قائد الطوفان قائد الطوفان

دمر نقابتهم ومعدات الصيد الخاصة بهم

عيّاش: الاحتلال يلاحق الصيادين بعد التهدئة

زوارق الاحتلال تحيط بأحد الصيادين الغزيين (الأرشيف)
زوارق الاحتلال تحيط بأحد الصيادين الغزيين (الأرشيف)

دير البلح-محمد بلّور-الرسالة نت

كل ما تبقى من مبنى نقابة الصيادين المكون من طابقين "كومة من الخردة" ومقاعد محطمة وملفات مبعثرة حول الركام.

في الجوار بقايا حجرة يعكف الموظفون فيها على محاولة حصر الأضرار وتجميع ما فرقه القصف "الإسرائيلي".

يجلس نقيب الصيادين على مقعد خشبي على أنقاض النقابة وحوله ركام المبنى وبقايا ثلاجة حفظ الأسماك وقيمتها 15000$ محل فخره سابقاً.!

ويبلغ عدد الصيادين المسجلين في نقابة الصيادين 3700 يعملون بتصريح فوق 1000 قارب آلي و500 يدوي وقد استشهد منهم منذ اندلاع الانتفاضة سنة 2000 عشرة وأصيب 40 واعتقل 400 ودمر الاحتلال عشرات القوارب .

"الرسالة نت" التقت نقيب الصيادين في قطاع غزة نزار عياش واستمعت منه إلى خسائر وأضرار قطاع الصيد خلال العدوان الأخير وأسبوعين من التهدئة .

ويؤكد عياش أن حملة اعتقالات وتدمير قوارب وشباك بدأت بشكل مستمر منذ إعلان التهدئة بحق الصيادين .

خسائر فادحة

الفاجعة الكبيرة لقطاع الصيد كانت في مقر نقابة وميناء دير البلح فقد دمر الاحتلال مقر النقابة المكون من طابقين بمساحة 150 متر مربع وثلاجة أسماك بكلفة 15000$ ومعدات بقيمة 20000$ وعشرات والقوارب والمعدات.

وطال القصف شاطئ غزة من شماله حتى جنوبه فدمر في ميناء غزة والشمال 10 قوارب وشباك ومولدات وفي رفح دمر الاحتلال 3 قوارب و20 مثلها في خان يونس إضافة لمكاتب النقابة هناك وحجرات ومعدات الصيادين .

وقصفت الزوارق البحرية "الإسرائيلية" مقر النقابة ليلتي السبت والأحد ثم عاودت طائرة حربية تدميره بالكامل فجر الاثنين سادس أيام الحرب.

ويقول نقيب الصيادين نزار عياش إن الخسائر السالفة الذكر دمرت أيضاً كامل البيانات الخاصة بالصيادين وملفاتهم والمشاريع الخاصة بالنقابة والقضايا والانتهاكات المسجلة ضد الاحتلال.

ويشير أنها المرة الأولى التي يتعرض لها قطاع الصيد والنقابة لمثل هذه الأضرار غير المتوقعة والتي دمرت عشرات المراكب والمعدات وبعض المباني.

ويضيف: "اخترقت الشظايا القوارب ودمرتها وقد انقطع الصيد حتى صباح الجمعة فبدأ الصيد في مسافة 6 ميل بدل 3 ميل والمتفق حسب أوسلو 20 ميل بحري ففي تلك المسافة يصيدون أفضل لوجود الصخور.

وتدهورت أحوال الصيادين فالأصل أن يعملوا في 20 ميل حسب اتفاق أوسلو لكنها تراجعت إلى 3 ميل سنة 2006 بعد أن مرت بانخفاض خلال الانتفاضة من 8-6ميل وأصبحت بعد الحرب الأخيرة حسب التهدئة 6 ميل.

وتقسم المياه إلى ثلاث مناطق الأولى تسمى منطقة M وهي الحدود مع مصر ومغلقة بمسافة 2 ميل والثانية تسمى K وهي الحدود شمال القطاع ومسافتها 2 ميل وبذلك تبقى المنطقة L مسموح الصيد بها للغرب مسافة 20 ميل حسب أوسلو.

عهد جديد

لا يجد نقيب الصيادين نزار عياش تحسناً جوهرياً في وصول الصيادين لمسافة 6 ميل بدل 3 ميل سوى أن الأمر انتصار معنوى لا اقتصادي بالمعني الحقيقي.

ويضيف: "بدؤوا الصيد يوم الخميس أول أيام التهدئة في 3 ميل ومن تجاوزها تعرض لإطلاق نار واستمر الحال عدة أيام أخرى واعتقلوا عدد من الصيادين وأعطبوا مراكبهم وسحبوهم لميناء أسدود وتعددت الحوادث بالقصف والاعتقال والآن يصلون مسافة 6 ميل بخطورة" .

وتعكف نقابة الصيادين الآن على تحديث البيانات التي دمرها القصف في محاولة لاسترجاع المعلومات والقضايا والانتهاكات المسجلة ضد الاحتلال.

وبلغ عدد القوارب المدمرة أكثر من 80 قارب وهي المرة الأولى حسب كلام نقيب الصيادين التي يتكبد فيها قطاع الصيد هذه الخسارة المضافة للمقر وبعض الحجرات والمعدات المتفرقة على طوال الشاطئ .

واستطرد نقيب الصيادين للرد على هاتفه المحمول حين جاءه اتصال يخبره باعتقال الاحتلال للصيادين الشقيقين سليم وحسن جمال النعمان شمال قطاع غزة.

ويتابع: "تكررت حوادث الاعتقال وتدمير القوارب ودائماً يسحبوا القوارب لميناء أسدود مثل ما حدث مع الصياد رجب الهسي يوم الأربعاء الماضي حين اقتادوه وأقاربه وقواربهم لاسدود ثم أفرجوا عن 5 قوارب لاحقاً".

ويؤكد عياش أن حادث مشابه تكرر من الصياد خضر بكر حين دمروا مركبه وقصفوا المحرك واعتقلوا 9 صيادين حينها أفرجوا عنهم لاحقاً .

وكان عدد من الصيادين قد تعرض لحملة اعتقال وإتلاف شباك وقوارب بشكل مشابه بعد إجراء حوار الرسالة نت في تواصل العدوان على الصيادين.

ولم تحدد بعد نقابة الصيادين قيمة الأضرار المادية التي تكبدها قطاع الصيد في العدوان الأخير على غزة وهي منشغلة الآن بتجديد تصاريح العمل بالتنسيق مع الثروة السمكية ومحاولة استرجاع بيانات وقضايا الصيادين المبعثرة والمفقودة تحت الركام.

البث المباشر