اقترحت دراسة أمريكية حديثة أن الحفاظ على صحة الكلى يمكن أن يكون الطريقة المثلى لتمتع مريض البول السكري بصحة أفضل طول حياته، حيث أثبت الباحثون بجامعة واشنطن أن الإصابة بأمراض الكلى تعني زيادة في مخاطر الوفاة المبكرة.
ويشير خبراء الصحة ببريطانيا إلى حقيقة عدم بذل جهود كافية للكشف والسيطرة على مشاكل الكلى الناتجة عن الإصابة بالبول السكري، فهناك ما يقرب من 5% من أفراد الشعب البريطاني يعانون من مرض السكري، إلا أن الإدارة الحذرة لهذا المرض بالجمع بين العلاج وتغيير أسلوب الحياة يمكن أن تقلل من تأثير المرض على صحة المرضى نسبياً.
أما إذا حدث تشخيص المرض متأخراً، أو لم يتم التعامل معه بحزم بعد تشخيصه، فإن تعقيداته التي تهدد حياة المرضى تتضاعف، مثل أمراض العينين والأطراف السفلية ومشاكل الكلى.
وفي هذه الدراسة التي نشرت مؤخراً بجريدة "جمعية أمراض الكلى" الأمريكية، راجع الباحثون معدلات الوفيات خلال عقد من الزمان على عينة من 15 ألف شخص بالغ من الأصحاء ومرضى البول السكري، وقد تبين أن مرض الكلى أصاب ما يقرب من 9.4% من أفراد العينة الأصحاء، وما يقرب من 42.3% من الأشخاص الذين يعانون البول السكري.
وجد الباحثون أن 7.7% ممن لا يعانون البول السكري أو أمراض الكلى ماتوا خلال فترة الدراسة التي استمرت عشر سنوات. وقد زادت معدلات الوفاة إلى 11.5% بين مرضى السكري من غير المصابين بأمراض الكلى، أما من يعانون كلا المرضين فإن النسبة ترتفع لتصل إلى 31.1% خلال تلك الفترة.
وقالت الباحثة د. مريام أفكاريان "إن الأشخاص الذين يعانون من البول السكري -النوع الثاني- يواجهون العديد من عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب والوفاة، لهذا نتوقع أن تتسبب أمراض الكلى في إحداث جزء ولكن ليس كل أسباب الوفاة من المرض".
ومن هنا ترى الباحثة ضرورة توفير رعاية خاصة لهؤلاء المرضى أو العمل على منع إصابة مرضى السكري بمرض الكلى لتقليل حالات الوفاة المبكرة بين مرضى البول السكري.
وتعلق د. كاثي مولتون من جمعية البول السكري البريطانية على الدراسة قائلة إن الكشف المبكر عن مرض الكلى الناتج عن الإصابة بالبول السكري يمكن أن تتم السيطرة عليه من خلال عقاقير ضغط الدم. وتوصي الباحثة بضرورة اختبار وظائف الكلى لدى مرضى البول السكري، سواء بتحاليل خاصة بذلك أو أثناء قياس مستوى الكولسترول في الدم.
العربية نت