأداء البلديات بالمحافظة من ناحية البنية التحتيّة كما يعد طريق يسهّل حركة المرور في كل غزة" .
ويشير إلى أن تعبيد الشارع سيحل عدة مشاكل أهمها وضع بنية تحتية للطريق حيث يفتقر لشبكة صرف صحي وإنارة وهذا يعد نقلة نوعية-كما يقول .
ويتابع:"تعبيد الطريق يساعدنا على تنفيذ الخطة الإستراتيجية التي وضعناها لأربع سنوات وسنتمكن من إنجاز 60% منها إن رصف الشارع" .
السائقون
أكثر الناس خبرةّ بأحوال شارع صلاح الدين هم السائقون فاتصالهم به صباح مساء وصيف شتاء.
يرقد السائق يوسف الجبالي صامتاً في مركبته بانتظار انتهاء الزحام الناجم عن ترتيبات الشرطة لمرور موكب الأمير القطري .
تعبث أصابعه بجهاز الراديو قبل أن يؤكد للرسالة نت أن غزة بحاجة لإصلاح الطرق وعلى رأسها طريق صلاح الدين .
ويضيف:"تحسين شارع صلاح الدين يخفف الضغط ويسهل حركة السير فكما ترى هناك أزمة مرور دائمة ويحتاج الشارع لرصيف وإنارة وبنية تحية ليكون أفضل".
ويقول إن السائقين يأملون أن يمنحهم الدعم القطري طريقاً أوسع بإشارات مرور ورصيف للمشاة لتسهيل مرورهم على الطريق .
وأمام البنك الإسلامي الفلسطيني يقف السائق أحمد طه مشبكاً ذراعيه منتظراً مع مئات المواطنين مرور موكب الأمير القطري .
ويضيف:"طرقنا مهدّمة سواء طريق صلاح الدين أو طريق الساحل وهي تكسّر السيارات فأنا أسوق سيارة وكل يوم مضطر لزيارة الميكانيكي لإصلاحها".
ويرفع طه حاجبيه متمنياً أن يتولى المشروع أيدي آمنة تعيد تأهيله ببنية تحتية تخفف الضغط عن حركة السير وتسهّل المرور .
ويتابع:"يحتاج الشارع لتعبيد وإنارة والتخلّص من حفر مياه الأمطار التي تسبب لنا المشاكل" .
ويناشد السائق طه بقية الدول العربية أن تحذو حذو قطر فتقدم الدعم للمشاريع الهامة في غزة مثل الطرق والمؤسسات الحيوية .
طريق مهم
يمدّ المواطن فريد الهندي عنقه بين حين وآخر ويقف على رؤوس أصابعه لاستكشاف الموقف"هل وصل موكب الأمير القطري أم لا ؟!" .
يمتدح الدعم القطري المقدم لغزة مشدداً أن على رأس أولويات المشاريع طريق صلاح الدين المهم لكل الشعب-كما يقول .
ويضيف:"أنا كمواطن عندما أمرّ بالشارع ويكون مرصوف ومؤهل أشعر بالراحة والسعادة " .
ويتمنى أن يطال الدعم القطري بقية المؤسسات المهمة مثل المستشفيات والمدارس مشيراً أنه يقف منذ ساعات للمشاركة في استقبال الوفد القطري والترحيب به .
في الجوار يسند المواطن علي الشعراوي ظهره لسيارة متوقفة على جانب الطريق متبادلا الحديث مع صديق آخر .
يؤكد أن غزة بحاجة ماسّة لإصلاح الطرق خاصةً طريق صلاح الدين لأن معظم الطرق مدمّرة ولا تستوعب حركة السير .
ويضيف:"شعبنا ضحّى وقدم الغالي والنفيس ونحن بحاجة لحياة كريمة نشعر فيها بالأمان والراحة".
وستسجل الحكومة الفلسطينية إذا ما نجحت في تعبيد طريق صلاح الدين بالدعم القطري واحداً من أهم انجازاتها على صعيد البنية التحتية منذ عام 2006 .