دفع التدهور المتواصل في العملة المحلية الإيرانية إلى ارتفاعات قياسية في الطلب على الذهب، مما أنعش في النهاية الصادرات التركية من الذهب والتي يشتري الإيرانيون جزءاً كبيراً منها في محاولة للحفاظ على مدخراتهم.
وسجل الريال الإيراني انخفاضاً حاداً أمام الدولار الأمريكي تجاوز السبعين في المائة خلال العام ونصف العام الماضيين، كما سجل أيضاً هبوطاً كبيراً أمام كافة العملات الأخرى بنسب مختلفة، فيما سجل التضخم في البلاد نسباً مرتفعة، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع والمواد الأساسية خاصة تلك المستوردة من الخارج.
وأظهرت أحدث البيانات المتعلقة بتجارة الذهب في العالم أن تركيا تربعت على رأس أكبر مصدري الذهب في العالم خلال شهر سبتمبر الماضي، بمبيعات بلغت قيمتها الإجمالية 1.6 مليار دولار أمريكي، فيما حلت دولة الإمارات العربية المتحدة ثانياً في تصدير الذهب إلى الخارج بمبيعات بلغت قيمتها الإجمالية 1.4 مليار دولار، تلتها ألمانيا التي بلغت مبيعاتها من الذهب في سبتمبر 1.1 مليار دولار.
وأوضحت جريدة "فايننشال تايمز" البريطانية هذه الأرقام بأنها تعود إلى ارتفاع الطلب الإيراني على الذهب بسبب انهيار العملة المحلية وارتفاع نسب التضخم، ما جعل الإيرانيين يتدافعون على الذهب لشرائه من أجل الحفاظ على مدخراتهم المالية، وتجنب آثار التدهور في سعر صرف الريال الإيراني.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن الارتفاع في الطلب الإيراني أنعش صادرات تركيا من الذهب، في الوقت الذي شددت فيه دولة الإمارات من العقوبات الاقتصادية على إيران تماشياً مع القرارات الدولية، وهي التي كانت وسيطاً تقليدياً لتصدير الذهب الى إيران، ما أدى في النهاية الى أن تتربع تركيا على عرش أكبر مصدري الذهب في العالم، بينما تتراجع الإمارات لتحل ثانياً.
ويعكس الطلب الإيراني المرتفع على الذهب حالة عدم الثقة بالاقتصاد المحلي، والتوقعات بانهياره في أية لحظة، حيث يمثل الذهب الملاذ الأكثر أمناً في حالات الأزمات، كما أن العملة المحلية الإيرانية بدأت تختفي تدريجياً من كثير من الأسواق الخارجية، بما فيها أسواق الشرق الأوسط، نتيجة عزوف تجار العملات عن قبولها بسبب انخفاضها المتواصل منذ أكثر من عام ونصف العام، مع تشديد العقوبات الدولية على الاقتصاد الإيراني.