لم أكن ممَّن يُشغِلُ نفسَه في جَدَليِّة البيضة والدجاجة أيُّهما اولاً في حوارات جدلية الهدف منها التنافس في طول اللسان, حتى اُخرج الحوارَ من صندوقه الضيق إلى خارج الصندوق ليكون الديك قبل الدجاجة والبيضة على طريقة من يعلِّمون الناسَ ادارةَ العقلِ والتفكيرِ.
و كما أشغَلَ كتابُ المُسلسلاتِ المصريةِ الشعوبَ العربيةَ في جدلية الحب والزواج أيهما أولاً, أشغَلَ أبو مازن وسياسيو الجدلِ الشعبَ الفلسطيني في جدلية المصالحة والانتخابات, وجدلية المفاوضات ووقف الاستيطان, وجدلية السلام والاعتراف أيهما أولاً أيضاً ليعيش الفلسطينيون ببغاواتٍ سياسية منتظرةً من يُخرِجُها من صندوق الجدل الى خيار الدِّيك, كما أخرجت المقاومة الفلسطينية الفلسطينيين من صندوق جدليات أبي مازن إلى حتميات النصر المبين, وأصبح الصاروخ هو المحاور الرئيس على طاولة المفاوضات ويخط شروطه كأكبر قلم عُرف في التاريخ كما ظهر على منصة مليونية أم الانطلاقات في عيد حماس الفضي ويكتب دخانه في السماء شروطَ المقاومةِ ويُصدِر بصوته أوامر الاختباء للإسرائيليين أن ادخلوا جحوركم وكأن ملك الموت ينتظر مجيئه فوق رؤوسهم ويختال في السماء ضاحكاً كأنه سئم منصته واستعجل العودة لبلده من أبواب السماء يغني مع أطفال غزة الذين يعرفون صوته فيصفقون له مودعين
الصاروخ أصدق إنباءَ من الجدل في رأسه الفصل بين الجد والهبل
هو الصاروخ من سلالة سهام سعدٍ بن أبي وقاص حين خاطَبَه محمدٌ صلى الله عليه وسلم "ارمِ فداك أبي وأمي " وحين قال ثلاثاً" ألا إن القوة الرمي" تبياناً لقول الله تعالى "و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل".
هو الصاروخ لم تعجبه جدلية أبي مازن "المصالحة ام الانتخابات" حتى أَخرجَ الناسَ عن صَمتِهم قائلين المقاومة أولاً سبيل المصالحة في تحديٍ للاحتلال في بيعة الصواريخ ووعي سياسيٍ جديد بعد ان غُيِّبت فيه ثقافةُ التحدي من اُناس تلذذوا تفكهاً بعبثية الصواريخ وجنون المجاهدين وجهل قادة المقاومة. فليس غريباً أن يخرج نبيل عمرو وربما دحلان وصائب ومن كفر بالصاروخ رسولَ حربٍ ليعلنوا بيعةً نفاقٍ للمقاومة.
هو الصاروخ يهدد ان عدتم عدنا زخات وفرادى ويفتح البحر غرباً والحدود شرقاً ويعزل باراك من العمل السياسي ولأجله يفكر 40% من اليهود في الهرب من فلسطين ويتحكم بمؤشر البورصة الاسرائيلية ويرفع أسعر البترول وإن شئت فقل هو يصنع السلام ويغير المبادرة العربية .
هو الصاروخ منتصب القامة يمشي مرفوع الهامة يمشي على كتفه أكفان اليهود جاءه نصف مليون فلسطيني يوم زفافه وغنى له الشعراء ورقص له الشهداء وغسلته الغيوم وقالت هيت لك, حذاؤه أعلى من طاولة المفاوضات ومن رؤوس ضباط التنسيقات دعا الله ألفاً ان تكون له ذرية صالحة قوية ترثه في الضفة الغريبة وأن يحرر أسرى الصواريخ في زنازين أسلحة الدول العربية وتبرأ من بني جلدته في سوريا التي تقتل السوريين.
هو الصاروخُ لا كَذِب