عائلة الدلو.. رحلت وبقيت مائدة الإفطار

عائلة الدلو
عائلة الدلو

الرسالة نت– محمود هنية

دقّ الحاج جمال الدلو باب المنزل قبيل آذان المغرب في شهر رمضان، أرخى الرجل بجسده المرهق من العمل على الجدار ريثما يفتح أحدهم، فيجيب الحفيد سريعًا وببراءة الأطفال يسأل جده: "أهلًا يا سيدي، شو جبتلنا معك؟".

يكون العناق بداية الحديث، وبعدها يجلس لأخذ قسط من الراحة والانسجام مع "شقاوة" الصغار إلى أن يأذن موعد الإفطار.

سفرة طويلة تجلس عليها العائلة بأكملها، وتبدأ بعدها رحلة السمر ليمتلئ القلب ضحكًا وتشبع النفس من الابتسامات والنكات، قبل أن تمتلئ البطن بما طاب من الطعام.

لحظات ويشرع الجميع بتجهيز أنفسهم لصلاة التراويح، ويخرج الحاج جمال برفقة أحفاده إلى مسجد الحي، وبعد قضاء الصلاة يعْمد لأخذهم في نزهة قصيرة، وبعدها يرجع إلى البيت ليتناول برفقة العائلة حلوى "القطايف"، وفور دخوله المنزل، يفتتح حديثه بالسؤال: "وين القطايف؟".

تداعبه شقيقته قائلة: "انت ما بتزهق يا أخي من هالحلوى؟"، فيبادرها بالإجابة فورًا: "بكرا بناكلها في الجنة يا إم محمد" !

كان هذا سيناريو من حياة عائلة الحاج جمال الدلو في شهر رمضان الماضي، قبل أن يحرمه الاحتلال الإسرائيلي العائلة في عدوان الأيام الثمانية ضد قطاع غزة عام 2012، إلا هو واثنين من أفراد أسرته فقط. في مجزرة بشعة روّعت قلوب الآمنين وبقيت شاهدة على عدوان محتل مجرم.

يعود الحاج جمال ليستذكر الأيام الخوالي مع عائلته وأجمل الأوقات التي قضاها برفقتها في شهر رمضان، ويفتح قلبه لـ"الرسالة نت" لينقل من خلالها مشاعر الشوق لتلك الأوقات ووجع البعد.

البث المباشر