قائمة الموقع

هل يحتاج الطفل لهاتف نقال؟

2010-01-26T18:33:00+02:00

أخصائي اجتماعي: استخدام الأطفال للجوال للضرورة القصوى فقط

غزة - أمل حبيب

بعد يوم دراسي شاق توجه الطفل خالد 10 سنوات إلى حضن والده ليريه شهادته التي امتلأت بدرجات الامتياز .. ففرح الأب لتفوق ولده  وسأله : ما نوع الهدية التي تريد أن احضرها لك؟ ومن دون تردد أجاب خالد : بابا بدي جوال.

ارتسمت علامات الاستغراب والحيرة على وجه الأب فولده متفوق ويستحق المكافأة ..ولكنه يخشى أن يشغله الجوال عن المذاكرة فيتدنى مستواه الدراسي ..  

فهل يحتاج الطفل فعلا إلى هاتف نقال ؟ وهل يعتبر ذلك نوعا من تحمل المسؤولية ؟ وما هي  الحالات التي يسمح بها باقتناء الطفل للجوال؟ وما خطورة استخدام الجوال في سن مبكرة ؟

ليس ضروريا

السيدة أم جميل تقول للرسالة.نت  :" ابني مجتهد وقادر على تحمل المسؤولية فلماذا أحرمه من امتلاك الجوال ؟ وذلك لتحفيزه وزيادة نشاطه وأضافت :" إن شعرت بإهماله لدروسه فإنني أعاقبه بأخذه منه حتى يعود لمستواه السابق " .

أم محمود زوجة أحد عمال البناء العاطلين عن العمل بسبب الحصار وإغلاق المعابر تقول للرسالة :" لا أستطيع شراء جوال لطفلي فالظروف في غزة صعبة وهناك أمور أهم من الجوال كمواد التموين والمستلزمات المدرسية , وأضافت :" أعتقد بأن شراء الجوال للطفل تبذير وليس من الأساسيات".

ووافقتها الرأي السيدة شيماء 24 عاما والتي قالت :" أعتقد بأن الطفل في المرحلة الابتدائية ليس بحاجة للجوال لأنه يذهب من البيت للمدرسة " وتساءلت :" لماذا الجوال في يد الصغار ؟

وأوضحت بأنه وفي المرحلة الجامعية توجد حاجة أكثر لاقتناء الطالب للهاتف النقال .

أسامة كحيل صاحب شركة دنيا الموبايل للاتصالات في غزة  قال للرسالة.نت:" هناك إقبال جيد من قبل الأطفال لشراء الهواتف النقالة وخصوصا في هذه الفترة التي أصبح سعر شريحة الجوال فيها 29 شيقل , وأضاف :" غالبا يأتي الطفل مع والده أو أحد إخوته الكبار ليختاروا له الجوال بمميزات تناسب سنه".

سلاح ذو حدين

من ناحيته قال الدكتور وليد شبير رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بالجامعة الإسلامية:" ليس عيبا أن يمتلك أطفالنا الجوال فهو نوع من تحمل المسؤولية ولكن إذا علمناهم كيفية الاتصال واستخدامه بالطريقة الصحيحة , واصفا استخدام الصغار للجوال بأنه سلاح ذو حدين فإذا أساء الطفل استخدامه وجعله للعب والعبث فعلى الأهل مراقبته و معاقبته في هذه الحالة .

وأوضح شبير بأنه لا يجوز للطفل في المرحلة الابتدائية أن يمتلك الجوال لأنه لا يحتاج إليه , وقال: "بعض الأطفال قد يستخدمون الهاتف النقال في اللعب والعبث وإزعاج الآخرين , إضافة إلى مشاهدة مقاطع الفيديو المخلة بالأخلاق ولا يدرك أهمية استخدامه إضافة إلى أنه وسيلة للإسراف فالأسر في غزة معظمها فقيرة وميزانيتها المادية لا تسمح".

وأضاف :" والبعض الآخر من الأطفال يحمل الجوال للتباهي والتعالي على أقرانه وزملائه بالمدرسة ".

وأشار الأخصائي الاجتماعي إلى أن الطفل قد يحتاج للجوال في بعض الحالات ولضرورة القصوى , كأن يكون من ذوي الاحتياجات الخاصة و يحتاج للاتصال بذويه لمساعدته في العودة للمنزل , أو للاتصال بالجهات المختصة المتابعة لحالته , أو أن يكون والده عاملان ويريدان الاطمئنان عليه .

ووجه شبير رسالة للآباء والأمهات مفادها بعد حرمان الأطفال من اقتناء هاتف نقال إن عاد عليهم بالفائدة  , وعدم توفيره لهم إن أصبح وسيلة للعبث وإزعاج الآخرين  , ومتابعتهم حتى ينضجوا ويعرفوا أهميته .

 

اخبار ذات صلة