الرسالة نت - رامي خريس
ألف حصارٍ وحصار على غزة أهون مما تتعرض له الضفة الغربية من محاولات لسلخها عن مقاومتها وقيمها لإفساح المجال من أجل إكمال المخطط بجعلها أكثر وداعةً، تقبل بالإسرائيليين وتكرمهم وتخشى المقاومين بل وتلفظهم.
بدأ الأمر بتشديد قبضة أجهزة سلطة فتح الأمنية على فصائل المقاومة وأنصارها وخطفهم وتعذيبهم بحجة الحفاظ على الأمن ومنع تكرار ما جرى في القطاع من حسم عسكري ليزداد التعاون الأمني مع جيش الاحتلال ومخابراته يوماً بعد يوم لحماية جنود الاحتلال ومستوطنيه من هجمات المقاومة بل ومطاردة أي شخص له علاقة بها ، وتطور الأمر حتى وصل إلى منع العمليات قبل وقوعها وضرب أي بُنى أو مجموعات للمقاومة.
وهكذا تحولت مدن الضفة إلى مكان آمن للجنود والمستوطنين بفضل الجهود التي تبذلها أجهزة سلطة فتح التي تعمل تحت إشراف أمني أمريكي مباشر.
وحصل قادة الأجهزة الأمنية الفتحاوية وضباطها مقابل ذلك على مكافآت تمثلت بزيارات لاماكن سياحية داخل فلسطين المحتلة عام 48م.
(عل المكشوف)
وفي مراحل متقدمة تطور التعاون الأمني ليصبح (عل المكشوف) فالتقى سلام فياض وزير الجيش الإسرائيلي لمناقشة الأوضاع الأمنية ، وزار رئيس الشاباك يوفال ديسكن مدينتي رام الله وجنين للاطلاع على الترتيبات الأمنية في مدينتين كانت إحداهما عاصمة المقاومة وأبلى رجالها بلاءً حسناً خلال انتفاضة الأقصى وعملية "السور الواقي" وحصار جنين.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل نظم قادة "الأمن الوطني" و"الحرس الرئاسي" استقبالاً حاراً لقائد الجبهة الوسطى الجنرال آفي مزراحي الذي زار أريحا بصحبة رئيس الإدارة المدنية العميد يؤاف مردخاي للمرة الأولى منذ عقد من الزمان منشأة أمنية حساسة تابعة لأجهزة فتح الأمنية في قلب مدينة أريحا.
وسخرت صحيفة السفير اللبنانية من الزيارة التي قالت أن الدفء تجلي فيها باستقبال مزراحي بحرس شرف، بحضور قائد قوات الأمن الوطني دياب العلي وقائد الحرس الرئاسي منير الزعبي.
وانتهت زيارة مزراحي ومرافقيه في ساعات الظهيرة بزيارة لمناطق سياحية في المدينة ظهر خلالها الجنرال الإسرائيلي برفقة ضباط فلسطينيين ما أثار انتباه السياح.
وتحدث مزراحي إلى السياح والمارة الفلسطينيين. وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الجنرال مزراحي يدرس هذه الأيام إمكانية السماح بدخول الإسرائيليين إلى أريحا تحت حماية الأجهزة الأمنية الفتحاوية.
وشبه احد قادة الجبهة الشعبية هذه اللقاءات بلقاءات العار التي تقدم خدمةً مجانيةً للعدو وقادة حربه وعدوانه مجرمي الحرب.
تهيئة
ولم تقتصر حالة الاستهداف في الضفة على التعاون الأمني بل هناك محاولة لتغيير القيم والأخلاق لتهيئة عدد أكبر من الشباب للانخراط في برامج "حماية الاحتلال" أو على الأقل القبول بالتعاون الكامل معه.
وشجعت سلطة فتح إنشاء البارات وصالات الرقص المختلطة "الديسكو" وجرى تنظيم معارض للأزياء في بيت لحم ، فضلاً عن التضييق على الشباب لإبعادهم عن المساجد .
وكشفت محطة البي بي سي مؤخراً في تقرير مصور من مدينة رام الله عن افتتاح عدة نوادي ليلية في المدينة، حيث الرقص المختلط وتقديم الخمور حتى ساعات صباح الفجر الباكر.
وقال صاحب احد النوادي انه في الفترة الأخيرة يتم افتتاح ثلاثة أو أربعة نوادي ليلية كل شهر في رام الله.