علينا في ظل تقاطعات لمرحلة بالغة الدقة شديدة الحساسية تتجسد فيها ملامح الصراع على هذه الأرض المباركة المقدسة أن ندرك دور أجيالنا القادمة، فأطفال الأرض اليوم رجال التحرير القادم.
وبالأمس كان مؤتمر الطفل الفلسطيني مثقفا الذي كان مقررا عقده يوم 20 نوفمبر (يوم الطفل العالمي)، ولكن أبى الاحتلال إلا أن يرسخ وجهه القميء بعدوانه على أطفال فلسطين في يوم الطفل العالمي فكانت نسبة (25%) من الشهداء في حجارة السجيل لمن هم أقل من (5) سنوات وكذلك كانت نسبة (34%) من الجرحى من الأطفال.
وجاء المؤتمر جزءا من برنامج (30) يوما كاملة نظمتها وزارة الثقافة والشباب والرياضة وتنوعت ما بين المهرجانات والمعارض وبرامج الدعم النفسي والمؤتمرات ومحاكمة مجرمي العدوان.
وسعى المؤتمر في (20) ورقة علمية وتجربة مؤسسية عبر خبراء الطفولة وأساتذة الجامعات ومؤسسات الطفولة الرائدة إلى محاولة المساهمة في صياغة مشهد صناعة الطفل الفلسطيني المثقف للمرحلة القادمة.
وتوصيات المؤتمر تؤكد ضرورة الاهتمام بمنهج التربية لطفل المستقبل وأنشطته اللامنهجية ومواجهة الهيمنة الثقافية الغربية عبر صناعة البديل الملائم والشَّيق عبر مجموعة من دوائر الثقافة وبرامج التثقيف وما يتضمنه ذلك من انتاج أدبي وفني للأطفال مع رعاية خاصة لمواهب الأطفال بتوفير الموارد كالمكتبات والمسارح وخلق أجواء التنافس والمسابقات، وما يصاحب ذلك سياسيا من حماية أطفال فلسطين وفضح جرائم الاحتلال وإعادة تشكيل المجلس الأعلى للطفولة.
إن أطفال فلسطين كشعبها يقدمون نموذجا متقدما في الفهم للقضية ولحق الانتماء للأرض والقدرة على التعبير عن الذات ومشهد فارس عودة في مواجهة الدبابة يختصر حضور هذا الجيل ومشهد أطفال يخرجون بشارة النصر من تحت الأنقاض يقابله كبيرهم الذي يختفي خلف سيارة ويتلفت محتميا بجدار.
تحية لأطفال فلسطين في شهر الطفولة الفلسطينية (ديسمبر) وفي مؤتمرهم (الطفل الفلسطيني مثقفا).