قائمة الموقع

الزيات: حماس بريئة من اضطرابات القاهرة

2013-01-28T10:43:12+02:00
المواجهات الجارية بمصر (أرشيف)
القاهرة-حاورته/آلاء حــــمـــزة

فنّد الخبير الاستراتيجي والباحث العسكري العميد صفوت الزيات، الاتهامات الموجهة لحركة حماس، بشأن تورط بعض عناصرها في أحداث العنف والتخريب التي تشهدها مصر خلال الفترة الحالية.

واتهمت قوى سياسية ووسائل إعلام مصرية، حماس، بالوقوف وراء ما يجري في جمهورية مصر، وتورط عناصر منها في الاحداث الواقعة في أغلب المحافظات المصرية.

وقال الزيات فى حوار خاص لـ"الرسالة نت"، إن ما يتردد فى هذا الشأن يعدّ مجرد شائعات وحملات دعائية مخططة تصاحب الاضطرابات الحاصلة في مصر؛ بهدف الإساءة إلى الاخوان المسلمين.

واعتبر أن هذه الشائعات تشبه ما ردده البعض فى أوقات سابقة عن تورط الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين فى بيع سيناء لحماس، فضلاً عن الشروع بتوطين الفلسطينيين فيها، موضحاً "أن ترديد الشائعات يستهدف الترسيخ لحالة الفوضى التي يدعمها البعض".

وعن سبب التركيز على حماس دون فصيل آخر، قال الزيات "من يرددون ذلك يستهدفون العصب الحساس لجماعة الإخوان المسلمين والرئيس مرسى، لأن الشعب المصري يتعاطف معها".

"

المعارضة تستفيد من العنف فى مصر، وإعلام محلى وعربي فى دائرة الاتهام

"

واستشهد "الزيات" بتقرير تقصي الحقائق في قتل الثوار الذي لم يشر من قريب أو بعيد إلى تورط عناصر فلسطينية فى استهداف المتظاهرين، فقد روجوا لدخول عناصر فلسطينية من حركة "حماس" إبان الثورة وحملوها مسئولية القتل والتخريب. وأضاف" بلا شك نحن أمام حملة مخططة من جماعات فوضوية لنشر الاضطرابات فى مصر".

وحمّل "الزيات" ظاهرة الانفلات التي تعم الشارع المصري منذ يومين، لـ"أطراف محلية مستفيدة من الفوضى والعنف"، مؤكدا أن هذا "العنف بهذه الصورة سواء من ناحية التمدد على مستوى المحافظات أو من ناحية التوقيت الزمنى واختيار الأهداف التي يتم مهاجمتها، مسئولية الحملة الإعلامية المتناسقة، التي تقوم بها وسائل إعلام مرئية ومكتوبة يمولها حفنة من رجال الأعمال المرتبطين بالنظام السابق، فضلا عن وسائل إعلام عربية على نحو خاص".

وقال "إن هذه الحملة التي تتخذ موقفا سلبيا من النظام الحاكم فى مصر، إلى جانب الدعم اللوجيستي لحالة الفوضى والعنف يصعب أن يتولاه أفراد عاديين يقومون بإظهار معارضتهم للنظام أو رفضهم لأوضاع معيشية يشعل الأحداث وينشر الفوضى والعنف بشكل ممنهج".

خوف

وحول وجود مؤامرة خارجية أو دولا بعينها، قال "نحن فى حدث، وعادة لا يمكن أن ندرك تفاصيله بالكامل إلا بعد وقت. وتابع: "هناك حديث عن تدخلات لبعض الدول التي يتواجد بها قيادات وعناصر محسوبة على النظام السابق ، فضلا عن أطراف أخرى تخشى فكرة تولى التيار 

"

الدولة المصرية متماسكة، والنظام يدير الأزمة بعقلانية

"

الإسلامي للحكم، هذه الأمور لا يمكن أن نجزم بها حاليا بشكل كامل فنحن نقرأ الشواهد، ونترك الدلائل والقرائن تأتى فيما بعد في سياق الحدث".

