قائمة الموقع

الزراعة: الاحتلال افتعل كارثة بيئية وتدمير الزراعة

2010-01-26T11:29:00+02:00
د. محمد الاغا وزير الزراعة الفلسطيني

غزة-الرسالة نت

حذر وزير الزراعة د. محمد الأغا، من تكرار الاحتلال لجريمته بفتح سدود وادي غزة بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، مؤكداً أن الإحتلال تعمد افتعال كارثة بيئية ومائية وتدمير الحياة الزراعية في مناطق"الوادي وجحر الديك والمغراقة" وسط قطاع غزة.

وأشار خلال ندوة متخصصة نظمتها الوزارة بعنوان"الأضرار الزراعية والبيئية لفيضان وادي غزة" إلي أن الاحتلال على مدار الثلاثة عقود الأخيرة لإغلاقه وادي غزة استهدف منع تغذية الخزان الجوفي للقطاع ، لافتاً أنه كان يلقي مواد مشعة وسامة في الجانب الشرقي لبداية مجرى وادي غزة أدت إلى تلويث المياه والتربة حتى وصلت إلى مياه البحر مع فيضان الوادي.

وأكد الأغا أن خسائر القطاع الزراعي- المباشرة وغير المباشرة- فاقت المليون دولار من جراء فيضان وادي غزة، مشيراً أن وزارته استنفرت طواقمها الفنية والإدارية، لحصر الأضرار التي شملت تخريب مئات الدونمات من الأراضي الزراعية، إضافة إلى نفوق مئات الحيوانات من أبقار ومواشي وجمال، وتدمير أكثر من 1000خلية نحل، عوضاً عن الأضرار التي حلت بالتربة والمياه الجوفية نتيجة تدفق المخلفات الكيماوية عبر الوادي ونزوحها إلى البحر، والتي من شأنها أن تضر بالحياة البحرية للأسماك أيضاً.

وأوضح أن الحكومة الفلسطينية بوزاراتها المختصة والأجهزة الأمنية والدفاع المدني، تواجدت منذ اللحظة الأولى في المنطقة المنكوبة للقيام بواجبها تجاه أبناء شعبها، داعياً المؤسسات الحقوقية والدولية إلى ضرورة فتح تحقيق في الجريمة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال بحق شعبنا.

وأكد أن الحكومة قررت توزيع مساعدات طارئة على العائلات المنكوبة ممن غمرت المياه منازلهم في وادي غزة، موضحاً أنها قدمت مساعدات عينية ومالية كإغاثة عاجلة لكل أسرة منكوبة في وادي غزة، في حين كلفت الوزارات ذات العلاقة بانجاز عمليات الإغاثة وتطوير المنطقة.

من جهته استعرض م.نزار الوحيدي مدير السياسات والتخطيط بالوزارة، الأضرار البيئية التي تسبب فيها حجز مياه وادي غزة والتي جاءت نتيجة بناء مجموعات من السدود التعويقية والتخزينية وأنظمة تحول المياه داخل فلسطين المحتلة،  الأمر الذي ترتب عليه العديد من المشاكل البيئية بما لها من آثار مختلفة سواء على الصحة العامة أو المياه الجوفية أو التنوع الحيوي .

وبين الوحيدي  أن أهم هذه المشاكل البيئية هو تحول وادي غزة إلى مستنقع لمياه مجاري المنطقة الوسطى وبالتالي موطنا لتوالد البعوض، وتسرب مياه المجاري للخزان الجوفي وتلويثه بالنترات، لافتاً إلى منع المياه العذبة من المرور عبر الوادي وتغذية الخزان الجوفي، بالإضافة إلى جفاف المناطق الرطبة والتي كانت تغذي المياه الجوفية وتجددها سنوياً ، وتملح الآبار المحيطة بمجرى الوادي والتي كانت تتغذى من مياه الجريان السنوي، عوضاً عن  تحول خطوط الطيران لملايين الطيور المهاجرة من غزة إلى الشرق بعد جفاف الوادي.

وقال الوحيدي:"أن تدفق ملايين الأمتار المكعبة من المياه أدى  إلى ارتفاع منسوب المياه في المجرى لما يزيد على 4  أمتار، حيث حملت المياه الغبار والطين والتربة المنجرفة والصخور مختلفة الأحجام التي غمرت المحاصيل والبساتين وطمرت الأراضي المحاذية لمجرى الوادي كما لوثت التربة المجرفة وما تحمله من عوالق البحر المتوسط قبالة غزة لعمق يقدر بحوالي 2 ميل أي ثلثي منطقة الصيد التي يتم الصيد فيها".

من جانبه ذكر م.خليل حمام مدير زراعة الوسطى، أنه مساحة تقدر بحوالي 400 دونم من الأراضي الزراعية تعرضت للغمر وانجراف التربة اقتلاع الأشجار تماما، موضحاً المئات من الأبقار والأغنام والإبل هلكت  بالإضافة إلى الدواجن والمنشئات الزراعية والمحاصيل المخزنة والأعلاف والأعمال الزراعية الأخرى كشبكات الري وتمديدات الكهرباء والآبار وخطوط نقل المياه  والأبنية الخاصة بتخزين الغلال والأعلاف ومزرعة دواجن بياض .

وأشار أن الوزارة باشرت عملها مباشرة بعد وصول الأنباء عن الفيضان ، وقامت بحصر  القيمة الأولية للأضرار المباشرة بحوالي " 317 ألف دولار تقريباً" خلاف الأضرار غير المباشرة والتي ربما ستزيد على "769 ألف دولار" .

 

اخبار ذات صلة