قائمة الموقع

لماذا يتردد أوباما في تسليح المعارضة السورية؟

2012-12-12T16:05:47+02:00
احد الثوار في سوريا
الرسالة نت - وكالات

تشعر المعارضة السورية بالحيرة من الموقف الأميركي، ولا تعرف الأسباب الحقيقية للحذر الذي ميَّز سياسة الرئيس باراك أوباما اتجاه الأزمة السورية منذ بدايتها.

موقف الرئيس الأميركي من المعارضة السورية وتمثيلها وتسليحها مسألة متشعبة ذات أبعاد سياسية واستراتيجية لا تخلو من تخوف من الانجرار إلى حرب جديدة في المنطقة، ولكنّ لموقف أوباما جذورا عراقية يمكن نبشها في كتابه «جرأة الأمل» الذي صدر قبل أن يصبح رئيسا حين كان عضوا في مجلس الشيوخ.

ويروي أوباما زيارته إلى العراق عندما كان سناتورا عن ولاية ايللينوي وحضوره عشاء في منزل الرئيس «الموقت» يومها جلال طالباني، فيصف "السناتور أوباما" مستقبليه من أعضاء الحكومة العراقية الموقتة بـ «رجال ممتلئين، معظمهم في الخمسين أو الستين من العمر، وعلى وجوههم ابتسامات واسعة لكن عيونهم لا تُظهر أي عاطفة».

وتعرف «السناتور» أوباما على واحد منهم يدعى أحمد الشلبي، وكان وزيرَ النفط، ولكنه لم يشعر اتجاهه بالمودة، ويقول عنه: «الشيعي الذي درس في الغرب، ولأنه رئيس للمجلس الوطني العراقي يُقال إنه زوّد الاستخبارات الأميركية وصنّاع القرار في إدارة الرئيس جورج بوش ببعض المعلومات التي كانت الأساس في قرار الغزو. وتسلّم الشلبي ملايين الدولارات مقابل هذه المعلومات وتبين لاحقا أنها كانت مزيفة».

ويضيف السناتور أوباما: «منذ ذلك الحين حصل جفاء بين الشلبي وداعميه في واشنطن، وكانت هناك تقارير عن تزويده الإيرانيين بمعلومات أميركية سرية».

ويؤكد في كتابه أنه لم يتحدث إليه كثيرا خلال العشاء، ولكنه عندما ناقش مسألة الديمقراطية في العالم والدعم الأميركي لها، قال: «عندما نسعى إلى فرض الديمقراطية عبر فوهة البندقية ونحوّل المال إلى أطراف نعتبر سياستها الاقتصادية صديقة لواشنطن، أو عندما نقع تحت تأثير منفيين سياسيين مثل أحمد الشلبي لا تساوي طموحاتهم الدعم المحلي الذي يتمتعون به، فإننا بذلك نضع أنفسنا في موقع يؤدي إلى الإخفاق ونؤخر إمكان نشوء ديمقراطية حقيقية نابتة من بيئتها المحلية».

كلام أوباما هذا يفسّر إلى حد كبير موقف الإدارة الأميركية من المعارضة السورية خصوصا معارضة الخارج بصرف النظر عن مشكلاتها من الفرقة إلى الفعالية، وربما هذا يفسّر لو جزئيا أيضا لماذا لم نر حتى اليوم وفدًا رسميا من المعارضة السورية في الحديقة الوردية للبيت الأبيض كما حصل في الإليزيه.

الرئيس الأميركي لا يريد "شلبي جديدا" يجرّه والولايات المتحدة إلى حرب أخرى في المنطقة، فهذا الرئيس خاض حملتين انتخابيتين على برنامج إنهاء حروب أمريكا التي ورثها في العراق وأفغانستان، والسبب يعود أيضا إلى إخفاق المعارضة السورية في إقناع واشنطن بعدم وجود شلبي بين صفوفها.

مسؤول أميركي سابق لا يزال على صلة وثيقة بصنّاع القرار في واشنطن قال إن الرئيس أوباما «لا يريد الغرق في مستنقع الشرق الأوسط». وروى هذا المسؤول أنه «جرى حمل مسألة تسليح المعارضة السورية إلى الرئيس أوباما منذ عدة شهور فرفض الأخير الفكرة».

وما يساعد هذا الموقف أن الضغط الدولي من أجل التدخل الذي كان موجودا في ليبيا غير موجود في الحالة السورية، إذ شهدنا خلال سنة ونصف السنة إقفال مجلس الأمن بإصرار من روسيا والصين بصورة رئيسية.

أوباما أكد غير مرة آخرها كان في المناظرة خلال الحملة الانتخابية «مساعدة المعارضة، خصوصا على تنظيم نفسها»، واعتبر أن ما يحدث في سوريا «يدمي القلب»، لكنه تمسك بموقفه قائلاً: «لا يمكننا إعطاؤهم أسلحة ثقيلة مثلا لأن هذا سيقودنا إلى وضع أكثر أمانا في المدى الطويل».

والآن ومع دخول عامل الأسلحة الكيماوية ووضع أوباما خطا أحمر للنظام السوري حول استخدامها ندخل مرحلة جديدة في المقاربة الأميركية: إنها مرحلة الخطر.

 آمال مدللي / مستشارة في الشؤون الدولية، مقيمة في واشنطن

اخبار ذات صلة