وعما يتردد بشأن تواطؤ المعارضة، أستبعد "الزيات" تواطؤاً بين الأطراف الخارجية والمعارضة، أو التواطؤ بين المعارضة وتيار العنف، لكنه أشار إلى أن "المعارضة تستفيد من هذه الحالة، كون ما يحدث يضاف إلى مصادر قوتها وقدرتها على تعكير الأمن العام وقدرتها على استنفار الشارع، ولا يهم إذا كان الأمر مرتبطاً بردود فعل عقلانية أو ردود فعل عنف، فالمعارضة تستفيد إذا كان هناك مناخ عام ضاغط على الحكومة وعلى النظام سواء شمل أعمال عنف أو سلمية".

مبررات

وبشأن دور أمريكي- إسرائيل فى حالة الفوضى، أكد "الزيات" أنه لا يؤمن كثيرا بفكر المؤامرة، لاسيما أن أمريكا ترى أن النظام الحالي فى مصر يحترم المعاهدات الدولية، وأمريكا تدرك أن مصر تريد السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، كما "تثمن دور الرئيس محمد مرسى فى جهود التهدئة التي أعقبت عملية "عامود السحاب" الأخيرة على قطاع غزة، وترى أنه كان جيدا للغاية".

وأشار إلى أن "إسرائيل تريد أن تكون حدودها مع مصر آمنة، لذا أقول عدونا فى الداخل مهما حاول البعض  أن يسوق لخلاف ذلك"!

"

كتلة شعبية منظمة ومنضبطة تقف وراء "مرسي"

"

وعن قدرة النظام على كبح موجات العنف الحالية، أكد "الزيات" أن ذلك متاح وأن النظام قادر وأمامه أدوات عديدة "لكنه يدير العملية بدرجة عقلانية كبيرة، فكان بمقدور الرئيس مرسى أن يفرض حالة طوارئ ويدفع قوات الداخلية لاستخدام العنف، لكنه يدرك جيدا الحساسية التي عليها الشارع المصري، والاستنفار الذى يقوم به الإعلام الممول، ومن ثم فهو يحاول فى إدارته للأزمة امتصاص جرعة الغضب الشعبي".

اتزان

وأوضح "الزيات" أن الدولة متماسكة والرئيس يتعامل مع الأزمة بصورة هادئة وبدون تصريحات غير مدروسة، مشيرا إلى أن حكم القضاء الصادر (السبت) فى قضية مجزرة ستاد بورسعيد يهدف إلى توصيل الرسالة بأنه لا أحد فوق القانون، وأن كل من يخطئ سيحاسب، كما أن الحكم ينم عن أن القضاء لا يخضع لاعتبارات سياسية أو اعتبارات الرأي العام.

ونبه إلى أن الدولة تتصرف هذه المرة بصورة جيدة للغاية وأن أطراف الدولة متماسكة وردود فعلها ينم عن انضباط شديد، وأن اجتماع  مجلس الدفاع الوطني مع الرئيس خرج بقرارات جيدة والجيش يتدخل فى الوقت المناسب والتيار الإسلامي منضبط للغاية وردود فعله تتسم بالتحفظ الشديد رغم التهديدات التي يتلقها ورغم الشطط الذى عليه المعارضة سواء فى اتهاماتها للرئيس أو فى اتهاماتها للقوى والأحزاب الإسلامية وأتصور أن هذه الجولة من العنف فى مصر والتي ستكون الأخيرة تتسم بالاستيعاب الشديد من كل أطراف اللعبة السياسية.

وقلل "الزيات" مما يردده معارضون بشأن تدخل الإخوان فى إدارة شئون الدولة. وأعتبر أن هذه أساليب يصعب تفهمها أو تقبلها لأن الرئيس "مرسى" هو رئيس منتخب وشرعي لكل المصريين وهو أول رئيس مدنى بعد الثورة، وبالتالي فإن ما يتردد فى هذا الشأن هو مجرد تصفية حسابات بين تيارات سياسية فى مصر، لكنها للآسف الشديد تلامس أعصاب الدولة المدنية الحديثة".

