على مدار 6 أيام من القصف المتواصل، اعتاد سلامة السعافين أن يقفز من فراشه كلما هزّ منزله دوي انفجار غارات جيش الاحتلال على قطاع غزة، متوجهًا نحو غرفة طفليه تامر وجمانة كي يهدأ من روعهما.
وكعادته قفز السعافين فجر الأحد 18 نوفمبر/تشرين ثان عقب سماعه صوت دوي انفجار هائل، متوجها نحو غرفة طفليه، كي يخفف من حالة الذعر التي تصيبهما.
لكن الحال هذه المرة كان مختلفًا، فقد فوجئ بجدار الغرفة قد انهار على طفليه، واختفت أجسادهما النحيلة تحت أكوام من الركام والرمال.
بدأ الأب المفجوع بالصراخ والنداء على طفليه، قائلاً " تامر.. جمانة.. اصحوا (استيقظوا)"، فلم يجبه سوى صدى صوته.
فطفلاه تامر (عامين ونصف) وجمانة (عام ونصف)، كانا قد فارقا الحياة.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الطفلين الشقيقين تامر وجمانة أصيبا مع اثنين من أفراد عائلتهما خلال قصف طائرة إسرائيلية لمنزلهم شمال قطاع غزة.
وقال الاب المكلوم بصوت مخنوق، يشبه صوت حفيف الشجر:" لله ما أخذ ..ولله ما أعطي (..) أشعر بضيق في صدري".
ثم سقط على الأرض مغشيًا عليه.
وبعد أن هرع أفراد العائلة لإسعافه، تحدث نيابة عنه والده (جدّ الطفلين):" أحفادي رحلوا إلى ربهم لكننا لن نرحل عن هذه الأرض إلا شهداء".
وقال بنبرة خالطتها الدموع والتحدي: "سنبقي صامدين في أرضنا ولن نخشى إسرائيل".
وواصل: "يا عالم يا ناس ما ذنب هؤلاء الأطفال الأبرياء؟ ماذا فعلوا من جرائم حتى يدفنوا وهم نيام؟ أين العرب والعالم(..) حسبنا الله ونعم الوكيل".
ويضيف: "لماذا إسرائيل تحارب وتقتل أطفالنا، إنهم أطفال لا يحسنون إيذاء أحد فما ذنبهم حتى يدفنوا أحياء".
وبدا مشهد جنازة الطفلين الفلسطينيين، صباح الأحد، في منطقة تل الزعتر شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة كئيبًا للغاية.
الطفل "سامر السعافين" (6 سنوات) الذي خرج ليشيع جثماني ابني عمه "تامر وجمانة"، قال: "اليهود مجرمون، قصفوا البيت و نحن نائمون، قتلوا تامر وجمانة، بلا أي ذنب اقترفوه".
وهنا قاطعه أحد الرجال المشاركين في الجنازة قائلا، دون أن يعرف هويته: " أطفالنا أصبحوا يعانون من أمراض عديدة نتيجة الخوف الشديد من الغارات الإسرائيلية ..أين العالم؟ ..أين العرب؟ ..أين المسلمين؟".
وبمقتل الطفلين السعافين يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة -الذي يتوصل لليوم الخامس على التولي - إلى (53) شهيدًا، منهم (1)5 طفلاً، و(4) سيدات، و(4) مسنين وأصيب ( 550) آخرون، بينهم (8) صحفيين و3 مسعفين ورجال إطفاء،( 240) طفلا وسيدة.
المصدر / وكالة الاناضول