غزة- رامي خريس
بدأت تتشكل ملامح الخطة الجديدة التي سيواجهون بها حركة حماس بهدف الوصول إلى أهداف قديمة طالما حلموا بتحقيقها بعد صعود الحركة وفوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006 م وتشكيلها لحكومة ذات غايات جديدة .
ومن الواضح أن العودة إلى إطفاء "أنوار غزة" يندرج تحت هذا المخطط ، حيث أوقف الاتحاد الأوروبي تمويله لشراء الوقود الصناعي اللازم لمحطة توليد الكهرباء في غزة ، في الوقت الذي تماطل فيه هيئة البترول في رام الله وتؤخر تزويد المحطة بالوقود ، ويبدو أن لديهم توجهاً جديد في هذا الإطار يقضى بدفع الحكومة في غزة لتعمل بفاعلية اكبر لجمع الديون المستحقة على المواطنين من متأخرات فواتير الكهرباء لشركة التوزيع ، وهو ما صرح به أمين بشير رئيس الهيئة العامة للبترول في سلطة رام الله الذي قال ان على الجهات ذات العلاقة في قطاع غزة أن تعمل على تسديد قيمة المستحقات المالية المترتبة على عدم دفع فواتير الكهرباء ".
والغريب أن مصدر مسؤول في المفوضية الأوروبية بالقدس المحتلة كشف النقاب عن أن "الاتحاد الأوروبي" أوقف دفع فاتورة الوقود الصناعي المشغِّل لمحطةَ كهرباء غزة منذ منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 بطلبٍ من سلطة رام الله برئاسة محمود عباس المنتهية ولايته.
ويبدو أن هذا التوجه يهدف إلى دفع المواطنين في غزة إلى النقمة على الحكومة الفلسطينية ومن ورائها حركة حماس .
وإذا كان إرهاق الغزيين بالقطع المتواصل للكهرباء هو احدى الأدوات التي قد تستخدم ضد حماس فإن الجدار الفولاذي المصري والتضييق على الأنفاق قد يكون وسيلة أخرى من الوسائل التي تُستخدم في إطار خطة محاربة الحركة والتضييق عليها ، لاسيما في ظل الحملات الإعلامية التي تشنها القاهرة على الحركة.
مرحلة جديدة
ومن المتوقع أن تدخل "الخطة" مرحلة جديدة بعد القرارات التي اتخذها "ثوري فتح" ، وأهمها تشكيله لجنة لدراسة كيفية "استعادة غزة" وتتضمن هذه الخطة بحسب بعض المصادر مطالبة قيادات وكوادر الحركة الذين هربوا من غزة بالعودة إليها لاسيما الأشخاص غير المطلوبين لحماس ، بحيث يتم إنشاء نواة قوية للحركة في القطاع تعمل على معارضة حماس ومناكفتها من داخل غزة .
ويبدو هذا تحولاً في تكتيكات حركة فتح لتحقيق ما يسمونه "استعادة غزة" بحيث يبدأ العمل من داخل القطاع وليس من خارجه .
وقد يلجأ الفتحاويون إذا ما عادوا لغزة لتكوين مجموعات تكون مهمتها زعزعة الأمن والاستقرار في القطاع مستغلين أوضاع المواطنين الصعبة وحالة الحصار.
"استعادة غزة" أو "إعادتها للشرعية" أو غيرها من المصطلحات أشغلت الفتحاويين خلال الفترة الماضية ودبروا بالتعاون مع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية العديد من الخطط كان آخرها الحرب على القطاع التي فشلت في كسر شوكة حماس.
ومع ذلك فإن تفكيرهم بمحاولات أخرى لم يتوقف ، ويبدو أن غزة وحماس أمام محاولة جديدة ، وقد تكشف الأيام القادمة عن بنود جديدة في مخطط لم تتضح جميع خيوطه حتى اللحظة.