أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بمقتل 130 شخصا بسوريا أمس الأربعاء نصفهم تقريبا في دمشق وريفها في يوم دام تميز باستهدف الجيش السوري الحر لأول مرة القصر الرئاسي.
ومن بين الذين سقطوا أمس 76 مدنيا و20 مقاتلا معارضا و30 جنديا نظاميا، حسب حصيلة مؤقتة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وضمن آخر التطورات الميدانية، قال ناشطون سوريون إن انفجارات قوية هزت أرجاء العاصمة دمشق بعد منتصف الليل، خاصة في حيي القدم ونهر عيشة.
كما أفادوا بسماع أصوات اشتباكات مستمرة في أحياء عدة بالتزامن مع تجدد القصف العنيف على المنطقة الجنوبية. وأشار الناشطون إلى أن جميع أضواء القصر الجمهوري في دمشق قد أطفئت لأول مرة منذ العام 1973.
وتشهد دمشق حملة عسكرية مكثفة منذ ثلاثة أيام، تتركز على أحياء الحجر الأسود والقدم والتضامن ومخيمي اليرموك وفلسطين. وأفاد ناشطون بأن طائرات الجيش النظامي قصفت هذه الأحياء، مما دفع الجيش الحر إلى قصف محيط القصر الجمهوري بقذائف الهاون، كما قصف مقر رئاسة الوزراء ومقار للمخابرات ومطار المزة العسكري.
فقد أطلق مقاتلون من كتيبة أسود الإسلام التابعة للواء أحرار حوران بالجيش الحر أمس قذائف هاون باتجاه القصر الرئاسي في حي المهاجرين، بيد أنهم أخطؤوا الهدف.
وقالت الكتيبة إن الهجوم استهدف أيضا مبنى رئاسة الوزراء ومطار المزة العسكري مما أدى إلى اشتعال النار فيهما، كما استهدف مبنى للمخابرات بمنطقة المزة 86 الجبلية بدمشق –التي تقطنها أغلبية مؤيدة للنظام- ردا على المجازر والقصف اليومي للمدن.
وقال سكان في دمشق لوكالة رويترز للأنباء إن قذائف من عيار ثقيل كانت تستهدف على ما يبدو القصر، لكنها سقطت في حي المزة 86 السكني القريب الذي تسكنه أغلبية من الطائفة العلوية.
نقطة تحول
واتهمت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) "إرهابيين" بقصف الحي الواقع في غرب العاصمة السورية، الذي يضم عددا من السفارات والمراكز الأمنية، مشيرة إلى أن ثلاث جثث إحداها تعود لامرأة نقلت إلى مستشفى يوسف العظمة في دمشق.
وفي وصفها لما حدث، صرحت ربة منزل طلبت عدم نشر اسمها "تتوجه سيارات الإسعاف إلى المنطقة والشبيحة يطلقون رصاص بنادقهم الألية بجنون في الهواء".
ومع تزايد استهداف مناطق ذات غالبية علوية، قال مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الفرنسية حول البحر المتوسط والشرق الأوسط ("غريمو") فابريس بالانش لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الهجمات على المزة تشكل نقطة تحول مهمة".
وأضاف أنها "المرة الأولى التي تستهدف فيها الطائفة العلوية لاعتبارها على علاقة مباشرة بالنظام، وهذا ما لم يحصل من قبل".
وقصفت قوات النظام مدينة حارم بريف إدلب بالطائرات، رغم محاذاتها للحدود التركية. كما تعرض النبع الذي يغذي المدينة بالمياه لقصف الجيش النظامي.
كما تعرضت مناطق عدة في محافظة اللاذقية لسلسلة غارات جوية نفذتها طائرات هليكوبتر تابعة لجيش النظام.
في سياق متصل، اتهمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، الفصيل الفلسطيني الموالي للنظام السوري، الجيش الحر باغتيال ثمانية من أعضائها أمس في مخيم اليرموك في دمشق، جرى اختطافهم ثم قتلهم، حسب مصادر الجبهة.
حصيلة جديدة
وفي حصيلة جديدة أمس، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 37 ألف قتيل منذ اندلاع الثورة في سوريا قبل نحو عشرين شهرا.
وقال مدير المرصد إن القتلى هم 26596 مدنيا و9445 جنديا نظاميا، و1331 منشقا. ويحصي المرصد بين المدنيين، المقاتلين من غير العسكريين الذين حملوا السلاح ضد القوات النظامية.
وأضاف رامي عبد الرحمن أنه تم توثيق مقتل 498 شخصا غير مشمولين بالحصيلة النهائية، وأوضح أن الحصيلة لا تشمل آلاف المفقودين أو الضحايا الذين لم توثق أسماؤهم، بالإضافة إلى قتلى "الشبيحة".
ويعد أغسطس/آب الماضي الشهر الأكثر دموية، إذ قتل فيه 5440 شخصا. أما اليوم الأكثر دموية فكان 26 سبتمبر/أيلول الذي قتل فيه 305 أشخاص.