قائمة الموقع

ضابط إسرائيلي: كل الاحترام لرجال حماس !

2013-01-02T10:48:08+02:00
أحد أفراد كتائب القسام
الرسالة نت - محمد العرابيد

"كل الاحترام لرجال حماس" عبارة قالها ضابط إسرائيلي تولى يوماً إدارة سجن مجدو، يروي مناسبتها الأسير الفلسطيني المبعد إلى قطر "طلال الباز".

"الباز" يبلغ من العمر 53 عاماً، ويقطن مدينة قلقيلية بالضفة، واعتقل في سجون الاحتلال عام 1988م، بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك حيازة سلاح.

قَدِمَ "الباز" إلى قطاع غزة؛ لحضور انطلاقة حماس الـ25، وكان لـ "الرسالة نت" شرف لقائه ومحاورته، ليُميط اللثام عن تجربته في سجون الاحتلال، ويروي كيف ضرب الضابط الإسرائيلي –سالف الذكر- التحية لرجال حماس في "مجدو" وأشاد بإدارتهم للسجن.

استقر الحال بـ "الباز" في سجن مجدو عام 1992م، بعد أن حكم عليه بالسجن لمدة 3 أعوام، بعد توقيع اتفاقية أوسلو.

ويحصي الباز عدد الأسرى في "مجدو" وقتها، ويقول إنهم كانوا 850 أسيراً، بينهم 450 من حماس.

يومها، رفضت إدارة السجن إعطاء التمثيل لحماس؛ بحجة أن شبابها لا يعرفون سوى القتل وإعداد المتفجرات !

يشير الباز إلى أن شباب حماس أصرُّوا على أن تنصاع إدارة "مجدو" لمطالبهم بأن يتولوا تمثيل السجن.

بعد جدال ونقاش –يقول الباز- بين إدارة مجدو والفصائل، أعطى مدير السجن التنظيمات، على رأسها حماس، فرصة 50 يوماً ليرى مدى الانضباط، وكيفية إدارة السجن.

ويروي البازي "أنه بعد انتهاء المدة، أرسل له مدير السجن، ليحاوره ويناقشه في مطالب الأسرى".

يقول: "فور ملاقاتي لمدير السجن، تفاجأت به يضرب التحية ويخاطبني بالقول (كل الاحترام لرجال حماس)" !

يؤكد الباز أن المدير وافق على أن تمثل حماس السجن؛ ليكون الأسير المحرر، أول ممثل عن الحركة بـ "مجدو".

كانت مطالب حماس وقتها، التسوية بين الأسرى والتنظيمات داخل السجن، وأيضاً الموافقة على أداء الصلاة جماعة، وكذلك رفع مكبرات الصوت في الآذان وخطبة الجمعة، التي كانت قد غابت عن مجدو لفترات طويلة.

وجرى الاتفاق مع الإدارة –وفق الباز- على فتح جميع الأقسام وغرف الأسرى يوم الجمعة؛ للاطمئنان على الجميع، وإدخال راديو خاص لكل أسير، بما في ذلك جميع أصناف الأكل والحلويات.

يعلق الباز على ذلك بالقول: "صراحة .. لم أكن أتوقع أن تخضع إدارة السجون لإرادة شباب حماس والأسرى أجمعهم" !

ويضيف: "بعد التسهيلات التي ورد ذكرها، أضحى يطلق على سجن مجدو بـ (فندق سبع نجوم)".

الباز وعصافير (إسرائيل)

لمن يغفل، "العصافير" مصطلح يطلق على عملاء إسرائيل داخل السجون، مهمتهم انتزاع اعترافات من الأسرى الفلسطينيين، ويمتازون بأنهم على قدرٍ عالٍ من "التدريب والمهارة" !

يروى الباز قصته مع "العصافير" وهو في سجون الاحتلال، يقول: "بعد تحقيق شاق معي، جرى نقلي إلى قسم مكون من غرف عدة، يوجد به سجناء كُثُر (..) للوهلة الأولى اطمأننت بأني داخل سجن إسرائيلي بالفعل".

ويضيف: "جرى بعدها زجي في غرف يتواجد بها عدد من الأسرى، منهم من انتحل شخصية أنه ممثل عن حركة فتح، وآخر عن الجبهة الشعبية".

