قائد الطوفان قائد الطوفان

غزة تلقن العدو دروسا في المواجهة

الرسالة نت-ياسمين ساق الله

كشفت معطيات المعركة الميدانية التي تقودها المقاومة الفلسطينية في صد العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة عن مدى عجز الرد الصهيوني أمام هذه المواجهة, ما يفرض قواعد لعبة جديدة على الأرض تجعل من استمرارية هذه المعركة متوقعة خلال المرحلة المقبلة.

ومن المتوقع أن تحتدم مواجهة ساخنة بين المقاومة التي تعد كتائب القسام ذراعها الأكبر، في حال قرر الاحتلال خوض معركة برية، بعدما أقرت التساعية الإسرائيلية استدعاء 75000 من قوات الاحتياط.

واستشهد 5 وأصيب عشرة في احدث موجة من التصعيد العسكري المستمر على قطاع غزة لليوم السابع ليرتفع عدد الشهداء الى 111 شهيد ونحو 900 شهيد منذ بدء العدوان.

زيادة رصيد

واندلعت تلك المواجهة عقب اغتيال الطيران الحربي الإسرائيلي للقائد العسكري البارز في كتائب القسام أحمد الجعبري وأحد مرافقيه مساء الأربعاء الماضي, لتعد هذه المواجهة هي الأعنف بين المقاومة و الاحتلال منذ الحرب الأخيرة على غزة في شتاء العام 2008-2009.

محللون بالشأن السياسي في غزة , توقعوا استمرار هذه المواجهة بين المقاومة الفلسطينية و الاحتلال الإسرائيلي لعدم تحقيق الأخير لأهدافه التي بدأ من خلالها هذه المعركة والتي من أهمها سحق المقاومة في غزة, منوهين خلال حديثهم للرسالة نت أن بعض قيادات الحكومة الإسرائيلية تسعى خلال هذه المواجهة إلى كسب ثمن سياسي لزيادة رصيده في معركة الانتخابات الإسرائيلية المقبلة.

المحلل السياسي أسعد أبو شرخ , يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية تعيش في مأزق سياسي وأمني وعسكري جراء دخولها في هذه المعركة , متابعا:" اسرائيل أخطأت في حساباتها هذه المرة فالمقاومة صمدت وردت بقوة وقاتلت بصمود وضربت العدو من حيث لا يعلم فمن اليوم الأول للمواجهة صواريخ المقاومة وصلت لتل أبيب والقدس بل وأعلنت انها على استعداد للوصول إلى مدن أخرى وهذا ما فأجا العدو المحتل وجعله يتخبط ويطالب بالتهدئة ".

بينما يرى المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة أن اسرائيل لن توقف القتال في غزة بل سيستمر العدوان خلال الأيام القادمة , قائلا:" صواريخ كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس التي وصلت تل أبيب والقدس فاجأت قيادات العدو وجعلته يغير خطط معركته في غزة ".

ويقف على رأس المواجهة الحالية في الجانب الصهيوني ويشرف على العمليات الجوية الحالية  والمواجهة البرية المرتقبة رئيس هيئة الأركان، بيني غينتس ، الذي يتابع إعداد قوات المشاة والفرق المدرعة من الجيش النظامي، الذي يضم لواء غولاني، بقيادة العقيد يانيف، ولواء المظليين بقيادة العقيد أمير برعام، والمشاة، بقيادة العقيد يهودا فوكس،  ولواء جفعاتي بقيادة  العقيد عوفر ليفي، اللواء السابع  تحت قيادة العقيد عوديد فسيكو  واللواء  401 تحت قيادة العقيد سار تسور.

وفي السياق , قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة بلغت اكثر 293 ضحية بينهم 39 شهيداً و270 جريحاً جلهم من النساء والأطفال .

