قائمة الموقع

(اسرائيل) تبحث أمنها بين "القبة" والعصا السحرية

2012-11-28T09:27:58+02:00
القبة الحديدية (الأرشيف)
بقلم : عادل ياسين

لم يتوقف الاعلام الإسرائيلي لحظة واحدة عن تمجيد منظومة القبة الحديدية، وكيل المديح لكل من ساهم في تطويرها وابراز صورتها كأنها العصا السحرية التي ستنقذ (اسرائيل) من أي تهديد صاروخي في الحاضر والمستقبل  وتوفر الحماية لجبهتها الداخلية, الا ان هذا الاعلام مهما بلغ من قدرة على التهويل والخداع لا يستطيع اخفاء مدى الاضرار التي لحقت بالجبهة الداخلية والتي تمثلت حسب روايتهم ب 1280 منزل وممتلكات اخرى ومقتل ستة اسرائيليين واصابة المئات في مدن ريشون لتسيون واسدود وعسقلان وغيرها.

هذه الحقائق دفعت بالمحللين الاسرائيليين بالاعتراف بأن نجاح القبة الحديدية مهما بلغ فإنها  تبقى قاصرة على توفير حماية تامة للجبهة الداخلية لأسباب عدة يذكرها الدكتور رؤوفين فدهتسور ويقول بأن نجاح هذه المنظومة سيتقلص في حال تساقط آلاف الصواريخ بشكل مستمر وعدم قدرتها على مواجهة عدة صواريخ  في آن واحد وأيضا بسبب التكلفة الباهظة لصاروخ الاسقاط تأمير والذى تصل تكلفته إلى ما يقارب أربعين الف دولار أمريكي  ولا يستطيع الجيش التزود بكم هائل من هذه الصواريخ.

وبالإضافة إلى ذلك فإن هذه المنظومة لا تستطيع  توفير الحماية للمستوطنات التي تقع على حدود غزه لأن مجال عملها يقتصر ما بين 4كم الى 70 كم  لذلك لجأ رئيس الحكومة الى بناء غرف محصنة في هذه المستوطنات كحل وخيار أخير.

وبموازاة هذا المهرجان الإعلامي الذى رافق عمليات الاسقاط المحدودة التي قامت بها منظومة القبة الحديدية اعلنت (اسرائيل) بأنها اجرت للمرة الاولى  تجربه ناجحة على منظومة الصولجان السحري والذى يستطيع اسقاط الصواريخ  متوسطة المدى ما بين 70 الى 250 كم الا ان هذا الانجاز يواجه ذات المشاكل والمعيقات التي تواجه القبة الحديدية لكن الاختلاف الوحيد هو ان تكلفة صاروخ اسقاط منظومة الصولجان السحري تبلغ مليون دولار أمريكي كما ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت.

ومن خلال هذه المعطيات  يبدو جليا التغيير الواضح في استراتيجية الامن الاسرائيلية والتي اعتمدت على مدار عقود ماضية على الهجوم وتطوير الوسائل القتالية الهجومية وها هي تضطر مجبرة لتغيير هذه الاستراتيجية بسبب صواريخ المقاومة البدائية  ولكن هذه المنظومات مهما بلغت من قدرة وتميزت بتقنيات عالية تبقى عاجزة وقاصرة على توفير حلول جذريه ولم يكن امامهم سوى الاعلام لتعويض هذا العجز.

اخبار ذات صلة