قائمة الموقع

الفقر دفع بالغزيين لارسال اطفالهم للمدارس بملابس قديمة

2009-08-24T02:21:00+03:00

غزة ـ الرسالة نت

 

خلت اسواق قطاع غزة الشعبية على خلاف العادة من الزبائن في مثل هذه الايام الاولى لشهر رمضان، على الرغم من تزامن قدوم الشهر مع موسم بدء العام الدراسي الجديد.

 

واضطرت عائلات كثيرة مثل عائلة محمد مسعود الى ارسال اطفالها الى المدارس التي كان يوم الاحد هو اول ايام عامها الدراسي، بملابس العام المنصرم، رغم تأكيد العائلة ان بعض من هذه الملابس اصبحت صغيرة على انجالها، ويقول رب العائلة ان حالة الفقر والبطالة حالت هذا العام دون تمكنه من توفير احتياجات العام الدراسي لابنائه الخمسة.

 

وعلى نفس الصعيد يقول رب الاسرة انه ايضا لم يقم كعادته بالتوجه الى السوق وشراء "حاجات رمضان"، هذا العام والمتمثلة بالحلويات، والمربي، والاجبان، لعدم توفر المال.

 

واصبح محمد يعمل بشكل متقطع في احد مصانع الخياطة في غزة بسبب الحصار الاسرائيلي المفروض منذ اكثر من عامين، ويقول انه على الرغم من نشاط بعض المصانع قبيل الموسم الدراسي، الا انه لم يتوفر له سوى اقل من اسبوعين من العمل، وهو ما حال دون شراءه مستلزمات رمضان والموسم الدراسي.

 

وعلى عكس السنوات الماضية التي شهدت ايضا حصارا اسرائيلية، شوهد ركود كبير في حركة البيع والشراء في اسواق غزة كافة، ولوحظت حركة خفيفة للزبائن في الاسواق الشعبية، التي تكتظ في هذه الايام بالآف الزائرين.

ويقول محمد بصل احد اصحاب محلات بيع الاحذية، ان ما باعه منذ بدء التحضير لموسم الدارس هذا العام يعد اقل من الثلث الذي كان يبيعه في مواسم سابقة، ويشير الى ان الزبائن كانت تجادل كثيرا في الثمن قبل شراء اي من الاحذية.

 

وخلال الموسم الجاري، شوهد تكدس كبير للبضائع في الاسواق، وشهدت بعض السلع ارتفاع في الاسعار، في حين سجلت اخرى انخفاضا، ويقول تجار كبار ان غالبية البضائع التي لم تسمح اسرائيل ادخالها لغزة من خلال المعابر جرى تهريبها من خلال انفاق التهريب التي تربط جنوب غزة بمصر.

لكن عند ساعات العصر يلاحظ ان غالبية مرتادي الاسواق يكتفون بشراء اطباق الحمص، وهو اكلة شعبية، الى جانب المخللات والتمر، التي يحرص الغزيين على تقديمها على مائدة الافطار، ويتركون باقي اصناف السلع الاخرى الى العين لمشاهدتها عن بعد، بحسب ما قاله احد متسوقي سوق "الزاوية" الشعبي بمدينة غزة.

 

وساءت احوال قطاع غزة الاقتصادية بشكل كبير خلال الاشهر الماضية، بسبب الحصار الاسرائيلي المحكم المفروض على اكثر من 1.5 مليون نسمة.

وتوضح الارقام ان 80% من سكان القطاع اصبحوا يعتمدون على المساعدات الانسانية المقدمة من مؤسسات دولية وجمعيات محلية، وتعيش نحو 40% من اسر غزة في فقر مدقع.

 

وبين تقرير اصدرته مؤخرا الغرفة التجارية ان نحو 600 مصنع وورشة خياطة اغلقت ابوابها بسبب الحصار، فيما فقد جميع من يعملون في قطاع البناء اعمالهم، وبين التقرير ان 200 الف عامل من غزة باتوا في صفوف البطالة.

وقبل يومين اندفع الآف العمال العاطلين لمراكز انترنت، بحثا عن ايجاد اسمائهم ضمن قوائم نشرتها الحكومة المقالة في غزة التي تديرها حماس، للمستفيدين من برنامج مساعدات يقدم (100 دولار) للاسرة الواحدة، ويعول هؤلاء العمال كثيرا على هذا المبلغ القليل، ويقول بعضهم انه استلامه في اول رمضان سيساهم كثيرا في شراء بعض المستلزمات الاساسية.

 

 

اخبار ذات صلة