قائمة الموقع

مقال: أسئلة عن فلسطين والأمم المتحدة

2012-12-03T10:46:19+02:00
د. إبراهيم حمّامي
د. إبراهيم حمّامي

1) قرار الأمم المتحدة يعني اعترافا دوليا بدولة فلسطين، أليس هذا انتصارا رائعا؟

- ما حدث يوم 29/11/2012 هو اتخاذ توصية بالجمعية العامة للأمم المتحدة بقبول فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة.

- هذا لا يشكل اعترافا لأن الاعتراف هو ثنائي بين الدول، وهناك فرق يدركه مقدمو الطلب (عباس وعريقات) أن العضوية تختلف عن الاعتراف وهو ما أشار إليه عريقات في أحد تقاريره بقوله: Admittance تختلف عن Recognition.

- هذه التوصية تذهب للأمين العام للأمم المتحدة ليتابعها ويصدر تقرير بشأنها بعد ثلاثة أشهر.

- باختصار ما حدث ليس اعترافا.

2) فلسطين أصبح لديها صفة مراقب، ألا تعتقد أن هذا إنجاز كبير؟

- منظمة التحرير أصبح لديها صفة قانونية في الأمم المتحدة منذ عام 1974 بناء على قرار الجمعة العمومية رقم 3237 بتاريخ 22/11/1974.

- تبنت الهيئة العامة للأمم المتحدة في 1998 القرار 52/250 (في السابع من تموز 1998) حول “مشاركة فلسطين في أعمال الأمم المتحدة” ورفعت من مستوى صفة فلسطين كمراقب في الأمم المتحدة.

- القرار الأخير يسحب صفة المنظمة بشموليتها لكل فلسطيني، وتحصره في نطاق صلاحيات الدولة المفترضة في الضفة والقطاع.

- قانونيا انتفت صفة التمثيل عن منظمة التحرير، لأنه لا يحق لشعب أن تمثله جهتان مختلفتان على البقعة الجغرافية نفسها.

- ما حدث انتكاسة رسمية لا إنجاز، وأيضا برأي الخبراء القانونيين فصفة مراقب كانت للمنظمة وأصبحت للدولة.

3) ما الذي سيتغير على الأرض بعد 29/11/2012؟. أنا لاجئ فلسطيني ما هو وضعي الآن؟.

- فعليا لن يتغير شيء لا عمليا ولا سياسيا، وهذا ما تقر به سلطة رام الله، وكل الشعارات والمظاهر العاطفية هي فقط لتبرير الفشل السياسي وإظهار الهزيمة على أنها انتصار.

- اللاجئ الفلسطيني غير معروف وضعه الآن، فالدولة المفترضة ولايتها الضفة والقطاع، واللاجئ يقع خارج نطاق ولايتها ولا يمثله أحد (ولا حتى م.ت.ف) والقول بغير ذلك هو من باب الأمنيات.

- اللاجئ في الشتات قد يصنف على أنه مقيم أو أجنبي أو سائح في الدولة المفترضة، لكنه تنازل عن حقه بصفته لاجئا في العودة إلى بلده الأصلي كما فعل محمود عباس بتنازله عن صفد، وعندئذ يصبح مواطنا.

4) هذه خطوة كبيرة وفيها اشتباك سياسي وتحدٍ حقيقي يستحق المساندة، لماذا لا تدعمونها؟

- كنا نتمنى أن تكون كذلك بمعنى كسر ثنائية المفاوضات والخروج للمجتمع الدولي مع تصعيد سياسي وإعلامي، والدخول في مواجهة محسوبة ومستعدون لدفع ثمنها، لكن السلطة والمنظمة تؤكدان برسائلها الرسمية وتصريحاتها أنها خطوة لإنقاذ عملية السلام والعودة للمفاوضات بمعنى أنها خطوة تأتي كخيار أزمة وليس تغييرا في عقلية المفاوض الفاشلة.

- لا يمكن أن تكون تحديا واشتباكا وصاحبها يشترط موافقة (إسرائيل) على كل خطوة كما في طلب العضوية الرسمي المكون من 8 نقاط تتحدث النقطتين 5 و6 فيها عن ذلك.

5) العضوية الجديدة أعادت فلسطين للخريطة وثبتتها بحدود عام 1967، أين الخطأ؟

- فلسطين كانت قبل هذه الخطوة وستبقى.

- الأسطوانة نفسها سمعناها أيام أوسلو المشؤومة التي يتبرأ منها الجميع.