وافقت الحكومة الاسرائيلية مساء الجمعة على استدعاء 75 الفا من جنود الاحتياط في اطار الهجوم العسكري الذي تشنه على قطاع غزة،, حيث اتخذ هذا القرار اثر اجتماع في تل ابيب للحكومة الامنية المصغرة المنبثقة من حكومة بنيامين نتنياهو , وفق ما أعلن التلفزيون الإسرائيلي.

ثمن المعركة

وأمطرت المقاومة الفلسطينية طوال ساعات ليل الخميس ويوم الجمعة مدن إسرائيل المحيطة بغلاف قطاع غزة بعشرات القذائف الصاروخية، ووصل عدد منها إلى مدينة تل أبيب، التي دوت فيها صفارات الإنذار لأول مرة منذ العام 1990، خلال حرب الخليج الأولى، عندما ضربت العراق صواريخ صوب إسرائيل, كما وأعلنت كتائب القسام عن إطلاق صاروخ بعيد المدى باتجاه مبنى الكنيست الإسرائيلي بمدينة القدس المحتلة.

إلى ذلك , نوه أبو شرخ إلى أن الجيش الإسرائيلي سيواصل معركته في قطاع غزة خلال الأيام المقبلة ,مضيفا:" اسرائيل تدرك جيدا حجم وثمن المعركة البرية في غزة ما يعني ذلك أن تطورات الميدان ستجبر العدو على ايقاف العدوان ليس وفقا لشروطه بل بشروط المقاومة الفلسطينية ", موضحا أن العدو الصهيوني غير قادر على التراجع أو التقدم في معركته مع المقاومة الفلسطينية .   

كما ويقول:" هذه المواجهة غيرت قواعد اللعبة في غزة لاسيما مع وجود ربيع عربي يتضامن مع الشعب الفلسطيني بقوة بالإضافة إلى أن هذه المعركة أثبتت قوة ذاتية لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في الميدان ",مؤكدا على أن قطاع غزة أثبت خلال هذه المواجهة أنه القلعة النضالية الوحيدة في الوطن العربي القادرة على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

أما أبو سعدة فيشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أقدم على هذه المواجهة كي يحسن من حظوظه في الانتخابات القادمة , قائلا:" اذا لم يتم تدخل أي دولة وتحديدا مصر لوقف العدوان الإسرائيلي فإن اسرائيل ستتخذ قرار ببدأ العملية البرية في غزة ما يؤكد على استمرار التصعيد خلال الأيام القادمة".

وفي تل أبيب ذكرت مصادر أمنية أن الاستعدادات متواصلة على قدم وساق لإرهاق قوى المقاومة بغزة، والقيام بعملية برية، وذكرت أن الجيش يقوم بحشد قوات بمحاذاة القطاع وينتظر تعليمات المستوى السياسي.

دائرة دموية

وتسببت صواريخ المقاومة الفلسطينية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة بشل حركة حوالي ثلاثة ملايين إسرائيلي ممن يقطنون في جنوب الاراضي المحتلة عام 1948 وتسببت في نزول سكان تل أبيب إلى الملاجئ.   

ويشير المحلل أبو شرخ خلال حديثه , إلى أن اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية يجعل غزة دوما في دائرة دموية , منوها في الوقت ذاته أن اسرائيل تسعى إلى اسكات صوت المقاومة وفرض شروطها عليها كونها ترفض الوجود الإسرائيلي والتفاوض .

في حين المحلل أبو سعدة يؤكد على أن هذه المعركة ستضفي شرعية سياسية لحركة حماس وللمقاومة الفلسطينية ما يعد ذلك مكسب سياسي كبير من شأنه احداث تأثير واضح على مستقبل قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة, قائلا:" نتنياهو يسعى من خلال هذه المواجهة تحصيل مكسب سياسي له في الانتخابات المقبلة".

وبينما يواصل الطيران الحربي الإسرائيلي شن مئات الغارات على قطاع غزة , نجد أن كتائب القسام والفصائل الفلسطينية تمطر بمئات الصواريخ البلدات والكيبوتسات الصهيونية.

البث المباشر