قائد الطوفان قائد الطوفان

بيتهم آيل للسقوط

عائلة أم أنس.. "الزوج" غير موجود ولا معيل للبيت

الرسالة - صابرين العابد

تشتم رائحة اللجوء والفقر في معسكر الشاطئ وبين الأزقة ولاسيما في منزل المطلقة أم أنس، وهي أم لستة أبناء أغلبهم طلبة مدارس وجامعات إضافة إلى الصغيرة ريماس صاحبة الجسد النحيل الأبيض المائل للصفرة لقلة توفر المأكل الصحي.

ويعيشون في بيت صغير مكون من غرفتين ضيقتين فوق بعضهما بعضا وحلقة الوصل بينهما سلالم حديدية نهشها الصدأ، وتعكر صفوك رائحة الرطوبة لأنهم جميعهم ينامون في الغرفة السفلية فالأخرى سقط "أسبستها" المهترئ وأصبحت تدلف الماء، وفي الحرب تضرر الشباك والباب، وأصبح "البيت" بحاجة لإعادة إعمار.

تكدُّس الأبناء الشباب والأطفال في غرفة واحدة بجانب والدتهم يشعرهم بالتقيد ويحرمهم الراحة، فنبينا صلوات الله عليه قال: "وفرقوا بينهم في المضاجع"، ولكن الحاجة تتطلب ذلك.

مصاريف البيت والمدارس والجامعة غير متوفرة ولكن يمن الله على أم أنس برزق من خيره بالكاد يسد حاجتهم ومصاريفهم.

أم أنس تشكو في الشتاء من دخول المطر للبيت كثيرا بالإضافة إلى تورم يديها لغسلها الملابس على يديها لعدم توفر غسالة تخفف العبء عنها.

وعند تساءل فريق "ألم وأمل" عن عدم لجوئها لتسخين الماء من باب أقل الضررين أجابت على استحياء: "جرة الغاز مش تبعتنا.. جارتي جابتلي إياها وما في بديل منها لو خلصت".

ومع أن الابن الأكبر أنس في السنة الأولى من الجامعة متفوق في دراستهم ويحب العلم والتعلم فهو لا يمتلك رسوم الجامعة ما كاد يمنعه من التسجيل إلا بمعونة الله، ويقول: "لكن المطالب كثيرة، وأحتاج كتب وملازم وتصوير (...) وما باليد حيلة".

أما (رمضان) بالثانوية العامة فهو بحاجة لجو هادئ للدراسة والمذاكرة حتى يحقق النجاح الذي يتمناه، و(إيناس) في الصف التاسع تتمنى لو أن لديها جهاز حاسوب تستطيع به إنجاز الأبحاث المدرسية التي تطلبها المعلمات في المدرسة.

(محمد وبراء) في المرحلة الابتدائية كما أي طفل يتمنيان ملابس جديدة "أنيقة" وكرة قدم ودراجة للتسابق في الملعب، وفق محمد ذي الأعوام العشر.

(ريماس).. الطفلة ذات الشعر الأشقر من يعطي للبيت حيويته، ولكن لسان حال جسدها النحيل يقول: "أريد الحليب والأكل الصحي أنا وإخوتي حتى لا يطرق بابنا المرض"، وكل عمرها لم يتعدَ العامين.

كل ما تتمناه أم أنس لأبنائها مصدر دخل أو عمل لها أو لابنها البكر تستطيع به سد متطلباتهم وحاجاتهم، وستر عائلتها في بيت آمن دون خوفهم من سقوط الغرفة في أي وقت لافتقارها عمدان أساس تسندها. وها هي تنتظر فرج الله ورزقه.

البث المباشر