لم يدر في خلد الأربعينية أم كمال الصفدي أن يشهد عيد الأضحى المبارك عليها وعلى أسرتها الفقيرة هذا العام ذبح أول أضحية في حياتهم اقتداءً بسنة الأنبياء إبراهيم ومحمد عليهم السلام.
وفوجئت الصفدي التي تعيل 17 فرداً من أبنائها بعد وفاة زوجها قبل أعوام، بطرق أعضاء من لجنة خيرية باب منزلها وبصحبتهم "خروف" وجزار جاهز لذبحه.
واستقبلت أم كمال – التي تقطن حي الدرج شرق مدينة غزة - الزوار بصدر رحب لتفاجئ بأنهم قدموا لتنفيذ مشروع "الأضحية الحية في منازل الفقراء" وهو مشروع نادر من نوعه في قطاع غزة.
مشروع جيد
وتقول الصفدي لـ"الرسالة نت" خلال انشغال الجزار بذبح الخروف المقدم لهم من لجنة زكاة الدرج :"هذا مشروع جيد.. الله يكثر من أمثال فاعلي الخير وأولاد الحلال".
وتشير إلى أن زوجها توفي قبل عامين بعد ست سنوات من مرضه الذي ألزمه الفراش وترك لها حملاً ثقيلاً في منزل ضيق المساحة.
وتضيف والبسمة ترتسم على شفتيها "إن شاء الله تظل هذه الأعمال الخيرية وتنفذ كل عام في جميع بيوت الفقراء .. ربنا يحفظهم أولاد الحلال ويجزيهم كل خير" .
وما أن انتهى الجزار أبو نضال ومساعده من ذبح الخروف وتقطيع لحمه لينهمك المشرفون على المشروع بتوزيع ثلث الأضحية على أصحاب المنزل وإعطائهم الثلثين المتبقية ليقوموا بدورهم بتوزيعه بأنفسهم على جيرانهم وأقربائهم .
ويعزو المشرفون على المشروع الهدف منه بعث روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع من أغنياء وفقراء.
وقال أحد مشرفي المشروع عمر مراد لـ"الرسالة نت" :"نفذنا هذا المشروع خلال العام الماضي وها نحن اليوم نعيد التجربة حيث أن الذبائح متبرع بها من أغنياء بلادنا لفقرائهم".
ويشير إلى أن أهل الخير تبرعوا خلال عيد الأضحى الحالي للجنتهم بـ 10 خراف ليتم ذبحهم داخل منازل عدد من العائلات الفقيرة والمحتاجة.
وتمنى مراد أن يغني الله كل فقير من فضله وأن يقوم خلال العام المقبل بذبح أضحيته على نفقته الخاصة.
فرح وحزن
وفي بيت المواطن الغزي سمير بستان امتزج الفرح والحزن معا، بعدما شهد منزله المتواضع لأول مرة ذبح أضحية في عيد الأضحى المبارك.
وشكر المواطن بستان –عاطل عن العمل منذ ما يزيد عن 7 سنوات- الجهة المشرفة على مشروع ذبح الأضاحي داخل بيوت الفقراء.
وفقد بستان - الذي يعيل عشرة من أفراد أسرته - عمله في النجارة نتيجة قبل عدة سنوات نتيجة إغلاق (إسرائيل) معبر بيت حانون أمام حركة العمال الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48.
وشاركه الشكر والثناء المواطن عطا الكتناني في منتصف العقد الرابع من عمره بقوله "هذا عمل خيري جيد ومثمر يفرح الأطفال والأسر الفقيرة غير القادرة على الأضحية" .
ويضيف الكتناني المتوقف عن عمله كنجار قبل عدة سنوات "نشد على أيدي الجهات والمؤسسات الخيرية الداعمة لصمود شعبنا ونأمل أن تشمل هذه المشاريع الطيبة كافة الأسر المحتاجة في غزة" .
رسم البسمة
بدوره يؤكد مدير لجنة زكاة الدرج بغزة أسامة اسليم أن أحد أهم أهداف مشروع ذبح الأضاحي داخل منازل فقراء الحي بعث الفرحة ورسم البسمة على شفاه أطفال العائلات المحتاجة.
ويتضمن المشروع بحسب اسليم ذبح الأضحية في بيت الفقير وإعطائه ثلثها وتوزيع الثلثين على جيرانه من الأسر المعوزة .
ويستطرد "سيتم تغطية 200 فقير في حي الدرج من جيران الفقراء الذين تم اختيارهم لتنفيذ المشروع داخل منازلهم" .