وفيما طالب الجميع باحترام مؤسسة الرئاسة فقد أوضح أنه "لا مانع من الانتقاد لكن ليس بهدف الوصول إلى مرحلة اتهام الرئيس، والتشكيك فى انه ليس صاحب القرار وأن هناك من يدير الدولة نيابة عنه"، مشددا على أن "هذه الاتهامات تؤثر على الأمن القومي للبلاد وهذا الاتهام أقل ما يقال عنه أنه "تصرف رخيص" لأنه يقلل من قيمة الرئيس ومن قيمة الدولة المصرية".

ضغوط

وحول تقييمه لأداء وزارة الداخلية، قال إذا كان هناك ضعفا فى أداء وزارة الداخلية فإنه يعود لثلاث أسباب: الأول، الإرادة السياسية من قبل النظام الذى يطالب وزارة الداخلية بالحد من استخدام العنف غير المنضبط حتى لا يتكرر ما حدث فى عهد النظام السابق. والسبب الثاني أن وزارة الداخلية تحتاج إلى إعادة هيكلة لكن الوقت لا يسمح بذلك فى خضم الاضطرابات الحاصلة، كما أن المعارضة للأسف لا تتيح للرئيس قدر من الهدوء للشروع فى هذه الهيكلة.

"

التطاول على مؤسسة الرئاسة يضعف من قيمة الدولة المصرية

"

وحمل "الزيات" السبب الثالث فى تواضع الأداء الأمني للمعارضة، مؤكدا أن "المعارضة عندما تفشل فى الاحتكام إلى أهم قواعد الديمقراطية وهو صندوق الانتخابات تلجأ إلى الشارع وهو وإن كان تراجعا سياسيا وتخلى عن قواعد اللعبة الديمقراطية، لكنه فى الوقت نفسه يمثل ضغطا على جهاز الأمن الداخلي –الشرطة- التي تجد نفسها فى وضع حرج".

روشتة

ودعا المصريين إلى الإسراع باستعادة عافية الاقتصاد المصري، عبر عودة السياحة لمستوياتها السابقة، وقال: "هي الآن متوقفة وزاد توقفها مع هذه الصورة التي تنقلها وكالات الأنباء والفضائيات عن الشارع المصري ،وبالطبع ستتأثر أيضا الاستثمارات الخارجية لاسيما وأن المعارضة تتناول الأموال الخارجية من منح وودائع وقروض وكأنها جاءت لفصيل بعينه وليس لصالح الاقتصاد المصري وخاصة الأموال "القطرية" و"التركية".

ويضيف الزيات "عندما نشغل الرئيس ومؤسسات الدولة بهذه الحالة من الاحتقان يؤثر على دفع عجلة الاقتصاد لتعويض ما فات وبالتالي لن يتعافى الاقتصاد وسيستمر فى الهبوط.

وطالب "الزيات" بتغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية، وقال قد نختلف مع الرئيس لكن الأهم أن نراعى فكرة بقاء الدولة المصرية والمكانة الأدبية للرئاسة وعدم استخدم السب والقذف والأفعال التي من شأنها أن تهدر من قيمة مؤسسة الرئاسة مثل الإحاطة بقصر الرئاسة والكتابات الغير أخلاقية على جدران القصر، وعلى الجميع أن يدرك أن الرئيس المنتخب ورائه كتلة شعبية منظمة ومتماسكة "فهو لم يأت بانقلاب عسكري أو حكم ديكتاتوري"، ومن يريد تغير منهج الرئاسة عليه أن يتواجد فى مجلس النواب بالكم الملائم وتتمتع مطالباته بقدر من الانضباط بعيدا عن الشغب.

اخبار ذات صلة