قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: أيها الشباب الاعمار في انتظاركم

مصطفى الصواف

الاستعدادات تجري على قدم وساق في قطاع غزة لبدء عملية الاعمار في قطاع غزة من خلال المنحة القطرية التي بلغت بعد زيارة أمير قطر إلى نحو أربعمائة مليون دولار، حيث تم إرساء العديد من العطاءات وهناك عطاءات أخرى ستطرح في الأيام القادمة لتنفيذ المشاريع المتفق عليها بين الحكومة الفلسطينية والقطرية عبر مكتب الارتباط القطري.

الحكومة الفلسطينية عبر وزارة العمل والجهات المسئولة اتخذت الإجراءات الأولية لهذه المهمة وهي على استعداد لتقديم جميع التسهيلات والدعم اللوجستي الذي تحتاجه عملية الاعمار وفق ما أكد مسئول رفيع المستوى في الحكومة الفلسطينية.

كما أن وزارة العمل ومن خلال مراكز التدريب تقوم بعملية تأهيل للكوادر البشرية من ناحية مهنية للقيام بتنفيذ عملية الاعمار حيث أن هذه العملية بحاجة إلى الكوادر المدرية مهنيا في أعمال البناء والطوبار والحدادة والنجارة والدهان والديكور، وهي في نفس الوقت بحاجة إلى جيش جرار من العاملين المهنيين والمساعدين إلى جانب المهندسين والإداريين.

صحيح أن القطاع يعاني من بطالة عالية في صفوف الخريجين الجامعيين الذين بات من الواجب عليهم اليوم أن يشمروا عن سواعدهم للمشاركة في عملية الاعمار بشكل جاد وسريع، وان يتوجه هؤلاء إلى مراكز التدريب المتعددة التي تشرف عليها حتى يتم تأهيلهم للقيام بعملية الاعمار وألا ينتظروا الوظيفة خاصة أن الحكومة بوزاراتها والمؤسسات الخاصة والأهلية لا يمكن لها استيعاب أعداد الخريجين من الجامعات في قطاع غزة .

وهنا أود أن أشير إلى أن قطاع غزة على مدار العشرات من السنين كان يشكل منطقة تصدير للعمالة المدربة والخريجين في التخصصات كافة إلى دول المحيط العربي، ولم يكن يستوعب خريجي الجامعات في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي رغم قلة عدد الخريجين بالقياس لهذه الفترة من الزمن.

لا تنتظروا الوظائف وسارعوا إلى حجز أماكنكم في مراكز التدريب كل حسب قدراته وميوله واستغلوا المتاح الآن من مصادر دخل فلا زلتم في مرحلة الشباب ولديكم الطاقة والقدرة على العمل، وعندما تتاح مجالات الوظيفة، سيتولى من له نصيب الوظيفة المطلوبة وفق الحاجات والشروط التي تحددها جهات الاختصاص، فالشهادة الجامعية لن تضر وسيأتي دورها في الوقت المناسب لو بعد حين أو أن يكون البعض قد وفق في عمل أو مشروع في غير الشهادة العلمية أو التخصص الجامعي.

أتحدث أيها الشباب معكم من خلال التجربة الشخصية فقد تخرجت من الجامعة عام 1979 في مجال لم يكن في القطاع تخصص فيه عدد أصابع اليد من الخريجين ومن تخرج من الجامعة في دفعتنا توجه للعمل في الخليج ولكني آثرت البقاء في قطاع غزة لأنني اكره الغربة وعملت في مهنتي التي تعلمتها في صباي في صنعة أهلي عشر سنوات لعدم توفر وظيفة، وتزوجت وأنجبت أولادي السبعة، وعندما سنحت الفرصة للعمل في تخصص الإعلام عملت ولا زلت من تلك اللحظة أعمل في مجال تخصصي العلمي ولم استسلم لتلك الفترة بعد التخرج وواصلت الحياة ولا أبالغ أن قلت لكم أنني عملت في كثير من الأعمال الصعبة حتى رفعت الحديد.

أيها الشباب سارعوا للمشاركة في عملية الاعمار بسواعدكم لأننا بحاجة إلى هذه السواعد في البناء والتعمير وبدونكم لن يكون هناك اعمار بالشكل المطلوب وعملية الاعمار بحاجة إلى كل جهد وعمل وعقل وساعد فلا تبخلوا على وطنكم وأهلكم وليساهم كل منا في بناء المستقبل فلا تترددوا، فاليوم يومكم والفرصة أمامكم فأحسنوا الصنيع.

البث المباشر