بعدما انقشعت غيمة المنخفض الجوي الذي ضرب غزة كشفت أشعت الشمس حجم الدمار الذي لحق بالقطاع الزراعي, فعشرات الدونمات الزراعية قد أصابها الصقيع ما أدى لاتلافها مما يهدد الموسم بقلة في الإنتاج وارتفاع بالأسعار.
المزارع حمادة الشاعر من خانيونس وقف على مشارف مزرعته التي تبلغ مساحتها 10 دونمات وبدأ يقلب عينيه لتفحص ما لحق بمحصول البطاطا.
وقال الشاعر لـ"الرسالة نت" إن مزرعته قد تدمرت بالكامل جراء موجة الصقيع موضحا بأن عمر البطاطا الآن 50 يوما, وفي هذا العمر تكون في فترة "الخَصاب", لكن موجة البرد دمرت الأشتال ومن الصعوبة بمكان نموها من جديد في هذا العمر.
وأوضح أن خسائره كبيرة, مشيرا إلى أن الإنتاج لما تبقى لن يعوض التكاليف التي صرفت في الأرض من السماد والمياه.
وقدر الشاعر حصاد مساحة الدونم الواحد من البطاطا في الوضع الطبيعي بــ 40 طن, مستبعدا أن يحصد نصف طن هذا الموسم نتيجة موجة الصقيع.
وطالب الجهات المعنية والحكومة بتعويض المزارعين بتكلفة الزراعة لأنهم يعتمدون على الزراعة لتغطية نفقات العائلة وقوتها, منوها إلى أن المزارعين يعيشون واقعا اقتصاديا صعبا.
"الإنتاج الحالي لن يغطي تكاليف الماء والسماد بحسب المزارعين
"
الدفيئات الزراعية
ووسط نحو 300 دفيئة مزروعة بالخضروات تنقل مراسل "الرسالة نت" برفقة المهندس الزراعي جمال الحشاش الذي جاء لتفقد الأضرار التي لحقت بعدد كبير منها.
وقال ان "هناك خسائر جسيمة, لأن الرياح كانت سريعة جدا مما أحدث تمزق في البلاستيك, وأثر على النباتات داخل الدفيئات الزراعية".
وأضاف "الخسائر فادحة لأن النباتات داخل الدفيئات بقيت لـــ 3 أيام دون غطاء مما أثر عليها خاصة نبات الخيار" , مؤكدا بأن الأضرار التي لحقت بالدفيئات الزراعية ستؤثر سلبا على الإنتاج.
من جانبه, حذر المزارع سلام الحشاش من ارتفاع أسعار الخضروات في الأسواق نتيجة قلة الإنتاج.
وأوضح أن كثيرا من النباتات فسدت من الريح وموجة الصقيع, مما سيؤدي إلى قلة الإنتاج وتلقائيا سترتفع الأسعار في السوق.
وطالب الحشاش المؤسسات الفلسطينية المعنية ووزارة الزراعة بتقديم مساعدات عاجلة من البلاستيك والخشب وتجديد الأشتال حتى يتمكن المزارعون من إعادة ترميم الدفيئات الزراعية.
بدوره, قال عاشور اللحام رئيس جمعية المزارعين الفلسطنييين في خانيونس ورفح بأن جمعيته كانت على اتصال مباشر مع جمهور المزارعين وتابعت المنخفض وتأثيره , منوها إلى أن الجمعية شكلت طاقما من أعضاء الهيئة الإدارية وأصدقاء الجمعية والمزارعين لإحصاء البيوت البلاستيكية المدمرة والتي بحاجة لإصلاح جزئي.
"الحكومة والمؤسسات الفلسطينية مطالبة بتعويض المزارعين للبقاء
"
ووصف اللحام المنخفض بالإعصار الصغير وتسبب في تدمير مئات البيوت البلاستيكية.
ونوه إلى أن شدة الرياح أدت إلى تدمير وتمزيق حوالي 500 دفيئة في خانيونس ورفح, لافتا إلى أن هذا الأمر أدي لخسارة فادحة للمزارع نفسه, كذلك من شأنه أن يرفع أسعار الخضروات في السوق للمستهلك.
وقدر اللحام الخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي في المحافظات الجنوبية لقطاع غزة بـ 3 مليون دولار, لافتا إلى أن هذه الإحصائية تقريبية وغير نهائية.
وأشار إلى أن جمعيته تنتظر التنسيق مع وزارة الزراعة لتقديم إحصاءات دقيقة حول الخسائر, داعيا وزارة الزراعة والحكومة لتقديم اغاثات سريعة للمتضررين.