غزة-ياسمين ساق الله
توقع محللون سياسيون أن الجهود العربية وخاصة السعودية والسورية والكويتية المبذولة لدفع عجلة المصالحة الوطنية الفلسطينية لن تؤتي ثمارها مع تواصل الفيتو الأمريكي على المصالحة.
واعتبر المحللون في أحاديث منفصلة "للرسالة نت" أن دعوات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل المتكررة للقاء للرئيس منتهي الولاية محمود عباس مؤشراً حقيقياً من قبل حماس للتوصل إلى مصالحة حقيقية .
موقف متشدد
المحلل السياسي مصطفى الصواف يعتقد أن الحراك العربي وخاصة السعودي والسوري يدفع باتجاه مصالحة حقيقية, وقال:" رغم الجهود العربية المبذولة إلا أن الجانب المصري لا يزال عند موقفه المتشدد حول التوقيع دون الرجوع لملاحظات حماس ".
ويشاركه الرأي المحلل السياسي هاني البسوس بأن الجهود العربية القائمة في ملف المصالحة الفلسطينية تدفع نحو تعزيزها وخاصة الجهود السعودية , قائلا:" في الأشهر الماضية أًصبح الجهد المصري غير قادر على تحقيق المصالحة نتيجة لتدخلات خارجية مفروضة على المصريين والسلطة".
بينما قال المحلل السياسي خليل شاهين:" اعتقد أن الشوط الكبير الذي قطعته العلاقات السورية السعودية الكويتية المصرية تمكننا من خلق أجواء عربية مناسبة للضغط على طرفي الانقسام للمضي بالمصالحة وفقا لآليات تعالج العقدة الحالية المتمثلة في التوقيع ".
وكانت الكويت قد أعلنت خلال زيارة خالد مشعل لها قبل يومين عن تحركها من أجل عقد لقاء يجمعه ورئيس السلطة الفلسطينية في إطار جهود إتمام المصالحة الوطنية.
ليست الأولى
وفيما يتعلق بدعوة مشعل للقاء عباس , يقول الصواف :" دعوة مشعل ليست الأولى ولن تكون الأخيرة رغم رفض عباس للقائه , فهو لا يملك قرار نفسه كما الجانب المصري الذي يواجه ضغوط أمريكية بعدم إنهاء ملف الخلاف وعدم التوقيع ".
ويؤكد الصواف في سياق حديثه على أن الدعوة تعتبر دعوة حقيقية لتحقيق المصالحة , قائلا:"جلوس قائدي فتح وحماس على مائدة واحدة لإنهاء كافة الملفات العالقة هو الطريق الصحيح لمن يرى المصالحة , فحماس قدمت وما زالت تقدم مرونة مقابل رفض وتشدد فتحاوي ومصري ".
لكن البسوس يراها تعكس مدى جدية حماس بالتعامل مع المصالحة الفلسطينية بنية صادقة ,كما تكشف أن عباس هو من يضع شروط التوقيع أولا قبل اللقاء ".
بينما يضيف شاهين :" اصطدام دعوة مشعل بذات العقدة أي إصرار الرئاسة والقاهرة على التوقيع أولا قبل أية لقاءات تستدعي بذل جهد اكبر لإيجاد آلية للتغلب على تلك القضية ".
وفي الوقت ذاته استبعد مصدر دبلوماسي سوري عقد لقاء قريب بين محمود عباس و خالد مشعل رغم إعلان الكويت عن ذلك لاسيما بعد رفض مصر لعقد أي لقاء قبل توقيع حماس على ورقة المصالحة المصرية سواء كان بجهد كويتي أو سعودي.
تعطيل المصالحة
ونوه البسوس إلى وجود أطراف تعطل المصالحة , قائلا:" هناك من يعطل المصالحة لأنه لا يمكن فرض أي شروط قبل التوصل لاتفاق يرضي الطرفين, لذا حماس لن توقع على الورقة قبل الاستماع لملاحظاتها وهذا يشكل ضغطا كبيرا على القاهرة وعباس".
في حين يصف المحلل شاهين أية لقاءات قد تعقد بين حماس وفتح بالمؤشر الايجابي , قائلا:" لقاء بين عباس ومشعل ينبغي ألا يأخذ صفة الصلح بل أن يشكل رافعة لتصحيح مسار الحوار لتغطية الثغرات الموجودة بالورقة المصرية وخاصة فيما يتعلق بالبرنامج السياسي ".
وكان نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح، تحدث أن لقاء قريبا سيعقد بين عباس ومشعل في غضون العشرة الأيام المقبلة.
ويعتبر الصواف تشدد القيادة المصرية بموقفها حول التوقيع يأتي نتيجة لفيتو أمريكي على المصالحة, قائلا:"الإدارة الأمريكية ترى في المصالحة ما يضر بموقف عباس والمشروع الأمريكي بالمنطقة".
بينما يعتبر شاهين أن الجهد العربي الحالي قد يشكل أحد السبل للتغلب على عقدة التوقيع , مضيفا:" من خلال تقديم اقتراحات ملائمة لشرط التوقيع سواء كانت بإضافة ملاحق على الورقة أو الأخذ بملاحظات حماس وباقي الفصائل شريطة أن يكون هناك ضمانات عربية بهذا الخصوص".
ويبقي السؤال الأوحد هل ترى المصالحة النور رغم الدعوات المتكررة للجلوس على مائدة فلسطين عربية؟ , أم سيبقى الوضع الفلسطيني يغرق في عتمة التدخلات الخارجية والهيمنة الأمريكية؟