- لا توجد حدود لهذه الدولة ولا يجرؤ مسؤول فلسطيني واحد أن يبرز خريطة تقول هذه هي فلسطين، لأنهم أقروا ووافقوا أن تكون حدود الدولة بموافقة ورضا من (إسرائيل) وبتبادل يحفظ أمن (إسرائيل) أي إنها ليست على الخريطة بعد كما يتوهم البعض، بل لا تزال قيد التفاوض.

6) الآن أصبحنا دولة تحت الاحتلال وليس أراض متنازع عليها، هذه خطوة مهمة أليس كذلك؟

- لن يغير ذلك من واقع الاحتلال شيئا مهما تغيرت المسميات.

- يقول البعض إن وضع الأسرى سيختلف لأنهم سيكونون أسرى دولة أخرى تحت اتفاقية جنيف متناسين أن الاحتلال متأسيا بأمريكا بات يستخدم مصطلح مقاتل غير شرعي ناهيك عن الاعتقال الإداري.

- هذه الخطوة ستحول الصراع من صراع على الحقوق والمقدسات إلى نزاع على الحدود.

- ونكرر أنه لا حدود لهذه الدولة إلا بالاتفاق، وبالمنطق (الإسرائيلي) كل شيء متنازع عليه، وقد قبل المفاوض الفلسطيني صاحب الدولة بهذا المبدأ، لذلك لم يحدد حدود الدولة المفترضة.

7) الاعتراف خطوة نحو الاستقلال وانتزاع الحقوق، ألا يصب هذا في مصلحتنا؟

- الحقوق لا تُستجدى بل تنتزع انتزاعا.

- بعضهم يقول هي مرحلة نحو التحرير الكامل، ولكن لم يسجل التاريخ أن دولة مهما كبرت استطاعت أن تغير حدودها التي وافقت على ترسيمها دوليا، ولا حتى بالقوة، هذه حال ألمانيا مع فرنسا، وليبيا مع تشاد، والصين مع الهند وغيرها، ناهيك عن أنه لا حدود للدولة المفترضة.

- نكرر أن ما جرى لم يكن اعترافا ولا حتى عضوية، بل توصية بـ"عضوية مخصية".

8) بإمكاننا الآن أن نقاضي (إسرائيل) على جرائم الحرب عبر محكمة الجنايات الدولية، هذا إنجاز أم لكم رأي آخر؟

- الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية الذي يعتبره عرابو الدولة أهم الإنجازات يزيل عقبة واحدة فقط في طريق مقاضاة مجرمي الحرب.

- "دولة فلسطين" تستطيع أن ترفع قضايا بعد التوقيع على معاهدة روما عن الجرائم التالية للتوقيع وليس ما سبق التوقيع.

- (إسرائيل) لم توقع على معاهدة روما ولا يمكن إجبارها على التقيد بقراراتها.

- حتى إن توجهت الدولة المفترضة ورفعت قضية مباشرة في محكمة الجنايات فإن قرارتها إن صدرت بالإدانة تحتاج لموافقة مجلس الأمن لإقرارها، والفيتو الأمريكي بانتظارها.

- ولنا أن نسأل: هل تجرؤ السلطة أو أي من رموزها على مقاضاة أصغر جندي في جيش الاحتلال؟. الاحتلال أقر باغتيال أبو جهاد ولم تصدر حتى إدانة من السلطة.

9) هناك إجماع فلسطيني كامل على هذه الخطوة، أيعقل أن تعارضوا أن يكون لنا دولة؟

- على من يقول ذلك أن يثبت أن هناك إجماعا.

- محمود عبّاس للخروج من مأزقه قال إن هذا استحقاق! وقرر التوجه للأمم المتحدة.

- الإجماع لا يكون إلا عبر مؤسسات منتخبة وممثلة للشعب الفلسطيني، وهذا غير موجود.

- لم يُسأل الشعب أو يستفتى في هذا الشأن، ولم يكن لديه خيار بالأصل ليقول كلمته لأن القرار السياسي محتكر ومختطف.

10) كيف والشعب الفلسطيني قد خرج مبتهجا وفرحا بالآلاف، أليس هذا إجماعا؟

- المظاهرات والمسيرات المسيّرة لم تكن يوما إجماعا بل أسلوب الطغاة لتمرير ما يريدون.

- إن كانت مسيرة هنا أو هناك إجماعا فقد سبقهم لذلك صدام حسين والقذافي وبشار الأسد الذين كانوا يخرجون الملايين للشوارع لتهتف لهم.

- بعد توقيع أوسلو خرجت أضعاف المسيرات التي تخرج اليوم ابتهاجا وفرحا، واليوم كلهم يلعنون أوسلو ومن وقعها ويتبرؤون منها.

