يرتدي الكثير من خريجي الجامعات والكليات معطف الأمل حاملين خطاهم الثقيلة في الطريق نحو البحث عن عمل يعينهم على إكمال مشوارهم في الحياة، سيما بعد حصولهم على معدلات تؤهلهم للعمل.
لكن مرحلة البحث عن وظيفة تبقى –ما دمت في غزة- مليئة بالمعاناة الطويلة، في سبيل توفير مصاريف الدراسة وتسلق سلم النجاح وصولاً إلى التخرج, وبعضهم من يصطدم مرات ومرات بعائق يحول بينه وبين مواصلة ما يطمح إليه.
تخفيف حدّة الفقر
عدنان أبو حسنة المستشار الاعلامي لوكالة تشغيل وغوث اللاجئين (الأونروا) في غزة، يقول لـ "الرسالة نت"، إنه جرى الاعلان عن توفير 11 ألف فرصة عمل مؤقتة في القطاع ، إضافة إلى تبرع مفوضية أوروبا بـ 14مليون يورو لبرنامج خلق فرص عمل على مدار ثلاث سنوات.
ويضيف أبو حسنة: "البرنامج سيشغل 1700 خريج جامعي في أنشطة ألعاب الصيف، ومئات المدرسين في الدعم النفسي والخدمات الاجتماعية، إضافة إلى 1600 فرصة للقطاع الخاص والعمال".
وأوضح أن توفير فرص العمل يأتي في إطار إيجاد الحلول المؤقتة لمشكلة البطالة التي تشهدها غزة، والواصل عددها إلى 32%.
"الأونروا" أعلنت في وقت سابق خلال مؤتمر صحفي، أن العمل يجرى لإكمال المرحلة الثانية من المشروع السعودي وآخر ممول من دولة الإمارات، بما يوفر مساكن لـ 9026 لاجئ فلسطيني بحلول نهاية عام 2013.
وكان مدير عمليات "الأونروا" بغزة "روبرت تيرنر"، قال "إن الخطوة ستساهم بشكل كبير في تخفيف حدّة الفقر وآثار الأزمة الاقتصادية التي طال أمدها على عائلات اللاجئين الفلسطينيين من جهة والقطاعين العام والخاص بغزة من جهة أخرى".
تشغيل الطاقات
بدوره، أوضح صقر أبو هين وكيل وزارة العمل الفلسطينية بغزة، أنهم يوفرن فرص عمل لما يقرب من 3 آلاف عامل شهرياً، في الوزارات الحكومية والأهلية، موضحاً أن الجزء الأكبر منهم يمثل خريجي الجامعات.
وفيما يتعلق بجديد العام 2013، قال أبو هين: "في السابق كنا ندعم المشاريع الصغيرة، أما اليوم فقد بدأنا اعطاء قرض حسن على أن يسدد المنتفع وفق الاتفاق وبدون فوائد".
وأضاف: " العام العالي انتهجنا ضمان المشاريع من خلال إعطاء صاحبها مبلغاً من المال؛ لضمان مشروعه لمدة ثلاث أو أربع سنوات حسب الاتفاق الموقع بيننا"، مشيراً إلى رفع قيمة الموازنة إلى 100 ألف دولار مع بداية 2013.
وتمنى أبو هين على الحكومة والجامعات بضرورة التعاون حسب خطة الاستيعاب المحددة للوظائف السنوية على أن يتم توجيه الطلبة لدراسة ما يحتاجه السوق سنوياً، "لأجل تنظيم العمل والحدّ من المعاناة الدائمة في الوظائف" كما قال.
أما عن دور ديوان الموظفين العام، كشف مؤمن عبد الواحد نائب مدير عام الشئون الإدارية والمالية لـ "الرسالة نت"، عن عقد امتحانات تبدأ بالوظائف الصحية التي تقدم لها 3 آلاف متقدم، وسيجري الاعلان عن وظائف أخرى لاحقاً.
وبين عبد الواحد أن هناك معيارين يضعوها أمام أعينهم في التوظيف وهما وفق العدد التي يحدده موازنة مجلس الوزارة المحتاجة، والمعايير المهنية من ناحية المؤهل العلمي والخبرة والأداء والقدرة على العطاء.
عقود إغاثية
أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر معين رجب، عدّ العقود الخاصة بتشغيل البطالة واللاجئين عبارة عن "عقود إغاثية" تقدم الإعانة لفترة محدودة من باب التخفيف الجزئي عن المتعطلين عن العمل.
وذكر رجب "من ناحية اقتصادية لا توجد أي ميزة لهذه البرامج سوى أنها مؤقتة ويرجع الشخص بعدا للمعاناة ذاتها"؛ لأن الجهة التي توفر العمل لديها بدائل دائمة، ناصحاً بإيقافها والبحث عن أخرى أكثر فائدة.
ونصح رجب العاطلون عن العمل بعدم الاهتمام بمشاريع البطالة "كونها غير مجدية"، داعياً إياهم إلى بذل الجهد للبحث عن عمل مناسب في المؤسسات غير الربحية والدولية والخارجية".
وأوضح أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر أن القدرة الاغاثية للحكومة الفلسطينية في غزة تقدر بـ (5 إلى 10) % فقط.
ويظل الخريجون الحلقة الأصغر في المجتمع الفلسطيني الذي يعاني من نسبة بطالة مرتفعة تصل نحو 40%، وفقر يبلغ نحو 40% وفق مركز الإحصاء لعام 2012م.