وجه عضو بارز في البرلمان الأردني إنتقادات لاذعة للسلطات المحلية وللسلطة الفلسطينية على تجاهلها "المعيب" للوضع الإنساني المأساوي الذي يعيشه العشرات من المواطنين الأردنيين والفلسطينيين في مخيم أشبه بمركز إعتقال شمالي البلاد بالقرب من الحدود مع سوريا.
وقال البرلماني محمد الحجوج إن الوضع في المخيم الذي يحمل إسم (سايبر سيتي) لا يطاق ولا يمكن السكوت عليه ويكشف مستوى التضليل الرسمي الذي يمارس لإستهداف مواطنين لا ذنب لهم بالحسابات الأمنية والسياسية البائسة.
ويوجد حسب تقارير لجان الإغاثة الإنسانية في مخيم سايبر سيتي نحو 300 مواطن أردني وفلسطيني محتجزين تماما ولا يسمح لهم بدخول الأردن ولا تطبق عليهم حتى معايير إستقبال اللاجئين السوريين.
بين هؤلاء وفقا لما قاله الحجوج العشرات من المواطنين الأردنيين الذين يحملون أرقاما وطنية أردنية ويحتجزون بلا حق وبدون مسوغ قانوني أو اخلاقي ولا يسمح لهم بالعبور إلى بلدهم.
وأضاف: "منذ أكثر من عام ونصف ونحن نراسل ونتابع ونوجه النداءات والإستغاثات لإنصاف الأردنيين الذين تمنع سلطات بلدهم بطريقة غريبة عودتهم لكن الحكومة تضع أذنا من طين وأخرى من عجين".
وشدد الحجوج على أنه لا يوجد مبرر لمنع مواطن أردني من العودة لبلده وإحتجازه بهذه الطريقة المهينة والتي تنتج إنطباعات سيئة عن الدولة الأردنية ومستوى إحترام الحكومة لوثائقها وللقانون والدستور.
ويقول خبراء يتابعون هذا الموضوع منذ أكثر من عام ونصف بأن المحتجزين في سايبر ستي هم حصريا أبناء وزوجات وأحفاد أردنيين وفلسطينيين مطلوبين للسلطات الأردنية بسبب أحداث عام 1970.
وهؤلاء حسب وليد السعدي العامل في مجال الإغاثة يعاقبون بسبب قيود أمنية تخص آبائهم وأحفادهم وهم بكل الأحوال لا يختلطون ببقية اللاجئين ولا يمكنهم بأي حال العودة لسوريا.
وسايبر سيتي هو مخيم مغلق تماما أمنيا ولا يخرج منه أي من سكانه وهو عبارة عن مبنى واحد مع ملحق يضم مئات الأردنيين والفلسطينيين من عائلات تم تجميد قيودها المدنية في الأردن أو عدم الإعتراف بها بدون قرارات قضائية وبإجراءات بيروقراطية إتخذت في الماضي ولم تراجع حتى الأن.
وخلافا لأكثر من 300 الف لاجيء من سوريا لا يسمح لأهل سايبر ستي تحديدا بالعبور ولا يعرفون من العالم خارج مخيمهم الصغير إلا رجال الأمن الذين يؤكد الحجوج ان علاقة إيجابية لافتة قامت بينهم وبين سكان المخيم بالرغم من الظروف الإنسانية الصعبة والقرار السياسي الذي لا يسمح لهؤلاء بالعودة.
وكان الحجوج وبعد ساعات فقط من إعلان نجاحه في الإنتخابات بدأ نشاطه الفوري بزيارة صباحية لمخيم سايبر ستي معتبرا أن بقاء هؤلاء الناس في مكان إحتجازهم غير الإنساني يختبر ضمير الجميع في الحكومة الأردنية والسلطة الفلسطينية.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد صرح بأن "إسرائيل" وافقت على عودة لاجئين فلسطينيين فارين من سوريا بشرط تنازلهم عن حق العودة.
وإنتقد الحجوج بشدة مثل هذا التجاهل الذي يكشف مستوى الإنحدار الذي وصلنا إليه مشددا على عدم جواز إخضاع الفلسطيني الذي يعيش في ظرف لجوء وتشرد لإبتزاز "إسرائيلي" من هذا النوع مقترحا على السلطة الفلسطينية أن لا تردد ذلك ولا تقبل به من حيث المبدأ.
وتابع: " كان من الواجب على مؤسسات السلطة الفلسطينية وممثلياتها في الأردن ولبنان وسفاراتها أن تقوم بالحد الأدنى من واجباتها في متابعة حاجات وظروف مواطنين فلسطينيين عالقون على هذا النحو المأساوي في الأردن ولبنان".
وإتهم الحجوج وهو أحد القيادات البارزة للمجتمع الفلسطيني في الأردن مؤسسات السلطة الفلسطينية بالتقصير الشديد وعدم القيام بالحد الأدنى من الواجب تجاه الموجودين في سايبر سيتي.
القدس العربي