القاهرة – الرسالة نت – وكالات
انتهى اللقاء العربي الكبير الذي جمع المنتخبين المصري والجزائري كالحلم، وتأهل أبناء "أرض الكنانة" إلى النهائي الذي كانت غانا سبقتهم للتواجد فيه بفوزها على نيجيريا، في مباراتي نصف النهائي اليوم الخميس 28-1-2010 في بطولة كأس الأمم الإفريقية التي تقام في أنغولا.
وانتهى اللقاء بانتصار مصري كبير وغير منتظر، بعد أن سجلوا 4 أهداف لم تجد رداً من "مقاتلي الصحراء" الذين كانوا بعيدين عن مستواهم الذي ظهروا به في مباراة ساحل العاج الأخيرة، لتحضر هذه النتيجة للمرة الأولى في تاريخ لقاءات الفريقين، التي بدأت عام 1963.
وسجل أهداف اللقاء المصرية حسني عبدربه من ركلة جزاء (38)، ومحمد زيدان (65)، ومحمد عبدالشافي (80)، ومحمد ناجي "جدو" (90+3).
وستلتقي مصر في نهائي البطولة مع غانا في لواندا الأحد 31-1-2010، فيما ستقابل الجزائر نيجيريا يوم السبت 30-1-2010، في بنغيلا.
الشوط الأول
مرت الدقائق الخمس الأولى من اللقاء دون خطورة كبيرة على مرمى أي من المنتخبين، فيما بدا تنافس كبير بين لاعبي الفريقين على كسب منتصف الملعب، وهو الأمر الذي أجبر كلا الفريقين على البحث عن حلول لتهديد مرمى الآخر.
واعتمد المنتخب المصري على الكرات العرضية من الأطراف، ونظيره الجزائري على الكرات الطويلة في العمق، فيما شهدت الدقائق السابقة أفضلية مصرية بسيطة.
وهدأ اللقاء نسبيا في الدقائق التالية، في ظل تحسن بسيط لـ"الخضر"، الذين ارتدوا في هذا اللقاء اللون الأبيض كما فعلوا في مباراة أم درمان، يوم أن تفوقوا على المنتخب المصري بهدف المدافع عنتر يحيى، في وقت كان فيه المدافع المصري أحمد المحمدي أفضل لاعبي الدقائق الـ20 الأولى من اللقاء بفضل انطلاقاته القوية وإشغاله للجهة اليمنى المصرية.
وشهد اللقاء الكرة الأخطر في اللقاء بعد أن تصدى فوزي شاوشي لتسديدة عماد متعب التي تلقاها من تمريرة من "النشط" محمد زيدان، مبعدا إياها إلى الركنية الخامسة لـ"الفراعنة" في الشوط الأول (24).
ورد على تسديدة متعب نظيره في المنتخب الجزائري عبدالقادر غزال، الذي سدد كرة قوية إلا أنها اعتلت العارضة المصرية بقليل (26).
وشهدت الدقيقة 37 أول نقاط التحول في اللقاء، بعد أن احتسب حكم اللقاء البنيني كودجا ركلة جزاء طرد على إثرها مدافع المنتخب الجزائري رفيق حليش بعد أن عرقل مهاجم "الفراعنة" عماد متعب، سجل منها حسني عبدربه الهدف الأول (38).
ولم يستجد جديد فيما تبقى من الشوط الأول لينتهي بتقدم مصري بهدف حسني عبدربه الذي جاء من ركلة جزاء.
الشوط الثاني
بدأ الجزائريون الشوط الثاني بحثاً عن تعديل النتيجة بقوة، ولكن اندفاعهم قوبل بقوة دفاعية مصرية. ويضطر مدرب المنتخب المصري إلى استبدال المهاجم عماد متعب لإصابته ويشرك بدلاً عنه لاعب الوسط المدافع حسام غالي المحترف في نادي النصر السعودي (52).
وفرض لاعبو الوسط المصريون سيطرتهم على ملعب المباراة، في ظل نشاط كبير من عناصره، فيما اتضح غياب لاعبي وسط الجزائر عن أجواء اللقاء، في الوقت الذي لم يظهر فيه الكريمان زياني ومطمور بمستواهما الذي قدموه أمام ساحل العاج في ربع النهائي.
ويتألق "أبطال قارة إفريقيا" في البحث عن الهدف الثاني، وينفرد سيد معوض بالحارس فوزي شاوشي، إلا أنه أطاح بالكرة بعيداً عن المرمى الجزائري (58)، أتبعه حسن شحاتة بالتبديل الثاني بإشراك النجم الصاعد محمد ناجي "جدو" بدلاً عن المدافع محمود فتح الله.
ويتألق عصام الحضري في إبعاد تسديدة حسن يبدا القوية إلى ركلة ركنية وهي الكرة الأخطر في المباراة للمنتخب الجزائري(60).
ويضيع زيدان فرصة الهدف الثاني على المنتخب المصري، بعد أن تعامل مع الكرة أمام المرمى الجزائري باستهتار بالغ لتضيع فرصة محققة على "الفراعنة" لمضاعفة النتيجة (62)، إلا أن نجم بروسيا دورتموند عاد وتعامل مع كرة أصعب بجدية أكبر ليسجل من تسديدة محكمة من على مشارف منطقة الجزاء الهدف الثاني على يمين فوزي شاوشي (65).
ويغادر نذير بلحاج ملعب المباراة بقرار من الحكم الذي منحه بطاقة حمراء بعد دخوله على المصري أحمد المحمدي(70).
وتعامل لاعبو المنتخب المصري مع الدقائق التالية من المباراة بخبرة بعد أن فقد خصمهم حماسته الكبيرة، في ظل سلبية كبيرة من مدربه رابح سعدان الذي لم يبادر إلى تدعيم فريقه بلاعبين إضافيين إلا في الدقيقة 74، إذ أخرج كريم مطمور وأشرك جمال عبدون لاعب نانت الجزائري.
ويضيع أحمد حسن فرصة الهدف الثالث لـ"الفراعنة" بعد أن انطلق بكرة من الجهة اليسرى الجزائرية، إلا أنه سددها بقوة بعيداً عن المرمى الجزائري (77).
ويخرج المدافع المصري سيد معوض ليعوضه زميله محمد عبدالشافي، الذي ما لبث أن سجل الهدف الثالث للمنتخب المصري مستفيداً من تمريرة نجم اللقاء محمد زيدان (80).
ويضيع فوزي شاوشي على "جدو" فرصة تصدر هدافي البطولة، بعد أن حرمه من تسجيل الهداف الرابع للمنتخب المصري، والذي سيكون به "جدو" صاحب الأهداف الأربعة الوحيد في البطولة (85).
وكما تسبب شاوشي في حرمان "جدو" من تصدر الهدافين، ساهم المهاجم الشاب في إقصاء الحارس الجزائري بعد أن قرر الحكم استبعاده بالبطاقة الحمراء الثالثة في حق الجزائر (88)، ليلعب بدلاً عنه الاحتياطي محمد لمين زماموش.
وبينما كان الجميع ينتظر نهاية اللقاء، يسجل محمد ناجي "جدو" الهدف الرابع للمنتخب المصري في مرمى الجزائر (90+3)، ليصبح بذلك هدافاً للبطولة، بأربعة أهداف من أربع مباريات في البطولة.
ولم يسعف الحكم البنيني كودجا الجزائر ليسجلوا هدفاً لحفظ ماء الوجه، فأطلق مباشرة بعد الهدف الرابع صافرته منهياً اللقاء بتأهل المنتخب المصري إلى نهائي البطولة.