هكذا استفزّ أطفال غزة أقوى جيوش العالم !

صورة رمزية
صورة رمزية

الرسالة نت – أحمد طلبة

"يا جبل ما يهزك ريح" مقولة اشتهر بها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "أبوعمار" وأصبحت مرتبطة بشخصيته، أما خلال العدوان على غزة فقد رسمت باختصار صورة لحال الأطفال في غزة .

في ظل الحرب وتحت القصف المتواصل من قبل آلة الغدر (الاسرائيلية)، يأبي أطفال غزة عيش كافة تفاصيل يومهم الروتيني، بدءاً باستيقاظهم من النوم انتهاءً بلعبهم في الشارع رغم تحليق الطائرات.

عدم اكتراث أطفال غزة لما يدور حولهم من قصف همجي شرس استهدف شريحتهم على وجه الخصوص، استفز أقوى سادس جيش في العالم، وكان سبباً في استمرار ضربهم بشكل مباشر من قبل الطائرات الحربية (الاسرائيلية).

الحرب بدأت بيومها الأول، والأطفال في غزة يمارسون ألعابهم الروتينية أمام منازلم –بحكم أنها المكان الوحيد- على مرأى ومسمع طائرات الاحتلال وجنودها، ومرت الحرب حتى وصلت يومها الثامن، ومباراة كرة القدم لم تنتهِ بعد.

"مش فارقة معنا.. ايش راح يصيرلنا يعني اللي كاتبه ربنا بيصير" قال الطفل عمار السيد الذي يعيش في حي الزيتون شرق مدينة غزة، ويُعدّ من أسخن المناطق التي تم استهدافها خلال العدوان.

كالعادة خلال الأيام الثمانية .. حمل عمار "الكورة" وبصوت واحد جمع أصدقائه في الحي ايذاناً ببدء المباراة، التي ستكون بمنزلة المتنفس الوحيد للهروب من ضغط الصواريخ وصوتها.

وتبدأ مباراة كرة القدم بتوقيت عمار مع انطلاق آذان العصر، ضارباً وأصحابه بعرض الحائط أصوات الانفجارات التي لم تهدأ على مدار ثمانية أيام متواصلة، ونالت من منازلهم ولم تنل منهم.

ووفق الطفل عمار –المؤمن بقدره- فإن لا مفر من قدر الله حال وصوله، فلماذا الخوف والجزع من طائرات أعلنت افلاسها من خلال استهداف الأطفال "فالموت واحد والرب واحد".

بينما عبد الرحمن الطفل الذي بدا تفكيره أكبر منه، عدّ أن استهداف الاطفال دليل على فشل (اسرائيل) بتحقيق أهدافها خلال العدوان، الذي ارتقى فيه أكثر من 27 طفلاً جراء القصف المباشر.

ويعقد عبد الرحمن مقارنة سريعة بين أطفال غزة ونظرائهم حول العالم العربي والعالمي على حد سواء، إذ أن الآخرين يتمتعون بممارسة كامل حقوقهم التي كفلتها لهم القوانين الدولية.

وجاء اليوم السادس من العدوان بالتزامن مع يوم الطفولة العالمي الذي أوصت به الجمعية العامة عام 1954 والقاضي بإقامة جميع البلدان يوما عالميا للطفل يحتفل به بوصفه يوماً للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال وللعمل من أجل تعزيز رفاه الأطفال في العالم.

واقترحت الجمعية العامة على الحكومات الاحتفال بذلك اليوم في التاريخ الذي تراه كل منها مناسبا. ويمثل تاريخ 20 تشرين الثاني/نوفمبر اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة إعلان حقوق الطفل ، في عام 1959 واتفاقية اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989 .

أصوات الانفجارات تصدع في المكان، وشظايا القصف تتطاير هنا وهناك، في محاولة لإطلاق صفارة تعلن نهاية المباراة؛ لتعكِّر صفو أطفالنا وتسعى لكسر صورة صمودهم أمام "جيش باراك".

ما يقرب من 170 شهيداً 30 منهم كانوا من الأطفال ارتقوا خلال العدوان، بعد أن تعمد جيش الاحتلال طيلة أيام الحرب خاصة اليومين السابع والثامن استهدافهم بشكل مباشر،  وهو ما يشير إلى أن “نتنياهو” فقد صوابه نتيجة خسارته الحرب، وأخذ يجرب قوته في ارتكاب جرائم حرب ضد الأطفال.

وتزعم (إسرائيل) أنها لم تستهدف المدنيين في عدوانها الحالي على غزة؛ لكن الحقيقة تؤكد أن أكثر من 90% من الشهداء هم من الأطفال والنساء والشيوخ، إذ أن الفئة المذكورة كان لها النصيب الأكبر من بنك الأهداف.

البث المباشر