قائمة الموقع

رمضان في الصيف... ثواب عظيم وإرشادات صحية

2009-08-24T13:22:00+03:00

غزة/لميس الهمص

حل رمضان هذا العام على قطاع غزة في أجواء ساخنة معيدا بذلك عقودا من المعاناة عاشها الآباء والأجداد في ظل إمكانيات بالغة الصعوبة بعد أن صام الجيل الجديد سنوات في أجواء باردة أو معتدلة." الرسالة" حاولت الحصول على بعض النصائح الطبية والشرعية لصوم وإفطار صحي خلال فصل الصيف الذي يطول يومه وترتفع حرارته.

رمضان زمان

صوم هذا العام والذي يتطلب من الصائمين التحلي بالصبر أعاد لأذهان كبار السن ذكريات ومعاناة حفظتها ذاكراتهم من العقود الماضية فالحاجة أم شكري 60 عاما قالت "للرسالة":" إن الصيام في هذا الوقت لا يمكن مقارنته بالصوم أيام زمان في فصل الصيف ، فكانت الأعمال الشاقة من إحضار حطب وتعبئة ماء من أماكن بعيدة علاوة على طحن القمح وتربية الأبناء والحياة الشاقة في السابق ".

وتتابع:" كنا نشهد العديد من حالات الإغماء يوميا بسبب الصيام وشدة الحر ولا سيما الرجال الذين كانوا يعملون في الحصاد، حيث كان يتزامن فصل الصيف مع موعد الحصاد فكم من الصعوبة كانوا يعانونها بعكس الراحة هذه الأيام.

 وتذكر أن معاناة الماضي لا يمكن مقارنتها بهذا الوقت الذي يشهد تطورا كبيرا وأجهزة تهوية وتكييف وتوفر الغاز والأجهزة الكهربائية والعديد من سبل الراحة التي جعلت الحياة أسهل بكثير فعلينا فقط الصبر على اليوم الأول فبمجرد صومه تمضي جميع الأيام سهلة.

وعلى النقيض فقد لامسنا خوفا وتكرارا لجملة "الله يعينا على صوم الصيف " من العديد من الشباب الذين يصومون لأول مرة في مثل هذه الأجواء الحارة فقد قالت سها 21 عاما:"عمدت على صوم الاثنين والخميس السابقين لرمضان لاختبار مدى قدرتي على التحمل وللتعود على صيام رمضان كما قررت أن تناول وجبة السحور لأول مرة منذ سنوات فلا بد لي من ادخار بعض الطعام لساعات الصيام الطويلة".

أجر غير محدود

من ناحيته ذكر د. ماهر السوسي نائب عميد كلية الشريعة والقانون أن الصوم عبادة فرضها الله تعالى على المسلمين وكلما بذل فيها جهد كان الثواب أكبر، مبينا أن رمضان هذا العام في غزة لا يقتصر على الصيف بل قلة ذات اليد والبطالة والحصار والعذاب النفسي كلها اجتمعت مع الصيام، مما تزيد من مشقته وبالتالي تزيد أجره .

وأكد أن الأجر يزداد كلما زادت المشقة، موضحا أن العبد لن يكون أكرم من ربه فإذا تحمل العبد مشقة صوم الصيف فملك الملوك أكرم من أن يرى عبده متحملاً للمشقة في سبيله ثم لا يزيد له أجره.

وأشار السوسي الى أن أجر الصيام غير متناهي وليس لها حد فأجره بغير حساب له أول وليس له آخر امتثالا لقول الرسول في الحديث القدسي :"إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " فترك حسابه على الله.

ونوه إلى أن عبادة الصيام هي فريضة مرة واحده كل عام فيجب على المسلم أن يسارع إلى طاعة ربه فيها وتكون امتثالا وطاعة لله ، مبينا أنها مدرسة يتعلم فيها المؤمن الصبر والامتناع عن ملذات الدنيا التي يكد ويتعب من اجل تحصيلها كما يتدرب على الجلد في الحياة التي تحتوي العديد من المصائب والمشاكل.

وبحسب السوسي فإن الصابرين وعودوا بأجر غير متناهي، خاصة وأن في الصوم هجر للدنيا وملذاتها ويترك ما كان يعيش لأجله ليعلن الولاء والطاعة لله في هذه العبادة السرية التي امتاز بها الصوم عن غيرها من العبادات .

لصيام بلا عطش

ولتجنب العطش خلال نهار رمضان ينصح الأطباء بتجنب تناول الأكلات والأغذية المحتوية على نسبة كبيرة من البهارات والتوابل خاصة عند وجبة السحور لأنها تحتاج إلى شرب كميات كبيرة من الماء بعد تناولها كما يجب على الصائمين  تناول كميات قليلة من الماء في فترات متقطعة من الليل.

وكما يشيرالأطباء إلى ضرورة تناول الخضروات والفواكه الطازجة في الليل وعند السحور فإن هذه الأغذية تحتوي على كميات جيدة من الماء والألياف التي تمكث فترة طويلة في الأمعاء، مما يقلل من الإحساس بالجوع والعطش، مطالبين بتجنب وضع الملح الكثير على السلطة والأطعمة والأفضل وضع الليمون عليها كذلك البعد عن المخللات التي تزيد من حاجة الجسم إلى الماء.

ومن الاعتقادات الخاطئة لدى المواطنين أن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور يحميهم من الشعور بالعطش أثناء الصيام، كون معظم هذه المياه زائدة عن حاجة الجسم لذا تقوم الكلية بفرزها بعد ساعات قليلة من تناولها.

كما إن الإكثار من السوائل في رمضان مثل العصائر المختلفة والمياه الغازية يؤثر بشدة على المعدة ويقليل من كفاءة الهضم ويسبب حدوث بعض الاضطرابات الهضمية، ويتعمد بعض الأفراد إلى شرب الماء المثلج بخاصة عند بداية الإفطار وهذا لا يروي العطش بل يؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية وبالتالي ضعف الهضم، ويجب أن تكون درجة الماء معتدلة أو متوسطة البرودة وأن يشربها الفرد متأنيا وليس دفعة واحدة ودفع الطعام بالماء أثناء الأكل طريقة خاطئة لأنها لا تعطي فرصه للهضم وأكثر عمليات الهضم هو مضغ الطعام للحصول على هضم جيد.

وتثبت دراسات وأبحاث طبية أن للصوم فوائد كثيرة ومقاوم للعديد من الأمراض ومقوي لجهاز المناعة في الجسم ويحسن المؤشر الوظيفي للخلايا اللمفاوية، ويقي من السمنة وأخطارها لان السمنة قد تنتج عن خلل في التمثيل الغذائي ، علاوة على كونه يمنع تكون حصوات الكلى إذ يرفع معدل الصوديوم في الدم فيمنع تبلور أملاح الكالسيوم.

كما تشير الدراسات إلى أن  الصيام يقي الجسم من إخطار السموم المتراكمة في خلاياه وبين أنسجته من جراء تناول الطعام طول السنة وخصوصا المحفوظة والمصنعة منها وتناول الأدوية قبل الصيام لتهدم الخلايا المريضة والضعيفة في الجسم عندما يتغلب الهدم على البناء أثناء الصيام وتتجدد الخلايا أثناء تلك المرحلة.

 

 

 

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00