قال شهود عيان ومصادر طبية إن أكثر من 40 شخصا قتلوا على يد قوة عسكرية في مداهمات وعمليات تصفية جاءت بعد يومين من حديث منظمة العفو الدولية عن انتهاكات حقوقية جسيمة يرتكبها الجيش في حربه ضد المسلمين وجماعة بوكو حرام المطالبة بتطبيق الشريعة في شمال البلاد.
ونقلت وكالات الأنباء عن شهود عيان ومسؤولين في مستشفى ومشرحة مايدوغوري -عاصمة ولاية بورنو الشمالية- حديثهم عن أكثر من 30 قتيلا مسلما سقطوا برصاص قوة عسكرية، أغلبهم شباب اعتقلوا خلال مداهمات استهدفت أكثر من حي. ورفض جميع من تحدثت إليهم الوكالات كشف هوياتهم.
"مشهد من الأفلام"
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شاهد قوله "طلبوا من الأطفال أن ينبطحوا ووجوههم إلى الأرض، ثم طلبوا منا أن نشيح بأنظارنا.. كل ما سمعناه كان صوت الطلقات النارية".
وتحدث شاهد ثان للوكالة نفسها عن مشهد كأنه من الأفلام، فقد "أخذوا الشباب من بيوتهم، وكانوا يقتلونهم رميا بالرصاص على مرأى من الجميع".
ونقلت رويترز من جهتها عن موظف محلي قوله "اقتحم جنود في منطقة غمبارو المكان ومعهم واشٍ يدل على "الإرهابيين" المشتبه بهم، وكانوا يقتلون البعض في المكان نفسه ويقتادون البقية".
لكن الجثث التي حملها الجنود إلى مشرحة المدينة كانت جثث شباب لم يبدُ أنهم مقاتلون مسلحون، كما ذكر مسؤول في المستشفى العام لمايدوغوري لوكالة أسوشيتد برس.
ورفض مصدر عسكري في المدينة التعليق لوكالة الأنباء الفرنسية على الاتهامات، واكتفى بالقول إن عمليات القتل إن حدثت فستكون "غير مبررة".
العفو الدولية تحدثت عن عمليات تصفية وتعذيب بحق عناصر بوكو حرام (رويترز-أرشيف)
وإذا ما تأكدت هذه الاتهامات، فستكون ثاني عملية قتل جماعي في مايدوغوري خلال أقل من شهر.
ففي الشهر الماضي قتل جنود أكثر من 30 مدنيا وأحرقوا مساكن في المدينة بعد مقتل ملازم في انفجار قنبلة يعتقد بأن من زرعها أفراد من بوكو حرام.
وفي حادث منفصل في مايدوغوري لقي جنرال متقاعد مصرعه برصاص مسلحين.
انتهاكات جسيمة
وجاءت أعمال القتل الجديدة بعد يومين فقط من تقرير لمنظمة العفو الدولية اتهم الجيش النيجيري بالضلوع في انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان خلال حربه ضد بوكو حرام.
وتحدث التقرير عن إعدامات ميدانية وتعذيب يتعرض له المعتقلون، محذرا من أن هذه الأساليب تشجع الشباب على الانضمام إلى الجماعة.
لكن المنظمة الحقوقية قالت أيضا إن هجمات بوكو حرام قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
ويعتقد بأن نحو 2900 شخصا -بينهم مدنيون وسياسيون ورجال أمن- قتلوا في الهجمات التي تشنها بوكو حرام منذ العام 2009.
ووصف الجيش النيجيري التقرير بالمنحاز، لكن الشرطة قالت إنها ستحقق في المزاعم التي وردت فيه.