قائمة الموقع

كتائب القسام من الحجر إلى الصاروخ

2012-12-08T14:22:48+02:00
جنود من كتائب القسام
الرسالة نت – أحمد المدهون

مع بداية الانتفاضة الأولى عام 1987م، وإعلان انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس بدأ عملها العسكري بإلقاء الحجارة والزجاجات الفارغة وقنابل المولوتوف، حتى بدأ مقاتلوها بإشعال حرب السكاكين أواخر عام 1991 والتي كان أشهرها عملية عمار سرور في القدس إلى أن تطورت إلى عمليات إطلاق نار باستخدام أسلحة وذخيرة قديمة.

وفي عام 1992 شكّلت حماس رسمياً جناحها العسكري "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، والذي بدأ عمله بتكليف المجاهد المرحوم محسن عبد الله شحادة – من مخيم الشاطئ- إنشاء أول وحدة تصنيع تختص بتصنيع المسدسات تحت إشراف القائد محمد الضيف.

وتنسب تسمية القسام إلى عز الدين القسام المجاهد السوري الأصل الذي استشهد على أيدي القوات الإنجليزية في أحراش يعبد قرب جنين عام 1935م.

ولم يكتب لهذه الفكرة النجاح بشكل كامل، فتم ايقاف المشروع والتوجه لتصنيع سلاح "العوزا" في عام 1993م وصنع قرابة 350 قطعة وكانت نسبة النجاح من 60% إلى 70% ، واستمر العمل في المشروع حتى عام 1996م.

وعملت كتائب القسام عام 1994 على تصنيع القنابل اليدوية بقيادة الشهيد عدنان الغول والقائد محمد الضيف.

وخلال فترة منتصف التسعينات انتشرت العمليات الاستشهادية والتي كان مهندسها ومصنع الأحزمة الناسفة الشهيد المهندس الأول للقسام يحيى عياش.

ومع هجمة أجهزة السلطة الفلسطينية على حركة حماس عام 1996، والتي تم خلالها اعتقال كوادر وأنصار حماس وزجهم بالسجون ومصادرة أسلحتهم، شلّت قدرة القسام على العمل والحركة.

لكن مع اندلاع شرارة الانتفاضة الثانية وخروج أبناء حماس من سجون السلطة تم الايعاز من قيادة الحركة بإعادة تفعيل الجناح المسلح لها.

وبدأ العمل على تطوير القنابل اليدوية لتصبح أكثر دقة وقوة وتم استخدام عدد من هذه القنابل في عملية الاستشهادي "محمد فرحات" وهذا كان في بداية عام 2000م،إلى أن تم تطويرها عام 2002م حيث حملت اسم حماس والقسام .

في 24/1/2003 أعلنت كتائب القسام عن إطلاق صاروخ من طراز "بتار" مضاد للدروع

ضد آلية اسرائيلية .

وأفادت حينها الكتائب أن الصاروخ يصنع محليا وينصب على الأرض يتم تشغيله بواسطة جهاز تحكم عن بعد، لحظة اقتراب الهدف منه، وينطلق على هيئة صواريخ "أرض- أرض" على ارتفاع يوازي الآليات والقوافل العسكرية.

وحدة التصنيع

شكلت كتائب القسام خلال انتفاضة الأقصى دائرة مختصة بالصناعات العسكرية أطلقت عليها " وحدة التصنيع"، مهمتها صناعة القنابل والمضادات للدروع كـ "الياسين والبنا" بالإضافة لصناعة العبوات والاحزمة الناسفة، وقذائف الهاون وصناعة المواد المتفجرة.

يمثل العمل العسكري لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" توجهًا استراتيجياً لمواجهة المشروع "الإسرائيلي" في ظل غياب المشروع التحرري الإسلامي والعربي الشامل.

وتؤمن الحركة -التي يأتي اليوم ذكرى انطلاقتها الـ 25- بأن هذا العمل وسيلة ناجحة للحيلولة دون التمدد "الإسرائيلي" في العالمين العربي والإسلامي، وعمليًّا تحجّم من خلاله التفكير الصهيوني بالتوسع أكثر.

إرباك الاحتلال

لا يختلف اثنان على تطور الأداء العسكري لكتائب القسام؛ حيث بات ذلك فلسفة تتجه نحوها الكتائب لتقوية ضرباتها ضد الاحتلال، ولعل تسارع قوتها وأدائها وانتقالها من مرحلة إلى مرحلة مقاومة إلى مرحلة أكثر تطورًا أربك حسابات "إسرائيل"، وجعل قادة الاحتلال يفكرون مليًّا في مواجهة عقلية "المارد" العسكري الإسلامي كما يحلو لبعض المحللين "الإسرائيليين" تسميته.

وتثير كتائب القسام جدلاً واسعًا في الصحافة "الإسرائيلية" على وجه الخصوص في أعقاب كل عملية عسكرية ينفذها جاهدوها.

وكانت آخر مفاجآت كتائب القسام إعلانها عن صاروخ M75، الذي صنعته محلياً تخليداً لروح الشهيد إبراهيم المقادمة، ويصل مداه إلى 75 كيلومتر، وأطلقته القسام في معركة "حجارة السجيل" على عمق "إسرائيل" ووصل إلى تل أبيب والقدس المحتلة.

وتجلت قدرة القسام العسكرية في العدوان الأخير على غزة وأظهر فيها قدرة عسكرية هائلة ومتطورة بشكل غير مسبوق لم تعهده "إسرائيل" من قبل، حيث أطلقت صواريخها براً وبحراً وجواً لأول مرة، وأعلنت عن امتلاكها أسلحة لم تكشف عنها بعد ولا يعرف الاحتلال عنها شيئاً.

اخبار ذات صلة