انقضى عام 2012 بحلوه ومره، وها نحن على أبواب عام 2013 وينشغل الناس بالحديث عن عام 2012 وما حققه الشعب الفلسطيني وينشط الإحصائيون بإحصاء الأحداث والحوادث والإخفاقات والنجاحات، ثم ينتقلون للحديث عن العام القادم 2013 وما هو المتوقع في هذا العام؟ وهل سيكون أفضل من العام الذي سبقه؟ وهل الملفات التي لم تنجز ستكون على رأس العام القادم؟ وهكذا.
ومن حق كل إنسان كان مسئولا أو مراقبا أو سياسيا أو إنسانا عاديا أن يتوقع ما يمكن أن يحدث في عام 2013 ، وهنا من حقي أن أتوقع ما سيكون عليه عام 2013 وربما تكون لي شطحات وهي المرة الأولى التي اكتب فيها عن توقعاتي لعام 2013، وقد يكون هذا التوقع أماني أو قد يطلق عليها البعض أحلاما أو هواجس ولكن سأعبر بكل وضوح عن توقعاتي لهذا العام القادم غير آبه بما سينظر الناس إلى هذه التوقعات.
• عام 2013 سيكون عاما نكدا على (إسرائيل) وسيزيد من عزلتها وسيطغى اليمين المتطرف وإن كان كل الكيان متطرفا ولكن بنسب مختلفة، وهذا التطرف سيكون واضحا بشكل كبير وسيظهر اليهود على حقيقتهم ما يؤدي إلى انكشاف دموية وعنصرية وإرهاب يهود مما سيجعل (إسرائيل) أكثر حقدا على من حولها وعلى العالم وستنفذ أعمالا إرهابية كبيرة بحق الشعب الفلسطيني وكل من تشعر أنه يهدد أمنها وستكون إيران واحدة من الأهداف التي ستسعى الحكومة القادمة إلى ضربها، وسيكون هناك رد إيراني له آثار كبيرة على مكونات الكيان الصهيوني.
• عام 2013 سيكون قاسيا على الشعب الفلسطيني وستقع في هذا العام جولة جديدة من التصعيد يعقبها معركة قوية وعنيفة ستستخدم فيها قوات الاحتلال أقصى قوة ضاربة لديها، وسيسقط شهداء وجرحى بأعداد كبيرة، وفي نفس الوقت سيكون للمقاومة صولة وجولة، وستصد المقاومة العدوان (الإسرائيلي)، وستتقدم المقاومة في هذه المعركة وستعيد خط التحديد الحالي إلى خط التحديد الذي انتهى إليه خط الهدنة التي فرضته الأمم المتحدة في أعقاب حرب عام 48 ، وهذا سيشكل أول مرحلة امتداد للمقاومة وأول مراحل انحسار لدولة الاحتلال، وهذا تأسيسا على نتائج معركة حجارة السجيل.
• عام 2013 سيشهد انفجار الأوضاع في الضفة الغربية ما يؤدي إلى اندلاع الانتفاضة الثالثة والتي ستتحول مع نهايات العام إلى مواجهات عسكرية مع الاحتلال وهجرة عدد من المستوطنين إلى داخل فلسطين المحتلة عام 48 وسيتم تفكيك عدد من المستوطنات الصهيونية على غرار ما حدث في قطاع غزة وعندها سيتغير النظام القائم في الضفة الغربية بما يتوافق مع رغبات الشعب الفلسطيني وسيكون هناك انفتاح واسع خارج حدود فلسطين وتعاون على مستويات مختلفة تؤسس لمرحلة جديدة.
• عام 2013 سيسقط نظام بشار الأسد على يد الثوار بعد معارك طاحنة تؤدي إلى دمار كبير في سوريا وسيتشكل نظام سياسي ثوري ديمقراطي سيكون للإسلاميين فيه مكانة واسعة، وستقوم دول الخليج بإعادة بناء دولة سوريا الحديثة خوفا لا حبا من تغيير قادم لا محالة، كما سيسقط نظام عربي آخر بشكل أسرع مما يتصور البعض بما يؤدي إلى تغيير معالم المنطقة الشرقية الشمالية لفلسطين.
• عام 2013 سيشهد إلغاء اتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة وستغلق السفارات (الإسرائيلية) والمكاتب المختلفة لـ (إسرائيل) في بعض الدول العربية التي تعمل بشكل سري أو تحت مسميات مختلفة، وسيعود التوتر على الحدود بين الدول العربية وفلسطين المحتلة.
• عام 2013 سيشهد انهيار الاقتصاد الأمريكي وعلى أثره سيكون هناك محاولة اغتيال للرئيس الأمريكي باراك اوباما لن تؤدي إلى موته؛ ولكن ستصيبه بإصابات تشكل له عجزا تمنعه من مواصلة حكمه للسنوات الأربعة القادمة، وستشهد أمريكا بداية اضطرابات في عدد من الولايات وخاصة التي يتواجد فيها اليهود.
• عام 2013 سيكون عام النهضة للثورة المصرية وسيشهد عودة قوية لمصر لقيادة العالم العربي وستصبح مصر أقوى اقتصاديا وسياسيا وسيكون لها كلمة في تحديد الخارطة السياسية في المنطقة سيعيدها إلى الصدارة والريادة والنهوض سياسيا بالعرب وبداية إنهاء حالة التبعية للغرب وأمريكا.
هذه توقعات قد تحدث كلها وقد يحدث بعضها وقد لا يحدث منها شيء، ولكن سيشهد عام 2013 تغييرات جذرية وعميقة في المنطقة تؤسس لمرحلة مختلفة بالكلية عما كانت عليه المنطقة، هذا والله أعلى واعلم.