قدَّم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بزيارته لغزة خطوة مهمة نحو كسر الحصار السياسي والاقتصادي المفروض على القطاع، وصفَّق الشارع العربي لهذه الزيارة بقوة.
قطر تقوم رغم حجمها الصغير جغرافياً بأعمال كبيرة، لأنها تقرأ التطورات بشكل صحيح وتستغل الأوراق التي تملكها بمهارة. ومستوى الرفاهية في البلد عالٍ بسبب عائدات النفط والغاز، كما أن عموم الشعب القطري راضٍ عن الوضع الذي يعيش فيه.
وليست هناك أزمة طائفية في قطر؛ لأن كل مواطنيها تقريباً من أهل السنة بخلاف دول الخليج الأخرى. ولا توجد معارضة تعرقل جهود الحكومة القطرية وتحرض الشعب ضدها. وهذا ما يجعل الحكومة القطرية تتحرك في الداخل والخارج بكل أريحية. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك قطر سلاحاً كقناة الجزيرة.
ولكن برأيي من أهم ما يعطي قطر قوتها احتضانها للكوادر المؤهلة من جميع أنحاء العالم العربي. وهناك هجرة عقول هائلة إلى قطر، وهي تستفيد منها بشكل جيد.
قطر تتبنى سياسة فريدة من نوعها تمزج بين الفكرة الإسلامية والقومية العربية، وهذا يعني أنها ليست بعيدة عن معتقدات الشعوب العربية وقيمها. وهي تتحرك بهذه السياسة كزعيمة الدول العربية وليست كدولة صغيرة. ولا شك في أن دعم الدوحة للربيع العربي من ثمرات هذه السياسة.
إن زيارة زعيم عربي لقطاع غزة المحاصر لأول مرة وعلى هذا المستوى تجعل الزيارة نفسها حدثاً كبيراً، ومع ذلك أتى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى غزة ببشرى رفع التمويل للمشاريع إلى 400 مليون دولار. ومن الطبيعي جداً أن يفرح بذلك سكان غزة وكل من يساند القضية الفلسطينية.
ومن المشاريع التي تقوم قطر بتمويلها مشروع الوحدات السكنية التي سيتم إنشاؤها للأسرى الفلسطينيين الذين خرجوا من السجون الإسرائيلية إلى أجواء الحرية، وبهذا المشروع ستتم إقامة مدينة جديدة. بالإضافة إلى ذلك، سيعمل في هذه المشاريع مهندسون وعمال فلسطينيون، وهكذا ستحل هذه المشاريع مشكلة البطالة في القطاع إلى حد ما وتنعش اقتصاد غزة ويكسب عدد كبير من الناس قوت يومهم.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله». ولا داعي للبحث عن نوايا أخرى وراء زيارة أمير قطر.
الشارع العربي يصفق اليوم لأمير قطر بسبب زيارته لقطاع غزة كما صفق أمس لأردوغان بسبب موقفه في منتدى دافوس. وسيصفق أيضاً لكل من يقدم دعماً حقيقياً إلى فلسطين وغزة.