لم يعد من المقبول اليوم بعد أن فرضت المقاومة الفلسطينية معادلة جديدة على الأرض أن تبقى مصطلحات البعض على ما هي عليه، ولا بد من إحداث تغيير في هذه المصطلحات فلم يعد مقبولا أن يكون هناك حديث عن دولتين فلسطينية و(إسرائيلية) مثلا في الحديث عن المستقبل والعلاقة مع الاحتلال الصهيوني، فلم تعد الثقافة الفلسطينية تقبل أن يكون حديث غير حديث تحرير كامل التراب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية، وأن هذا الاحتلال عليه أن يرحل بطريقة تحافظ على سلامته لأننا لسنا هواة قتل أو إراقة دماء؛ ولكننا أصحاب حق ونعمل على إعادة هذا الحق بكل الطرق والوسائل.
من الأمور التي فيها سوء فهم بعد معركة حجارة السجيل موضوع موقف حماس من توجه محمود عباس إلى الأمم المتحدة من أجل الحصول على دولة غير عضو (مراقب) في الأمم المتحدة، وهنا نوضح فهمنا لهذا الموقف وهو أننا مع كل خطوة سياسية كانت أو دبلوماسية تعيد لنا حقوقنا المسلوبة ولا تفرط بثوابتنا وحق شعبنا في العودة إلى أرضه ودياره، أما إذا كان هذا التوجه مبنيا على التفريط في الحقوق أو قائما على أساس حل الدولتين فهو مرفوض كليا ولا نعترف به أو نسلم له وهو غير ملزم لنا كفلسطينيين نسعى إلى تحرير كامل التراب الفلسطيني من الناقورة حتى رفح ومن النهر حتى البحر وفي نفس الوقت نؤمن بالحلول المرحلية دون الاعتراف بـ (إسرائيل) وحقها في اغتصاب أرضنا وديارنا، هذه قضية لا جدال فيها وثابت يجب ألا يتخلله شك، وعلينا أن نثق بقيادتنا وتمسكها بالثوابت التي حافظت عليها ودفعت من أجل الحفاظ عليها والعمل على تحقيقها بالشهداء والدماء.
من القضايا التي يجب التأكيد عليها أيضا وهذا ما ثبت خلال هذا العدوان أن الفلسطينيين لم ولن يقبلوا بغير فلسطين وطنا لهم، وان ما يثار هنا وهناك وما يرفع من شعارات في هذا الميدان او ذاك هي أوهام وأضاليل تحاول بعض الجهات نشرها والحديث حولها وكأننا نسعى للسيطرة على أي مكان من أي ارض أو أننا نقبل فكرة التوطين للشعب الفلسطيني او يمكن ان نفكر مرة أخرى بالرحيل عن أرضنا.
ورسالتنا إلى الشعب المصري أو بعض الشعب المصري الذي غرر به من مروجي الشائعات ومن يعمل على إفساد العلاقة التلاحمية والتاريخية بين فلسطين ومصر من خلال بث أفكار شيطانية وكأنها حقائق رغم أنها أوهام وأكاذيب وأراجيف يروج لها الصهاينة والأمريكان من خلال بعض الأقلام المسمومة وكتاب البزنس في الصحافة المصرية والتي روجت لفكرة مرفوضة من قبل الشعب الفلسطيني ليس من اليوم بل سبق وان نرفضها الشعب الفلسطيني منذ عام 1956 عندما رفض فكرة التوطين في سيناء وخرج في تظاهرات جابت شوارع قطاع غزة ضد هذه الأفكار والمشاريع التي طرحت من أجل التنازل عن فلسطين مقابل ارض غير فلسطينية سواء في سيناء أو غيرها.
ومن هنا نؤكد للجميع أننا لا نقبل بديلا عن فلسطين وإن كان كتب علينا إما الموت أو الرحيل فسنقبل على الموت على أن نرحل عن ديارنا أو نقبل عنها بديلا مهما كانت المغريات أو التهديدات التي تأتي من هنا أو هناك، وليعلم الجميع أن وجهتنا فلسطين كل فلسطين أرضا لدولتنا ولن نقبل عنها بديلا وقد عرفنا الطريق وندرك الثمن وها نحن بدأنا رسم خارطة العودة في أعقاب معركة حجارة السجيل، ولكننا بحاجة إلى أن تقف إلى جوارنا الأمتان العربية والإسلامية ومساعدتنا على خوض معركة التحرير كل بما يستطيع فهذا واجب الأمة وليس منة من أحد.