قائد الطوفان قائد الطوفان

زرعته الولايات المتحدة وسقته بأموالها

خلوة فياض غير الشرعية تنتج سياسة لقيطة

رامـي خريـس                               

     حصل رئيس حكومة رام الله سلام فياض على المكافأة من الولايات المتحدة والدول الغربية عموماً وتلقى دعماً مالياً لموازنة سلطته من قبل البنك الدولي بقيمة 33,5 مليون دولار.

     وجاءت هذه المساعدات (السخية) بعد كسب فياض ثقة الإسرائيليين واثبات رغبته في تجديد التعاون الأمني معهم ، ونال رضا الغرب الذي شعر قادته بأنهم نجحوا إلى حد كبير في زرع سياسي  يطبق رؤيتهم لحل الصراع في الشرق الأوسط أو بالأحرى تصفية القضية الفلسطينية.

**  خلوة غير شرعية

     وكانت آخر (تقليعات فياض) خلوته التي استمرت لمدة ثلاثة أيام في أريحا وضع خلالها كما يقول وزراء حكومته سياسات المرحلة المقبلة ومن بينها خطته "لإقامة الدولة الفلسطينية خلال عامين". !.

     وطبعاً لا يمكن إقامة هذه الدولة في ظل وجود المقاومة وتنفيذ العمليات ضد الاحتلال ومستوطنيه وذلك بحسب تصريحات فياض لصحيفة الواشنطن بوست عندما قال بالحرف الواحد:" إنه يتعين نشر قوات الأمن على نطاق واسع في المدن الفلسطينية للحيلولة دون وقوع أي هجمات ضد الإسرائيليين، مؤكدا أن هذه هي الطريقة الوحيدة من أجل حماية الجهود الوطنية الفلسطينية الرامية إلى بناء الدولة"، وأضاف :" إن الدولة هي الجهة الوحيدة التي تشرف على الأسلحة والتسلح وإنه لا يمكن أن تكون هناك دولة وميليشيات مسلحة في آن معا لأن ذلك يمثل تضاربا".

     *** مشروع غربي

     ويمثل فياض مشروعاً غربياً متكاملاً فقد تم فرضه كوزير للمالية على الرئيس الراحل ياسر عرفات في حكومة محمود عباس ، وبقيت خزينة السلطة بيده حتى عام 2005 ، ثم في حكومة الوحدة الوطنية التي أعقبتها وتم تكليفه من قبل عباس ليرأس حكومته في الضفة بعد عملية الحسم في غزة .

     وبعد ذلك بدأ فياض بالانتقال إلى مرحلة جديدة بعدما حاول إبراز نفسه كزعيم سياسي وبدأ بتنفيذ الخطط الأمنية بالتعاون مع الجنرال الأمريكي كيث دايتون ولربما كما يرى المراقبون تجاوز رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس في ارتباطه مع الولايات المتحدة والغرب.

     والتطور اللافت في سلوك فياض يتمثل في طرحه مبادرات وصيغ سياسية تتعلق بعملية التسوية مع الاحتلال ، وتجاوز في ذلك دوره كرئيس للحكومة التي شكلها عباس في الضفة ، وبدأ يلمح في تصريحاته وخطاباته القبول بوجود المستوطنات الإسرائيلية في الدولة الفلسطينية الموعودة وغيرها من الطروحات الغريبة ، وهكذا يبدو أن الولايات المتحدة قد نجحت في أن تضع بين الفلسطينيين من يتحدث باسمهم وفق محددات السياسة الأمريكية الخارجية .

     وهذه السياسة الأمريكية الجديدة قد نجحت سابقا وبشكل جزئي في أفغانستان والعراق عندما قامت بتنصيب قادة لتلك الدول يصيغون سياساتها بلغة محلية وفقاً للأجندة الغربية.

     ومع ذلك فإن هذا النجاح لم يدم طويلاً في تلك الدول وانكشف الغطاء عن تلك القيادات المصنوعة بالقوة العسكرية كما جرى في أفغانستان أو بالمال كما يحاولون فعل ذلك في فلسطين.

     ومع ذلك فإن المخطط المعد لفياض لا يقتصر على بقائه رئيساً للوزراء في الضفة بل هناك توجهاً أمريكياً لخلافة رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس وذلك بالرغم من أن فياض ليس عضواً في حركة فتح، وقد يكون هناك خطة لدمجه في الحركة أو إتمام إنهاء الحركة لصالح قيادات جديدة مثل فياض ورياض المالكي وغيره من المنخرطين في الركب الأمريكي.

    

 

البث المباشر