باسم عبد الله أبو عطايا
لم يعد النظام المصري يخفى تعاونه وعلاقاته الأمنية مع دولة الاحتلال ، ولم يعد التدخل الإسرائيلي في السياسة المصرية سرا ، وما عادت تخجل "أم الدنيا" من الاعتراف بطول يد دولة الاحتلال في تحديد حتى الرئيس القادم لحكم اكبر دولة عربية بل زعيمة الأمة العربية ، فاعتراف د. مصطفى الفقي بالنص ’للأسف، أن الرئيس القادم لمصر يحتاج إلى موافقة أمريكا وعدم اعتراض إسرائيل’، لهو دليل واضح على مدى الانهزام والانحطاط الذي تعانى منه الأنظمة العربية بشكل عام والنظام المصري بشكل خاص ، الذي فقد حتى القدرة على إخفاء تعاونه وعدائه لغزة وأهلها .
ادخلوها امنين
ففي الوقت الذي يمنع فيه قادة المقاومة والشعب الفلسطيني من دخول مصر يستقبل فيها قادة الاجرام المطارين فى كل دول العالم كمجرمى حرب يستقبلون فى مصر كرماء امنين مصر التى منعت الاسبوع الماضى وفد حماس من مغادرة قطاع غزة عن طريق معبر رفح لإجراء مشاورات مع قيادة الحركة في دمشق ، حسب ما ذكرت مصادر من حماس كخطوة انتقام للاحتجاجات الفلسطينية على الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر على حدودها مع قطاع غزة، ومقتل جندي مصري واتهام السلطات المصرية حركة حماس بالمسؤولية عن مقتله رغم نفي حماس لذلك .
إلا أن وزير الحرب الإسرائيلي أيهود باراك ينعم بضيافة رئيس النظام المصري حسني مبارك وعدد المسئولين المصريين في مدينة شرم الشيخ المصرية.
إذاعة جيش الاحتلال ذكرت أن باراك سيناقش مع مبارك عدة قضايا سياسية وأمنية, من بينها سبل تجديد المفاوضات المتعثرة بين الفلسطينيين وإسرائيل, والمصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح, والوضع في قطاع غزة ولاسيما على الحدود حيث تقيم مصر جدارها الفولاذي لمنع تهريب السلاح إلى غزة, إلى جانب مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل.
مصر التي ترفض سماع موقف حماس أو حتى النظر في ملاحظاتها على الورقة المصرية والمصالحة تناقش مع مبارك هذه المناقشة ، أما في ما يتعلق بالأمن الذي يريد أن يناقشه باراك مع مبارك فيبدو انه يريد ان يطلعه على أخر ما وصل إليه بناء الجدار الفولاذي الذي تعتبره " إسرائيل " أفضل خدمة يقدمها النظام المصري لإسرائيل
أفضل خدمة
وأشارت مصادر مقربة من وزير الدفاع الإسرائيلي إلى أن الزيارة لا تقتصر على معالجة القضايا الآنية الساخنة بل ستتطرق إلى تعزيز العلاقات بين البلدين.
وسيرافق باراك في زيارته رئيس مكتبه يوني كورين, والسكرتير العسكري والناطق باسم باراك إلى جانب المحامي إتسحاك ملخو مبعوث رئيس الحكومة لشئون المفاوضات مع الفلسطينيين, كما ينوي باراك أن يعقد مؤتمرا صحفي بعد نهاية لقائه مع مبارك.
وفي ذات السياق أعربَ مصدرٌ سياسي إسرائيلي عنِ اعتقادِه، بأن الفترة القريبة ستَشهدُ تقدُّما ما على الصعيدِ الفلسطيني، متوقِّعا أن يتأكدَ الجميع منْ ذلكَ عما قريب, مستدركا أنه "يجب على السلطة الفلسطينية ايجادُ أفضل السبل للنزولِ عنِ الشجرة التي كانت قدْ تسلقت إلى أعلاها".
إسرائيليا، الجنرال احتياط "أوري ساغي" رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية سابقاً، كان في مقدمة جنرالات إسرائيل الذين تحدثوا عن حالة التفكك العربي قائلا: "لم تعد هناك قومية عربية شاملة في مواجهة إسرائيل"، كما أعرب شمعون بيريز عن اعتقاده بأن "الاحتلال الأمريكي للعراق نسف خرافات كثيرة، مثل وحدة الموقف العربي"، مضيفاً "لقد ثبت أنهم "العرب" منقسمون".
والجنرال احتياط موشيه يعلون يقول: "نحن لم نعد نتحدث عن عالم عربي ولا عن وحدة عربية، وإنما يدور الحديث عن مصالح فئوية خاصة"، ثم المحلل الاستراتيجي زئيف شيف يؤكد هذه المعاني قائلاً: "لا يوجد اليوم تحالف حربي ضد إسرائيل، ولا توجد اليوم أي فرصة لإقامة جبهة شرقية ضدها.. كما يمكن الاستنتاج بأن الوجود الجمعي العربي قد ضعف، وبالتالي لا غرو في أن التقدير ألاستخباري الإسرائيلي المتجدد توصل إلى الاستنتاج بأن مجال المناورة لإسرائيل قد اتسع".