قائمة الموقع

صحفيو غزة.. جنود لا تصدهم آلة الحرب!

2012-11-18T10:54:04+02:00
المصور الصحفي محمد البابا
الرسالة نت- ميرفت عوف

في مقر وكالة "apa Images" الكائن ببرج الجوهرة يعمل الصحفي المصور نعمان اشتيوي بدون راحة منذ أكثر من أربعة أيام مع فريق متكامل من المصورين الصحفيين.

هنا تجاور الكاميرات الحديثة فراشًا ووسائد وغطاء شتوي يتم النوم عليه لمدة لا تتجاور الساعتين ، فكل ما يحدث أن الطاقم في تناوب متواصل لتغطية غارات جوية لا تتوقف على شمال وجنوب القطاع خلال 24 ساعة ، عندما حاولت "الرسالة نت" تسجيل الصعوبات التي تواجه هذا المصور بدأ بالقول أن حجم الضربات وكثافتها من أهم الصعوبات التي تواجه كافة الصحفيين والمصورين الفلسطينيين ، تلك الاعتداءات لا تتوقف ليل ولا نهار ، بل أن الصحفيين حسب اشتيوي يواجهون أيضًا إمكانية تكرار القصف على المكان الذي قدموا لتسجيل هدمه وآلام أهله.

 يقول مدير وكالة "apa Images"  :"بينما نحن نجتهد لتسجيل الاعتداء بدقة نفجع بتكرار قصف المكان الذي نكون متواجدين فيه نحن والطاقم الصحي والدفاع المدني ، هذا يشكل خطورة كبيرة علي حياتنا وعلى عملنا" .

مع تعدد المشاهد المؤلمة يُحزن هذا المصور مشهد الشهادة أو الإصابة  للأطفال والنساء، يقول لنا:" المشاهد مروعة كثيرًا ، رأيت طفلًا عمره 4 سنوات متفحم ، مشهد أعتقد أنه لم يمحي من ذاكرتي أبدًا"، كما أن مشاهد توديع الشهداء من أصعب اللحظات التي يمكن أن يراها الصحفي والمصور الفلسطيني حيث يقول اشتيوي :"بكاء الأم والأطفال على شهيدهم شيء مؤلم جدًا ".

ويري اشتيوي أن التأثير النفسي لضغوط العمل أثناء الحرب يظهر على الصحفي بعد انتهاء الأحداث ، فحينها يحتاج إلى علاج نفسي ينسيه تلك الآلام التي رآها .

الصحفي الإنسان

المصور الصحفي لوكالة الفرنسية محمد البابا يقود سيارته ليلحق بقصف حدث هنا أو هناك، وبينما هو يحاول التركيز في القيادة تهزه ضربة جديدة تتسبب في انحراف جسده عن مقعد السيارة، و تهز يده الثابتة على مقبض السيارة .

واحدة من عدة أماكن وصلها البابا في الاعتداءات الأخيرة كان بيت أبو حسين صلاح في بيت لاهيا، وبينما هو يصل ليسجل بكاميراته ما يحدث من مصاب لتلك العائلة، يجد مع المواطنين امرأتين حماهن سرير من الركام الكثيف الذي نزل عليهن جراء القصف ، عند إخراجهن لا يجد البابا نفسه إلا يشارك الناس في التكبير حمدا لله على إنقاذهن .

بالأمس أيضًا شارك هذا الصحفي المواطنين في إخراج مسن في منطقة التوام طمره الركام ، حيث أخذ يزيح عنه بيده الرمال الكثيفة حتى جاءت طواقم الإسعاف وأخذت المهمة عنه .

يشكو مصور الوكالة الفرنسية في عمله من صعوبات فنية تتعلق بكثافة المصورين الفلسطينيين المتواجدين في أماكن الأحداث، وهنا يطالب بعملية تنظيم تكفل لكل مصور حقه في الحصول على ما يريد من صور، خاصة تلك الوسائل العالمية التي يشكل وصولها للحدث عبر الصورة شيء مهم جدًا.

يقول البابا :" هناك تعاون واضح من قبل الجهات الرسمية لكن نطالب بالمزيد حتى يتم إيصال الرسالة نت " ، ويعاني البابا أيضًا من عدم تفهم الناس للوجود الإعلامي في مكان الحدث ، وهنا يوضح :" المواطنين يعتقدون أن الإعلام يتوسل على حساب مآسيهم ، أنا أقول لهم نحن ليس كذلك ، نحن موظفين نأخذ رواتب ونؤدي رسالة مهمة تطالب بحقوقكم ".

البابا أيضًا يشغله خلال تلك الأحداث حاجة أسرته لتواجده معها وحاجته أيضًا للاطمئنان عليها ،  وهو لا يجد ردًا على سؤال لابنته أين أنت يا أبي؟ ،  يقول البابا :" الصحفي وسط تلك الضغوط محتاج للاطمئنان على أسرته ، وهو يساوره القلق والتعب النفسي طالما هو خارج المنزل وهي فترة طويلة بسبب كثافة الأحداث ".

اخبار ذات صلة