قائد الطوفان قائد الطوفان

متناسياً الاستيطان وتهويد القدس

"ثوري فتح" يحاول حل عقدة غزة..!

غزة-فايز أيوب الشيخ-الرسالة نت

أياً كانت مبررات سلطة رام الله"غير الشرعية" حول فصل موظفيها الذي خرجوا من قطاع غزة، فإن المعطيات تشير أن ذلك يُعد تهديداً صريحاً للضغط باتجاه إرغام هؤلاء الموظفين للعودة إلى القطاع بعد توصيات المجلس الثوري لحركة فتح مؤخراً على تشكيل لجنة خاصة مهمتهما الأساسية وضع إستراتيجية لكيفية استعادة غزة إلى "الشرعية الزائفة".

عودة مبطنة

وكشف مصدر يساري مقرب من حركة فتح، أن الاجتماعات الأخيرة في أروقة فتح ومؤسساتها منصبة على كيفية وضع مؤطئ قدم لها في قطاع غزة، مشيراً أن أولى الخطوات بدأت بدعوة قادة فتح وعناصرها الهاربين إلى الضفة والخارج بالعودة إلى بيوتهم في غزة وإلا سيفقدون رواتبهم.

وشككك المصدر في حديثه لـ"الرسالة نت"، من قدرة فتح على إقناع مجموع الفارين من قطاع غزة بالعودة، مؤكداً أن التحام القادة مجدداً بالقاعدة الشعبية بات أمراً غير متوقعاً، ولاسيما أن مناصريهم فيما سبق حملوهم المسئولية عن التقصير بحقهم، واليوم لن يستطيعوا بأي حال من الأحوال إعادة الثقة المفقودة في ليلة وضحاها، حسب المصدر.

واستبعد المصدر لجوء حركة فتح إلى الفوضى والفلتان الأمني في الوقت الحالي على الأقل، معتبراً أن ذلك مستحيلاً في ظل حالة الأمن الداخلي السائدة في القطاع، وقال:"ربما سيكتفي قادة فتح إذا عادوا بتنظيم لقاءات ومؤتمرات هنا أو هناك".

استعادة غزة بالقوة

وهذا ما عبر عنه بصراحة القيادي بحركة فتح قدورة فارس، من أن حركة فتح غير قادرة على  استعادة غزة بالقوة، مشيراً أنه ليس هناك جهة رسمية أو ذي عقل و بصيرة يعتقد أن ذلك ممكناً.

وقال فارس لـ"الرسالة نت": "القوة معناها أننا سندخل في دوامة عنف ودم جديدة وهذا من حيث المبدأ مرفوض، وحتى إذا توفرت إمكانية، فلا أحد في تصوري من حركة فتح لديه التوجه أن تنزف قطرة دم واحدة"، لافتاً أن حل الأزمة يكمن في  طاولة الحوار وليس هناك أي مخرج إلا بالحوار.

وأضاف:"فتح موجودة في غزة وهناك من قيادات الحركة من يستطيع التواجد في أي وقت"، مبيناً أن تواجد حركة فتح في غزة ليس أمراً استثنائياً، ولكن الدعوات تزايدت مؤخراً من قيادات فتح التي قدمت من غزة بضرورة عودة القادة الذين خرجوا منها "دون سبب وحُجة".

ولم يخف فارس "أن حركته قصرت بشكل كبير بحق عناصرها وكوادرها المتواجدين الآن في غزة، رغم أن السلطة بقيت ملتزمة بدفع رواتبهم"، مستدركاً في حديثه:"ولكن هناك الكثير من غادر غزة بحجج مختلقة ليس لها أساس من الصحة"، حسب تأكيده.

وأقر فارس أن خروج الكثيرين من قادة فتح من غزة بعد أحداث الرابع عشر من حزيران 2007: "ليس مبرراً ويُعد تهرباً من المسئولية"، وقال:"عليهم أن يتحملوا مسئولياتهم وألا يتحججوا بأن خطراً في غزة يتهددهم".

