قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: في رام الله دولة وهيبة !

د. إبراهيم حمّامي

عندما يقول ويقر كبيرهم بأنه يعيش تحت بساطير الاحتلال –برضاه وقبوله- بل يدعو العرب للعيش مثله ...

وعندما يُفاخر بأن مجندة عمرها 18 سنة تستطيع أن توقفه وتقوم بتفتيشه - وهذا ما حدث مع قريع مثلاً وهو في طريقه للتفاوض مع ليفني في القدس...

وعندما يعربد قطعان المستوكنين ويعيثون فساداَ في الضفة الغربية المحتلة تحت سمع وبصر أزلام السلطة ...

وعندما تدخل قوات الاحتلال في كل وقت وحين لتختطف وتدمر ...

وعندما يخرج قادة الاحتلال ليشبعوا عبّاس ورهطه الاهانة والصفعة تلو الأخرى ولا يجرؤ على الرد ...

عندما يحدث كل ذلك، كل يوم وكل ساعة، يخرج أبطال سلطة العار ليقاضوا شابا اسمه "جهاد حرب" بتهمة كبيرة عظيمة غير مسبوقة ...

تهمة عنوانها: إهانة هيبة الدولة ...

على رأي أهل مصر: يااااه دحنا عندنا دولة وليها هيبة واحنا مش داريين !

إنها من عجائب سلطة العار، سلطة رقيعة لقيطة ذليلة، سلطة تستجدي الاحتلال ليل نهار، سلطة لا تستطيع حماية مواطن واحد في الضفة المحتلة، سلطة مهمتها حماية المحتل، سلطة يقودها أذلاء وعملاء، ثم تتحدث عن هيبة.

المشكلة أنهم صدقوا كذبتهم بأنهم سلطة ودولة وهيبة، صدقوا أنهم رجال وهم لا يصلون لمرتبة أشباه الرجال، لكن كما أقول دائماً: الحق مش عليهم !

التفاصيل تقول طبقاً لبيان منتدى الاعلاميين والصحافيين وُزّع أمس الثلاثاء:

"وفق المعلومات التي توفرت لديه فقط أبلغت فقد أبلغت دائرة التبليغات في الشرطة بالضفة الكاتب حرب أن نيابة رام الله حددت يوم غد الأربعاء الساعة التاسعة صباحًا موعد المثول أمامها للتحقيق في الشكوى المقدمة من قبل رئيس ديوان الرئاسة بتهمة القدح والذم والتشهير والمس بهيبة الدولة!".

وأشار إلى أن رئيس ديوان الرئاسة كان قد تقدم بشكوى ضد الكاتب حرب، بتهمة القدح والذم والتشهير والمس بهيبة الدولة لدى نيابة رام الله تحت رقم 3967/أ/2012، على خلفية كتابته مقالاً بعنوان "في المقهى ترسم قرارات رئاسية".

وأضاف المنتدى أن هذه الشكوى تأتي "بعد تعرض حرب لتهديد شفوي من قبل مسئولين في مكتب الرئيس عباس بتحريك دعوى من طرف المستشار القانوني للرئاسة أمام القضاء بتهمة القدح والذم والتشهير، وربما تطويل اللسان على مقامات عليا، لما جاء في المقال المذكور أعلاه، أو التقدم بطلب للنيابة العامة لتحريك الدعوى وفتح التحقيق، وهو الأمر الذي تحقق لاحقًا".

ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها قضاء سلطة العار لقمع الحريات وتكميم الأفواه، وليست المرة الأولى التي تحاول فيها سلطة العار شرعنة جرائمها بملاحقة الصحفيين والكتّاب، وقد سبق وكتبت شخصياً حول ذات الموضوع تحت عنوان " القضاء سلاح الجبناء"، وما زالت سلطة العار تستخدم ذات الأسلوب ضد خصومها.

بقي أن نقول أن عدد من الصحفيين دعوا للمشاركة في الوقفة التضامنية مع الكاتب "جهاد حرب" الذي يواجه تهمة "المس بهيبة الدولة والتشهير والذم" على خلفية كتابته مقال ينتقد فيه بعض القرارات الرئاسية، والتي ستنظم يوم غد الأربعاء الساعة 9:30 صباحا أمام نيابة رام الله، تزامنا مع استجوابه أمام نيابة رام الله".

أخيراً هذا هو نص المقال الذي "أهان دولة عبّاس وفيّاض" المزعومة والذي يقاضى بموجبه "جهاد حرب" اليوم، والذي أعترف أني عجزت عن فهم أين أهان "الدولة العظيمة الكبرى" لا نامت أعين الجبناء

 

البث المباشر