باسم عبد الله ابو عطايا
مصر التي في خاطري و في فمي ، أحبها من كل روحي ودمي ،لا تبخلوا بمائها على ظمي ،واطعموا من خيرها كلّّ فم ، أحبها للموقف الجليل،من شعبها وجيشها النبيل ،دعا إلى حق الحياة ،لكل من في أرضها ،وثار في وجه الطغاة ،مناديا بحقها ،وقال في تاريخه المجيد ،يا دولة الظلم انمحي وبيدي بني الحمى والوطن ،من منكم يحبها مثلي أنا.
دوما كانت مصر هي قبلتنا وهى قبلة كل العرب ، فمصر العزيزة يعتز بعزتها كل عربي ، ومصر اذا قالت نعم كلنا قلنا خلفها ،وان قالت مصر لا فاسمعوها ، كلمات الشاعر احمد رامي. مصر التي في دمى هي تصوير حقيقي في قالب رائع للعشق الممزوج بالوطنية ، والعزة وفخر الانتماء هذه مصر التي كانت في خاطر رامي كلنا نحبها وكلنا نريدها عزيزة كريمة ، صاحبة المواقف الجليلة ، من شعبها ، من جيشها .
هذه الروح تجلت في الأسبوع الماضي عندما خرجت مصر ببيان شديد اللهجة نفت فيه بكل معاني النفي والاستهجان والاستغراب الأنباء التي تحدثت عن مرور الغواصة الإسرائيلية " دولفين" من قناة السويس.
كما نفت مصر على لسان متحدثيها الرسميين أن تكون تشارك في اية مناورات عسكرية ولو من بعيد مع قوات الاحتلال الإسرائيلية في المواجهة مع إيران.
مصر التي تنتمي دوما للأمة وقضاياها والتي تحتضن هذه الأيام مؤتمر دول عدم الانحياز ، دوما كانت تنادى وتقول إنها لن تكون شريك مع احد في الحرب ضد طرف أخر في المنطقة.
** نفى مصري
بعد أن استبشرنا بالموقف المصري حول عبور الغواصة " دولفين " وقلنا في حينها أن هذه تسريبات إسرائيلية الهدف منها إحراج مصر ، عادت القطع الحربية الإسرائيلية إلى قناة السويس وهذه المرة كانت العيون على القناة أكثر تركيزا فلم يعد مقبولا ولم يعد بمقدور الموقف الرسمي الإنكار.
فقد عبرت سفينتان حربيتان إسرائيليتان قناة السويس من البحر المتوسط إلى البحر الأحمر، بحسب ما قال مصدر ملاحي مصري لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضح المصدر أن المدمرتين «حانيت» و«إيلات» التي تبلغ حمولة كل منهما ألفي طن، عبرت القناة وسط إجراءات أمنية مشددة. وأضاف المصدر أن المدمرة «حانيت» عبرت قناة السويس مرتين خلال يونيو (حزيران) الماضي.
هذا التصريح للمصدر الملاحي يؤكد أن نفي الحكومة السابق واللهجة القوية فيه لم تكن سوى كذب "سياسي" إن شئت أن تسميه وان الحديث يدور عن شئ صغير يمكن إخفاؤه.
لذلك اضطرت مصر أن تعترف هذه المرة وعلى لسان وزير خارجيتها " أبو الغيط " أنه ليس هناك ما يمنع قانونا السفن الحربية الإسرائيلية من عبور قناة السويس، إذ تنطبق عليها مثلها مثل غيرها من الدول اتفاقية القسطنطينية التي تحكم الملاحة في قناة السويس. وقال في تصريحات للصحافيين على هامش الاجتماع الوزاري لدول عدم الانحياز في شرم الشيخ إنه «وفقا لاتفاقية القسطنطينية لعام 1888 فإنه يتم السماح للسفن المدنية والعسكرية بالمرور في القناة ما دامت تراعي ما يعرف بحق المرور البريء».
** هل رفعت علم مصر
أبو الغيط اغفل جانبا مهما من اتفاقية القسطنطينية والذي يتحدث عن الأمن القومي والإقليمي ونسى أن من حق مصر أن تقوم بتفتيش السفن التي تشكل خطرا على الأمن القومي أو حتى الأمن البيئي للمنطقة فكيف اذا كان الحديث يدور عن غواصات نووية، أيضا اغفل أبو الغيط أنه وحسب المعاهدة أيضا يجب أن ترفع السفن أثناء مرورها قناة السويس العلم المصرى عليها فهل رفعت المدمرتان " حانيت " و " ايلات " العلم المصري عليهما.
هل يعلم أبو الغيط ان المدمرة " ايلات " سميت بهذا الاسم تيمّناً بالمدمرة التي أغرقتها القوات المصرية بعد أيام قليلة من حرب عام 1967، وقُتل حينها 47 إسرائيلياً كانوا على متنها.
وأضاف أبو الغيط أن السفن العسكرية لها حق المرور البريء في القناة ما دامت ليس لها توجهات عدوانية تجاه الدولة مالكة القناة وهي مصر».
وهنا ما يدعو للسخرية حقا عن اى مرور برئ يتحدث ابو الغيط هل كانت السفن الحربية الإسرائيلية في رحلة استكشاف فى قناة السويس أم كانت تعد مناورة عسكرية هي الأضخم في تاريخها أم هو جزء من تعاون امني مصري اسرائيلى موجه ضد حماس لمنع تهريب الأسلحة عبر البحر حسب ادعاءات صحيفة " يدعوت احرنوت " التى قالت ان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قد صادق قبل أسابيع على الطلب رسميا من حلف شمال الأطلسي الانضمام إلى عملية active endeavor التي تهدف إلى منع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة.
وفي وقت سابق من شهر يونيو حزيران عبرت قناة السويس غواصة إسرائيلية كجزء من تدريب بحري وصفته مصادر إسرائيلية بأنه إظهار للقدرة الإستراتيجية في وجه الخطر الإيراني.
وقد أكدت ذلك الإذاعة العبرية التي إنها المرة الأولى التي تعبر فيها غواصة إسرائيلية قناة السويس، مضيفة أن هذه السابقة يجب أن تفهم على أنها «رسالة إلى إيران».
وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الغواصة عبرت القناة في طريقها إلى الخليج بدلا من أن تسلك طريق رأس الرجاء الصالح الذي يضطرها إلى الالتفاف حول أفريقيا. واعتبرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن «مصر وإسرائيل أرادتا بذلك إثبات تعاونهما في مواجهة مواصلة إيران لبرنامجها النووي».
وقال مسئولون إسرائيليون مرارا خلال الأسابيع الأخيرة إنهم يريدون تشكيل جبهة مشتركة مع مصر في مواجهة ايران.