قالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أن (إسرائيل) أصابت ثلاثة عصافير بحجر واحد في عملية اغتيال قائد القسام أحمد الجعبري.
وأوضحت الصحيفة أن قرار اغتيال الجعبري، اتخذ رغم أنه كان جزءا من المفاوضات لتوقيع وقف طويل المدى لإطلاق النار في غزة.
وكان الجعبري قبل اغتياله قد تلقى مسودة اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار مع (اسرائيل)، وكان من المتوقع ان يأتي رده على الاتفاق بالإيجاب.
وكانت الاتصالات غير المباشرة مع الجعبري قد استغرقت عدة اشهر وبعلم وموافقة وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك.
وبحسب "هآرتس" فإن صانعي القرار في (اسرائيل)، ومن بينهم ايهود باراك وبنيامين نتنياهو ايضا، كانوا يدركون دور الجعبري في تحقيق اتفاق دائم لوقف اطلاق النار.
وترى الصحيفة أن قرار اغتيال الجعبري يدل على ان صانعي القرار في (اسرائيل) رأوا ان وقف اطلاق النار لا يصب في مصلحة (اسرائيل) في الوقت الحالي، وان مهاجمة "حماس" هو الافضل.
وأضافت هآرتس :" يبدو انه برزت وجهة نظر بأن (اسرائيل) بحاجة الى دعم ردعها ضد حماس بدلا من التوصل الى اتفاق معها على فترة تهدئة الذي قد يسيء الى قوة الردع الاسرائيلية".
وتتابع :" بهذه الطريقة يكون القادة الاسرائيليون قد اصابوا ثلاثة عصافير بحجر واحد: اغتالوا الرجل الذي لديه القدرة على التوصل الى اتفاق مع اسرائيل، وانتقموا من شخص تسبب في كثير من الاصابات بين الاسرائيليين، وبعثوا برسالة الى "حماس" ان الاتصالات معها لن تتم الا عن طريق القوة العسكرية".
وأكدت الصحيفة أن عملية "عمود الدخان" لم تؤت الثمار التي توقعها من أشعلوها، متسائلة :" إذا كان صانعوا القرار يدركون انه كان بالإمكان التوصل الى اتفاق هدنة (كانت بنودها باي حال افضل من تلك التي تم الاتفاق عليها بعد العملية) بلا اي داع للدخول في حرب، فلماذا اغتالوا الجعبري وبالتالي اغتالوا فرص تحقيق هدوء بلا اطلاق نار؟".