قائمة الموقع

بعد 25 عاماً.. أين تتجه حماس؟

2012-12-08T14:15:49+02:00
قيادات حماس في الانطلاقة الـ 25
الرسالة نت- نادر الصفدي

بعد مرور 25 عاماً على ذكرى الانطلاقة الأولى لحركة حماس، وولادتها في ثمانينيات القرن الماضي، بدأت الحركة في سلوك طريق صعب ومليء بالمتاعب، لتتحول من حركة صغيرة بإمكانيات بسيطة، إلى منظمة ذات تأثير قوي في الشرق الأوسط بأكمله.

ويرى مراقبون، أن "حماس" استطاعت وخلال الـ25 عاماً الماضية، أن تُغيّر من نهجها وطريقتها في التعامل مع كافة المتغيرات الخارجية والإقليمية وتوظيفها لصالحها، مع الحفاظ على ثوابتها الوطنية والعقائدية ودعمها للمشروع المقاوم.

وأكد المراقبون في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت"، أن الحركة وبعد نجاحها في المزاوجة بين العمل العسكري والسياسي، ونمطها الاجتماعي والدعوي، تتجه للدخول في المعترك الدولي وفتح خطوط دبلوماسية مع الغرب.

صناعة التاريخ..

ويرى، المحلل السياسي د. عبد الستار قاسم، أن "حماس" حققت نجاحا باهرا يسُجل لها في سجلها النضالي بخطوة المزاوجة بين المقاومة والسياسة ونهجها الاجتماعي والدعوي.

وشدد قاسم، على أن نهج الحركة الأساسي ومنذ انطلاقتها الأولى كان وما زال مواجهة الاحتلال (الإسرائيلي) ومقارعته في كافة المحافل الميدانية والسياسية، إلى جانب الطريق الدعوي والاجتماعي.

وأضاف:" حركة حماس وبإمكانياتها البسيطة استطاعت إفشال مخططات كثيرة للاحتلال في قطاع غزة وخاصة خلال عدوانه الأخير، وأثبتت وجودها كقوة سياسية وعسكرية على الأرض لا يمكن أن يُستهان بها".

وعن خطوات "حماس" المقبلة، أكد قاسم، أن الحركة تتجه الآن لمقارعة الغرب، وفتح خطوط دبلوماسية مع دول كبرى لإقناعهم بوجود الحركة كقوة سياسية وعسكرية على أرض فلسطين.

وأضاف قاسم :" تلك الخطوة تحتاج من حركة حماس دراسة معمقة، وواقع جديد يمكنها من تحقيق نصرا آخرا على صعيد الدبلوماسية الدولية وتكون طرفاً في المعادلة الدولية".

وينادي ميثاق حركة "حماس"، التي انطلقت في 14/12/1987، بـ"ضرورة إقامة دولة فلسطين على كامل حدودها من البحر المتوسط إلى نهر الأردن، وهي حدود فلسطين التاريخية قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1948."

وتقول المادة الثالثة عشر في ميثاق حركة حماس، "لا حل للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد، أما المبادرات والطروحات والمؤتمرات الدولية، فمضيعة للوقت، وعبث من العبث، والشعب الفلسطيني أكرم من أن يُعبث بمستقبله، وحقه ومصيره."

إثبات وجود ..

بدوره اتفق المحلل السياسي محسن أبو رمضان، مع سابقه في نجاح خطوة "حماس" بإدارة المعارك الفلسطينية سياسياً وعسكرياً، مؤكدا أن "حماس" نجحت بشكل كبير جداً في تشكيل قاعدة جماهيرية وعربية ودولية تثق بها وبقدراتها .

وكشف أبو رمضان، أن أطرافا غربية وأوروبية كثيرة بدأت في التعامل مع حركة "حماس" على المستوى السياسي، وجاهزة تماماً للاعتراف بها كقوة فلسطينية فاعلة وذات وزن شعبي كبير.

وشدد، على أن خطوة الدبلوماسية مع الغرب، التي تعد خطوة حماس في المرحلة المقبلة، سيكتب لها النجاح إن أصرت الحركة على نهجها السياسي والمقاومة وعدم التنازل عن الحقوق والثوابت الفلسطينية.

وأكد، أن المطلوب من حركة "حماس" الآن إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني بالكامل على  أسس المقاومة وعدم التفريط بالحقوق الثوابت الفلسطينية، والتفاعل على المستويين العربي والدولي للحصول على الاعتراف الرسمي بالحركة ومشروعها المقاوم.

حفاظاً على الثوابت..

في حين أكد المحلل السياسي، طلال عوكل، أن حركة "حماس" ما زالت تزاوج بين العمل السياسي والمقاوم ، وتحاول دائماً النجاح بكلا العملين .

وتوقع عوكل، أن يشهد نهج الحركة خلال الفترة المقبلة تغييرا كبيرا بما يخدم الحركة ونهجها وبعدها العربي والدولي، مؤكداً أن الخطوات المقبلة لحماس ستشمل البعد السياسي والدبلوماسي دون الاعتراف بالاحتلال (الإسرائيلي) ولا العمل بشروط اللجنة الرباعية الدولية .

وقال :" حماس ستبدي بعض المرونة في خطواتها السياسية المقبلة وتعاملها مع الدولة الغربية، وأن تلك المرونة ستخدم الحركة وتضيف إيجابية كبيرة لمشروعها ".

وأكد المحلل السياسي، أن "حماس" نجحت خلال الفترة الماضية بإجراء مفاوضات غير مباشرة مع (إسرائيل) ونجحت بها، وذلك النصر سيقوي من موقف الحركة في حال توجهت لفتح خطوات دبلوماسية مع الغرب.

واحتفلت حركة "حماس" في قطاع غزة اليوم بالذكرى 25 لانطلاقتها بحضور رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل الذي يزور القطاع للمرة الأولى ووفود عربية وإسلامية.

وقدر مراقبون في أرض الكتيبة الخضراء أن أعداد المشاركين في المهرجان قد تجاوز الـنصف مليون مشارك وهو حشد لأول مرة في تاريخ مهرجانات انطلاقة "حماس".

 

اخبار ذات صلة