11) لكن حماس أيدت وباركت الخطوة، ما قولكم؟

- إن اعتبرتم رأي حماس الفيصل فقد سبق وقالت قبل شهر إن عباس خائن لأنه فرّط بحق العودة، فهل تقبلون رأيها؟.

- الاقتباس من قيادات حماس يأتي دائما مجتزأ وهذا ليس دفاعا عنهم لأن موقفهم مؤسف بكل معنى الكلمة، فقد عارضت حماس دولة كاملة العضوية العام الماضي، ورحبت بـ"دولة مخصية" هذا العام.

- حماس قالت أيضا إن الخطوة تأتي خارج الإجماع الوطني وفرديا دون إستراتيجية متفق عليها، وإنها ترحب بها شرط عدم التنازل عن أي من الحقوق وعن فلسطين من النهر للبحر، فهل هذا هو ما يريده عبّاس؟.

- حتى إن باركت حماس الخطوة كليا ومطلقا فهذا لا يعني مطلقا أنها خطوة كارثية.

12) دول أوربية كثيرة أيضا دعمت قرار الأمم المتحدة، ما الذي يزعجكم؟.

- "حل الدولتين" مصلحة (إسرائيلية) غربية بامتياز، وهذا أمر معروف.

- الدول الأوربية يهمها أمر الاحتلال، وكل ما يساهم في دعم الاحتلال يحظى بتأييدها، وهذه الخطوة ليست استثناء.

- بعض الدول وفق التقارير حصلت على ضمانات من عباس وعريقات.

- هل ستفتح تلك الدول سفارات للدولة المفترضة وتقبل جوازات سفر حقيقية، سؤال لكم!

- من يجعل مواقف الدول الغربية مقياسا له فهو بحاجة لإعادة تفكير.

13) محمود عبّاس رئيس للشعب الفلسطيني كله، ويحق له تمثيله والحديث باسمه والتوقيع نيابة عنه، أتنكرون ذلك؟

- محمود عباس ومنظمة التحرير بوضعها الحالي لا يمثلان الشعب الفلسطيني.

- التمثيل الحقيقي يكون عبر انتخابات مباشرة تشمل كل الفلسطينيين في كل أماكن وجودهم وهذا لم يحدث أبدا.

- حتى في نطاق الضفة وغزة فهو مغتصب للسلطة مع أن انتهت فترته الرئاسية، وهو يسيطر على القرار مع تعطيل للمجلس التشريعي.

- حتى لو افترضنا أن المنظمة وعباس يمثلان الشعب الفلسطيني وهذا غير صحيح فالتمثيل هو في حدود الحفاظ على الحقوق لا التفريط بها والتنازل عنها.

14) لم نقتنع، إن كان كذلك لماذا تعارض (إسرائيل) هذه الخطوة بشدة؟

- أوهموكم بمعارضة (إسرائيل) حتى تصفقوا للخطوة.

- لو كانت هناك معارضة (إسرائيلية) لحبسوا عباس في الضفة وسحبوا تصريح سفره وحاصروه كما حاصروا عرفات.

- لو كانوا يعارضون لأوقفوا ضخ الأموال للسلطة، ولم يفعلوا.

- لو كانوا يعارضون لما حضر مندوب (إسرائيل) جلسة التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

- لو كانوا يعارضون لأنهوا السلطة في ليلة واحدة.

- ما يجري مصلحة (إسرائيلية) خالصة روجوا لمعارضتها للعب على نفسية الشعوب التي تعتبر كل ما تعارضه (إسرائيل) لو ظاهريا أمرا جيدا.

15) على أي حال، ألا تعتقدون أنكم في صف (إسرائيل) برفضكم هذه الخطوة؟

- هذا هو الأسلوب الإقصائي عبر الارهاب الفكري باعتبار كل من يعارض موقف السلطة في صف الاحتلال.

- كيف يمكن أن نكون في صف (إسرائيل) ونحن نرفض أي تفريط بأي من الحقوق وعلى رأسها حق العودة إلى البلدات والمدن والقرى الأصلية التي طرد منها الفلسطينيون؟.

- كيف ونحن نعتبر أن فلسطين كلها وطن الفلسطيني وأرضه لا دولة وهمية؟.

- قد سبق وأوضحنا أن هذه الدولة مصلحة (إسرائيلية) محضة ولا تعارضها (إسرائيل) كما يروج أصحاب الفكرة.

16) تتحدثون عن مخاطر وكوارث من هذه الخطوة، ما هي هذه المخاطر؟

- هي كثيرة وكارثية ومنها، لكن الأهم التنازل عمليا وعالميا عن 78% من فلسطين التاريخية.

اخبار ذات صلة