لم يتوان رئيس السلطة محمود عباس عن اطلاق "النهفات" في خطاباته ومقابلاته الصحافية المتكررة ، فهو يخرج دوما عن النص لدرجة جعلت الآخرين يصفونه عبر صفحات التواصل الاجتماعي "بقذافي فلسطين".
ومؤخرا خرج علينا في مقابلة صحافية مع القناة (الإسرائيلية) الثانية مصرحا بكل جرأة -عدَّها كثيرون وقاحة وخيانة للوطن- " أنا من صفد لا اريد العودة إليها وغزة والضفة هما فلسطين"، ما اثار غضب الفلسطينيين لاسيما اللاجئين.
"الرسالة نت" عرضت هذه المرة تصريحات عباس على أخصائيين نفسيين لتحليل شخصيته كونه غريب الاطوار في أقواله وأفعاله التي يتردد في تنفيذها، حيث عدَّ البعض أن الروح الانهزامية تسيطر على شخصيته عند اتخاذ قرارته ، بالإضافة إلى أنه يدمن عقاري "الكذب والخداع".
أبو مازن والروح الانهزامية
"الرسالة نت" طرقت باب أحد الاطباء النفسيين لتحليل شخصية عباس فرفض؛ لكنه اكتفى بالتعليق ساخرا" هذا الرجال كبر بالسن وخرفن ما بعرف ايش بيقول ".
بينما الاخصائي النفسي والاجتماعي د. درداح الشاعر فيقول :" تصريحات عباس تدخل في باب خطف الاضواء والعلاقات العامة أكثر مما تعبر عن رأيه "، معتبرا أن رفض أبو مازن لخيار العودة والمقاومة يعود إلى خطه المنهجي في التعامل مع القضية الفلسطينية".
ووفق الشاعر فإن عباس لم يصل لمرحلة الخرف لكنه حينما ينظر لموقع الحالة العربية والدولية وفلسطين يرى العالم يسير من هزيمة لأخرى لذا ينكر على الفلسطينيين تحرير الارض بالمقاومة.
تنازلات كثيرة قدمها عباس لـ (إسرائيل) جعلت البعض يعتقد أنه "تمسكن ليتمكن" وردا على ذلك يقول الشاعر :" شخصية عباس انهزامية متراجعة ، وثقته الزائدة بنفسه تجعله يخرج عن النص دون أن يتأثر بذلك".
أبو مازن يدمن الكذب والخداع
التواصل مع الاطباء النفسيين للحديث حول أية ظاهرة ليس صعبا ولكن بمجرد اخبارهم بانك تريد تحليل شخصية ابو مازن يعتذرون، الا ان هناك أخصائي نفسي – رفض ذكر اسمه- تحدث لـ" الرسالة نت" أن العلماء لم يجدوا تسمية للاضطراب والتناقض الذي يظهر فيه عباس خلال تصريحاته.
واستبعد كسابقه أن يكون عباس يعاني من الخرف كونه يتمتع بكامل قواه العقلية وذلك يظهر جليا عند رده على مختلف الانتقادات التي تطاله بشكل عام بالإضافة الى انه يديرها بحنكة من وجهة نظره الشخصية.
وعن رفض عباس لخيار المقاومة ذكر الاخصائي النفسي أن صورة أبو مازن تشوهت بشكل كبير وهذا ليس وليد اليوم "فمبادئه تغيرت جراء ممارسته للخداع السياسي لفترة طويلة خلال تصريحاته التي يعتقد أنه يحتال فيها على (إسرائيل) لكنه بعد مرور الزمن " يكذب الكذبة ويصدقها" وذلك يصبح جزءا من شخصيته بعدما قدم صورة مشوهة عن ذاته".
ويرى أن أبو مازن يحاول التعامل مع المحيط الذي حوله سواء العدو أو المفاوضات بعواطفه التي انعكست على افكاره من كثرة اجتماعاته مع الغرب واليهود ، لافتا إلى أن عباس يرى ذاته من خلال الاشخاص المحيطين به لإيمانهم بمبادئه ما يعطيه اعتقادا بأن سلوكياته صحيحه.
ووفق الاخصائي النفسي فإن أبو مازن يعاني من "التوحد" مع العدو من خلال محاولته هزم الشخص المقابل له حتى لو كان على حساب مجتمعه ليرضي شيئا في سريرته ويظفر بما يريد وبالتالي يصبح لديه إدمان عقاري على الكذب والخداع.
المتابع لتصريحات عباس يجد أن المقاومة لا تندرج ضمن خياراته رغم أن فلسطين هي أرض المقاومة والثورة وفيما يتعلق بالتحليل النفسي لذلك يقول الاخصائي النفسي :" المقاومة اخر خياراته لذلك يعتبرها فكرة ارهابية "، مضيفا: سمات القائد الحقيقي تتمثل بالاتزان وجدانيا وانفعاليا لكن أبو مازن يتضح من تصريحاته أنه يعاني من اضطراب في شخصيته .
ويضيف "عباس يعاني أيضا من التردد وفقدان الثقة بالذات لذا يحاول تغطية جوانب ضعفه بتصريحات تنعكس بالسلب على شخصيته".
وفي ختام حديثه يرى الأخصائي النفسي أن أبو مازن مثل القادة الكبار غالبا يختل لديهم مفهوم الكاريزما ومفهوم الشخصية القيادية لذلك يحاول بناء افكاره وسلوكياته من وقع الخيال ، مبينا أن غالبيتهم يحاولون فعل أي شئ لخلق صورة مثالية تحبب الاخرين بهم.