ويلفت الباز إلى أنه تفاجأ بسجين كان موجود معه داخل غرف التحقيق، وقد انتحل اسماً آخر في غرف الأسرى ! مستدركاً: "شككت حينها في الأمر، وتيقنت أنهم عملاء".

ويتابع: "فور دخولي الغرفة، عرضوا عليَّ أن انحاز لإحدى الفصائل، حتى أستطيع العيش والمكوث عند الفصيل الذي أختاره، فلجأت إلى حركة فتح، بصفتها الفصيل الأكبر".

وأردف قائلاً: "بعدها، جاءني موجه القسم، ليستجوبني عن ظروف اعتقالي؛ بحجة مراسلة فصيلي السياسي وعائلتي خارج السجن".

كان الموجِّه يسأل الباز عن السلاح ومصادره، وكانت إجابة الأخير: "لا أعرف عن السلاح شيئاً، ولم أره سوى في التلفاز".

ويشير الباز إلى أنه اضطر للتمثيل على "العصافير"، خشية الاعتداء عليه، "فعدم التعامل معهم يجلب المتاعب، ويعرض الأسير للاعتداء بوحشية كبيرة، تصل درجة التكسير، بتهمة العمالة". وفق الأسير المحرر.

يقول الباز: "أوهمت العصافير داخل السجن، بأني بارع في رياضة الكاراتيه وأن بحوزتي الحزام الأسود، ولا أقاتل أقل من 10 أشخاص في الوقت نفسه".

ويضيف: "خلال وقت قصير كنت خارج غرفة العصافير (..) بفضل الله خرجت بسلام، لأعود مجدداً للتحقيق، وبعدها إلى قسم الترحيل، لأخرج بعد يومين من المعتقل".

الباز والحاكم العسكري

وذكر الباز أنه سجن عند الاحتلال الإسرائيلي عشر مرات، بمجموع 18 عاماً ! موضحاً أنه التحق بركب الإخوان في بداية الثمانينات، ثم انضم لحماس فور انطلاقتها.

قضى الباز فترة حكمه في سجن مجدو، وما هي إلا سنوات قليلة حتى أُعِيد اعتقاله، على خلفية تسليم سلاح لمجاهدين؛ بهدف قتل عملاء وشن عمليات ضد العدو.

يقول الباز: "عندما جاء الاحتلال لاعتقالي، حاصر البيت الذي كنت أتواجد به، وبعد 14 ساعة من تفتيشه ومراقبته، عثر عليَّ برفقة صديق داخل نفق أُعِدَّ مسبقاً، وكان بحوزتنا كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات".

ويضيف: "صديقي اعترف بأنه المسؤول عن السلاح والمتفجرات، وأني مجرد زائر عنده"، مبيناً أن الاحتلال لم يثبت أي دليل ضده.

ويروى الباز قصته لاحقاً مع الحاكم العسكري، ويقول: "بعد 4 ساعات من النقاش بيني وبين الحاكم؛ لأبرر موقفي، وإذ به يرد عليَّ: (على الرغم من عدم وجود أدلة ضدك؛ لكن عندنا قناعة بأنك المسؤول الأول عن كل شيء في مدينة قلقيلية .. سأكتفي بالحكم عليك بالمؤبد".

وبيَّن أن الحاكم أمر الحراس بأخذه للسجن، وصرخ بأعلى صوته: "خذووه، مش راح يشوف أسفلت الشارع بعد اليوم".

يقول الباز إنه لفت نظره إلى الحاكم، وخاطبه: "إذا بقيت عايش لمدة 10 سنوات، راح تلاقيني خارج السجن"، مستدركاً: "بالفعل.. لم تمض عشرة أعوام إلا وكنت خارج السجن".

ويؤكد أن ذلك كان بثمرة الإخلاص والدماء الطاهرة التي قدمها الشعب الفلسطيني المرابط بأرضه.

وشدد على أن أسرى حماس داخل السجون، كانوا على يقين دائم بأن الحركة لن تترك أبنائها.

ويصف الباز حبه لحماس، بالقول: "حماس بحر، إن خرجت منها أموت" !

ويختم قائلاً: "حماس تمتعت بفقه الموازنات والحفاظ على المقاومة، مع بقاء حكمها في غزة"، مستدركاً: "الشعب أولاها الثقة المطلقة؛ لثقته بمواقف الحركة واستراتيجيتها".


"406686_310100242439282_1626461187_n"

الأسير المحرر "طلال الباز"

اخبار ذات صلة