ترحيب حكومي

أما الحكومة الفلسطينية وعلى لسان الدكتور يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء إسماعيل هنية، فرحبت بعودة كل فلسطيني مخلص ومحب لوطنه يعمل لخدمة الوطن وينضبط بسلوكه ويلتزم بالقانون المعمول به ولا يتجاوزه بالإساءة إلى غيره.

ولكن رزقة اعتبر لـ"الرسالة نت" أن المنطق الذي يتحدث به قادة فتح والسلطة عن العودة إلى غزة بالقوة "أمراً مرفوضاً "، مشدداً على أن الجميع يجب أن يكون تحت طائلة القانون ، وقال:"حالة الفلتان الأمني انتهت وولت منذ 14-6-2007ولن تعود ولن تسمح لها الحكومة بالعودة".

وأضاف:" إن حالة الصراع الذي يُهدد السلم الاجتماعي في غزة أصبحت من الماضي، والآن غزة آمنة مطمئنة تُديرها الحكومة الشرعية وهي حكومة تسيير الإعمال بحسب القانون والدستور، ومن يخرج على القانون يعرض نفسه للمساءلة".

مزايدات إعلامية

 وقلل رزقة من فرضية حدوث أي تقلبات في غزة حال عودة قادة فتح إليها طالما أن المواطن الفلسطيني يلتف حول حكومته التي وفرت له الأمن بعد أن كان مُغيباً، مستبعداً أن تحقق الأصوات التي تخرج من هنا أوهناك لتدعو إلى إثارة القلاقل أي  شيء مما تزعمه، مضيفاً:"ما نسمعه لا يتعدى كونه مهاترات ومزايدات إعلامية يطلقها البعض ولا نصيب لها من الواقع في قطاع غزة ".

ودلل رزقة على جدية الحكومة الفلسطينية في مواقفها، عندما سمحت لـ "محمد دحلان" عبر وسطاء بالحضور إلى غزة للمشاركة في جنازة والدته، رغم ما بينها وبينه من تباين واختلافات، مشيراً أن الحكومة اشترطت – زيارة دحلان التي لم تتم - أن يلتزم  بالقانون الفلسطيني المطبق في قطاع غزة.

وجدد رزقة ترحيب الحكومة الفلسطينية بعودة كل فلسطيني سواء من الضفة أو الشتات بأن يلتزم بالقانون وحكم الشرعية الفلسطينية في غزة، وذكر:"نحن لا نمانع في عودة أي فلسطيني مهما كان شأنه حتى من يخالفوننا في الرأي السياسي"، مضيفاً:" ولكن الحالة الأمنية خطاً أحمر يجب ألا يتجاوزه أحد، فالكل مجمع أن حالة الأمن يجب أن تكون منضبطة على وتيرة ترضي الشارع الفلسطيني وألا تعود بنا إلى الخلف مرة أخرى".

عقدة غزة

وتعقيباً على اجتماع ثوري فتح قال القيادي في حماس إسماعيل رضوان في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت": إن "هذه الأفكار تدلل على المنهجية الخاصة بحركة فتح والرافضة للحوار والشراكة السياسية"، مشدداً على أن "فتح تريد غزة لها ولسلطة رام الله.. لا تبحث عن شراكة ولا عن حوار, وهي غير معنية بالمصالحة".

وحذر رضوان فتح من الاستعانة بالاحتلال أو أية جهات خارجية لتنفيذ ما لديهم من مخططات .

واستهجن تخصيص الحركة لمثل هذه اللجان (من أجل غزة) وإغفالها القضايا المهمة والرئيسية، وتساءل مستنكراً: "لم لا يتم تشكيل لجان لبحث تهويد القدس والاستيطان في الضفة.و هل بقيت فقط أمام فتح عقدة غزة..؟!".

وكان مئات الموظفين من العسكريين والمدنيين قد غادروا غزة "دون سبب يذكر" باتجاه دول عربية مجاورة، ومنهم هاجر إلى دول أوروبية بعد "الحسم العسكري" في الرابع عشر من حزيران 2007،  إلى جانب عدد آخر غادر القطاع خلال الثلاث سنوات الماضية أثناء فترات فتح معبر رفح ولم يعودوا إلى قطاع غزة.

 

 

البث المباشر