عائلة الدلو .. رحلت كالجسد الواحد !!

الرسالة نت ميرفت عوف

اجتهدت السيدة سماح صلوحة – 24 عامًا- كثيرًا لتجتاز الثانوية العامة بعد أن تركت الدراسة قبل عدة سنوات ثم حققت حلمها الأكبر فالتحقت بجامعة الأمة.

في العامين الأخيرين كانت تعمل هذه السيدة وحدها كخلية نحل تقوم على خدمة صغارها الأربعة وزوجها المجاهد محمد جمال الدلو، وغايتها أن لا تقصر في حقهم فهي الحافظة لكتاب الله التي تعرف حق المعرفة أنها مسئولة عن رعيتها .

قوات الاحتلال أبت على سماح  أن تستكمل مشوارها و أن تمنح الحياة لصغارها الأربعة وحماتها وعمة زوجها ، وذلك عندما وجهت صاروخ أف 16 لينال من عائلة "الدلو" في أول وأبشع الجرائم التي ارتكبتها في  العدوان المتواصل على قطاع غزة .

 رحلت سارة ابنتها وهي تمسك كتاب اللغة العربية الخاص بالصف الثاني الابتدائي دون أن تحقق أمنيتها بأن تحصل على الدرجة الأولي في امتحان النصف فصلي ، كان الجميع يحب هذه الفتاة الشقراء ذات العيون الملونة ويتسابقون لخطبتها مزحًا لصغارهم ، أما جمال ابن السادسة من العمر فهو ما زال ينتظر أن تُملي عليه شقيقته سارة قطعة الإملاء كي يفرح بدرجة الامتياز التي اعتادت أن تضعها على دفتره .

رحل الرضيع إبراهيم ابن العام الواحد بينما كان يوسف -4 سنوات – يداعبه ويشُغله عن أمه التي تؤدي مهام المنزل ، ورحلت حماتها الحاجة أم محمد -72عامًا- وشقيقة زوجها الحاجة سهيلة -74 عامًا- وكانتا في الطابق الأسفل يتبادلان أخبار الاعتداءات الإسرائيلية وألسنتهن تلح بالدعاء أن يكفيهم الله هذا العدوان الغاشم .

لن تنسي شعبة التلاوة في مسجد "الحصري" أم محمد فهي واحدة من أكثر طالباتها اجتهادًا في تعلم القرآن الكريم ، وأيضًا لن تنساها حلقات الدروس الدينية التي حرصت دائما على التواجد فيها ، تقول سلفتها أم محمود أبو سيدو:" الجيران والأهل يحبونها كثيراً ، فهي اجتماعية من الدرجة الأولي ، لا تتواني عن مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم" تصمت السيدة عن الحديث ثم تتابع:" حسبنا الله ونعم الوكيل ..ما ذنب هؤلاء كي يقتلوا ، كانوا آمنين ولن يتوقعوا أن يحدث بهم هذا" .

لا تنسي العمة أم حسين  تلك البراءة التي ارتسمت على وجوه أبناء شقيقها الأربعة عندما قدموا في العيد لبيتها ، تقول :" عندما أيقنت الفاجعة توجهت إلى مستشفي الشفاء ، مشاهد الصغار كانت مؤلمة للغاية ، لم أتخيل أن تغطي الدماء والركام كافة ملامحهم البريئة ، بينما كانت عظام الجسد مهشمة ".

 تقول أم مازن وهي شقيقة الحاج خالد الدلو :" سمعت صوت انفجار قوي  وسرعان ما تبعنا الأخبار لنعلم أن القصف مقابل مطعم العافية ثم بدأت أسمع أسماء شهداء عائلة أخي واحد تلو الآخر حتى فجعت "، آخر اجتماع لتلك السيدة مع عائلة شقيقها كان عندما حضروا لاستقبال زوجها العائد من أداء فريضة الحج .

وكان الطائرات الحربية الصهيونية شنت غارة مفاجئة على منزل يعود لعائلة الدلو في حي الشيخ رضوان شمال غزة مما اسفر عن استشهاد 10 من افراد العائلة بينهم 4 اطفال اشقاء .

واستنكرت الحكومة والفصائل الفلسطينية والعشرات من المؤسسات الحقوقية الجريمة ، وطالت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وحماية المدنيين من الارهاب الصهيوني .

البث المباشر