استدعت وزارات خارجية عدد من الدول الأوروبية، الاثنين، سفراء (إسرائيل) لديها؛ من أجل توبيخهم على قرار حكومة الاحتلال بناء 3 آلاف وحدة استيطانية جديدة، بعد حصول فلسطين على عضو مراقب في الأمم المتحدة.
واستدعت فرنسا، السفير الاسرائيلي لديها؛ للتعبير عن استيائها من خطط الاستيطان، وقال مسؤول في وزارة الخارجية "إن باريس تبحث سبلاً أخرى للضغط على نتنياهو".
وحثت ألمانيا (إسرائيل) على الامتناع عن التوسع في البناء الاستيطاني، بينما قالت روسيا انها تنظر بقلق شديد الى خطط بناء منازل جديدة في الضفة المحتلة والقدس.
واستدعت بريطانيا، كذلك، السفير الإسرائيلي، وقال متحدث الخارجية البريطانية "استدعى أليستير بيرت وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط السفير الإسرائيلي إلى لندن دانييل توب بشكل رسمي إلى وزارة الخارجية هذا الصباح. وأوضح الوزير عمق المخاوف البريطانية."
وأضاف: "أي قرار بخصوص أي اجراءات أخرى قد تتخذها المملكة المتحدة سيعتمد على نتيجة مناقشاتنا مع الحكومة الإسرائيلية وشركائنا الدوليين بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وقالت وزارة الخارجية السويدية إن البلاد استدعت السفير الاسرائيلي في ستوكهولم لعقد اجتماع بسبب البناء الاستيطاني.
وتجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس الأحد، الادانة الدولية لخطط توسيع المستوطنات، وقال في الاجتماع الأسبوعي لحكومته بنغمة تحد: "سنواصل البناء في القدس وفي كل الاماكن التي على خريطة المصالح الاستراتيجية لإسرائيل."
وأعلنت (إسرائيل) الجمعة الماضية، أنها ستبني 3000 وحدة سكنية اضافية للمستوطنين الاسرائيليين في القدس الشرقية وحولها، ووافقت الحكومة الاسرائيلية على تسريع العمل في بناء آلاف المنازل في منطقة قاحلة قرب القدس، يقول منتقدون انها ستقضي على آمال الفلسطينيين في اقامة دولة قابلة للبقاء.
وقوبلت مشروعات اسرائيلية سابقة للبناء الاستيطاني على أراض احتلتها (اسرائيل) في حرب 1967، التي يريدها الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها بإدانات دولية بشكل منهجي.
لكن في تحول هام يدرك نتنياهو بلا شك انه سيثير قلق الفلسطينيين وعواصم دولية أمرت حكومته المؤيدة للمستوطنين "ببدء العمل المبدئي للتخطيط وتقسيم المناطق" لبناء الاف الوحدات السكنية في مناطق منها ما يعرف باسم المنطقة إي1 شرقي القدس.
ويمكن للبناء في تلال قاحلة في المنطقة إي1 التي مازالت في مرحلة الرسومات التخطيطية والتي لم يبدأ التنفيذ فيها قط؛ نظراً لمعارضة الولايات المتحدة -حليفة اسرائيل الرئيسية- ان يشطر الضفة الغربية ويفصل الفلسطينيين عن القدس وهو ما يزيد أكثر من صعوبة اقامة دولة فلسطينية لها مقومات البقاء.
وقال بان جي مون الامين العام للأمم المتحدة ان الخطط الاستيطانية ستوجه "ضربة قاضية تقريبا" لحل الدولتين للصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وأصدرت السفارة البريطانية بيانا قالت فيه "ان البريطانيين أوضحوا انهم لا يؤيدون اي رد اسرائيلي قوي على تصويت الامم المتحدة الاسبوع الماضي، الذي اعطى الفلسطينيين اعترافا ضمنيا بدولتهم بعد ان انهارت محادثات السلام عام 2010 بسبب الخلاف على البناء الاستيطاني الاسرائيلي".
وعبر صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين عن أمله ان تدرس بريطانيا وفرنسا خطوة الرد.
وقال ان البناء في المنطقة إي1 "يدمر حل الدولتين و(اعلان) القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، وينهي عمليا عملية السلام واي فرصة للحديث عن المفاوضات في المستقبل.
وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) إن خطط البناء الاستيطاني هي "اهانة للمجتمع الدولي الذي يجب ان يتحمل المسؤولية عن انتهاكات اسرائيل وهجماتها على الفلسطينيين."
وخطوة استدعاء السفير من جانب لندن وباريس ستمثل تأنيبا دبلوماسيا لنتنياهو بعد ثلاثة اسابيع من حصوله على تأييد أمريكي وأوروبي قوي للهجوم الذي شنه على قطاع غزة، بهدف معلن هو وقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية على (اسرائيل).
وقال موشي يعلون نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي لراديو الجيش "انه لا علم له بأي قرار للاستدعاء"، مضيفاً: "لم أسمع بهذا. لا من خلال وزارة الخارجية ولا من مكتب رئيس الوزراء. ولذلك يصعب علي تصديق الامر".
ورغم أن ما يسمى بوزير الاسكان الاسرائيلي ارييل اتياس قال "إن الحكومة ستطرح قريبا مناقصات لبناء 1000 منزل للإسرائيليين في القدس الشرقية و1000 آخرين في تكتلات استيطانية في الضفة الغربية؛ إلا أن المشروع الخاص بمنطقة إي1 ما زال في مرحلة التخطيط".
وجمدت اسرائيل معظم انشطتها في المنطقة إي1 تحت ضغط من الرئيس الامريكي السابق جورج بوش وظلت المنطقة محل تدقيق من جانب خلفه الرئيس باراك أوباما.
وتعتبر معظم القوى العالمية المستوطنات الاسرائيلية "غير مشروعة".
ويعيش ما يقرب من 500 الف إسرائيلي و2.5 مليون فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية.